اخبار هامة

    وادي عَنّه بريف إب.. وجهة للسياحة والعلاج

    وادي عَنّه بريف إب.. وجهة للسياحة والعلاج

    اب بوست-متابعات

    يتمتع وادي عَنّة بريف محافظة إب بطبيعة متفردة، ومياه كبريتية، ما جعله مزارًا سياحيًا يقصده الزوّار طيلة أيام السنة كوجهة للسياحة والترفيه والعلاج أيضا، لا سيما في موسم الأعياد وهطول الأمطار الموسمية صيفًا.


    يقع الوادي الذي ورد ذكره في العديد من المصادر التاريخية وينسبه الأخباريون إلى ” عَنّه بن مثوب الأكبر بن عُريب “، في مديرية العُدين بمحافظة إب ( وسط اليمن)، ويبعد عن مركز المدينة حوالي 3 كيلو متر، وهو وادي دائم الجريان على مدار العام، بحسب المركز الوطني للمعلومات، ويعد من الأماكن الطبيعية التي يحرص الكثير من اليمنيين على زيارته للترفيه والعلاج.


    وادي عَنّه سياحة وعلاج


    يحرص بدر ناصر (20 عاما) على زيارة الوادي بشكل مستمر، فهو يسكن في منطقة قريبة منه. ويقول لمنصة ريف اليمن: “وادي عَنّة هبة من الله لسكان المنطقة والمناطق المجاورة؛ إذ يوفر بطبيعته الساحرة متنفّسا للناس بعيدا عن التكلفة الكبيرة في باقي المنتزهات والحدائق”.


    وبالإضافة إلى جمال الطبيعة الخلابة الساحرة، يصف ناصر: “بساطة الناس في الوادي وجمال قلوبهم وكرم نفوسهم تُحفز الزوار على زيارته بشكل مستمر”.


    وعن تكلفة الوصول إلى الوادي، يذكر بدر أنها بسيطة بحكم سكنه القريب من الوادي، وتتضاعف التكلفة على الزوار الذين يأتون من مناطق بعيدة، لكنها ليست كبيرة، هذا ويعاني الزوّار من انعدام المواد الغذائية بسبب غياب المحلات والمطاعم داخل الوادي، في حين يلجأ كثير منهم إلى شراء الأكلات الشعبية من سكان الوادي.


    ويزخر وادي عَنّة بوجود حمام مياه كبريتية ساخنة طبيعية، تتوسّط طقسين مختلفين: الطقس البارد لمدينة إب وجبال نامة من الشرق، والطقس الحار لمنطقة القهرة وتهامة من الغرب وهو معتدل على مدار العام.


    ويقع الحمام في سفح وادي عَنّة ويتخذه الزائرون وجهة علاجية، فللاستحمام بالمياه الكبريتية فوائد جمة، أبرزها الاستشفاء من أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الجهاز العصبي ووجع المفاصل والشلل والعظام وأمراض الروماتيزم والأمراض الجلدية.


    تنبع المياه الحارة من سفح الجبل المطل للمنطقة، وتمرّ عبر نفق خاص يحفظها من التلوث، وتُعدّل درجة حرارة المياه في هذه الأنفاق قبل وصولها إلى المسابح الخاصة بالنساء والرجال، فحرارتها الأصلية تصل إلى 86 درجة مئوية.


    الطفلة سارة منصور (15 عاما) كانت تعاني من مشاكل طفيفة أسفل العمود الفقري، لكنها عقب زيارتها إلى الحمام باتت تشعر براحة، وهذا ما جعلها تستمر بزيارته أسبوعيا طوال موسم الاستحمام.


    فوائد طبية


    وتؤكد والدتها أن آلام الظهر التي كانت تعاني منها سارة خفّت كثيرا، وتحسنت صحتها بشكل ملحوظ. وتضيف: “الحمام يتمتع بخصوصية تامة، وقد وجدتُ تعاملا راقيا من الموظفين تجاه الزبائن، أما الرسوم المالية فطفيفة جدا، وهي 500 ريال للساعة الواحدة”.


    وعن فوائد المياه الكبريتية، يذكر الدكتور مجاهد الصوفي، الذي يعمل في أحد المراكز الصحية في المحافظة، أنها تحتوي على نسبة عالية من الكبريت، وهي تستخدم منذ القِدم لأغراض علاجية، ويمكن أن تساعد في علاج حالات مثل الصدفية والإكزيما وحبّ الشباب بسبب خصائصها المضادة للالتهابات والبكتيريا.


    ويضيف الصوفي لمنصة ريف اليمن قائلا: “المياه الكبريتية مفيدة للأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل والروماتيزم، فهي تساعد في تقليل الألم والتورم وتوسعة الأوعية الدموية، مما يحسن تدفق الدم في الجسم، والاستحمام في المياه الكبريتية يمكن أن يسهم في الاسترخاء وتقليل التوتر”.


    وتعمل المياه الكبريتية على تسريع شفاء الجروح بسبب خصائصها المطهّرة والمضادة للبكتيريا، لكن الدكتور الصوفي يشدّد على ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدام المياه الكبريتية للعلاج، لا سيما لمَن يعاني من حالات صحية معينة.


    يتوزع معظم سكان الوادي على المناطق المطلة على الوادي، ومصدرهم الأساسي الزراعة وتربية الماشية والحرف اليدوية، مثل صناعة السِّلال وصنع الجبن البلدي من حليب الأبقار والأغنام.


    ويواجه كثير من السكان في وادي عَنّة عددا من الأمراض التي تنقلها الحشرات، وأبرزها حمى الضنك والملاريا والتيفويد، وهذا ناتج عن انتشار البعوض على ضفاف الوادي وعلى الأشجار المثمرة والمياه الراكدة في الأحواض المائية.


    الصحفي محمد النمر، قال إن وادي عَنّة يتمتع بكثير من المناظر السياحية الخلابة، وهو مكان سياحي مهم لما فيه من مشاهد طبيعة آسرة، وهو أيضًا متنفّس مشرق للأسر، حيث يقضون كثيرا من الأوقات في هذا المكان.


    غياب الاهتمام


    وعن الصعوبات يضيف النمر: “هي كثيرة، وتعيق تطور هذا المكان، وتتسبب في تراجع عدد الزائرين، وأبرز تلك المعوقات نقص الخدمات السياحية في المكان، فضلا عن وعورة الطريق للوصول إليه؛ إذ يتطلب الوصول إليه قطع مسافة طويلة عبر طرق وعرة”.


    ويشير النمر إلى أن المقومات السياحية في الوادي شحيحة، والاهتمام به منعدم من ناحية النظافة وتحسين المنظر العام للوادي، بالإضافة إلى تسهيل حركة الزائرين في التحرك بالمكان.


    ويلفت أيضا إلى أن نقص هذه المقومات صنعت عوائق تمنع من جعل هذا الوادي قبلة للأسر والزائرين داخليًا وخارجيًا، وإذا توفّرت مقومات السياحية الكاملة، سيصبح الوادي محطة واعدة في استقطاب السكان والزائرين.

    المصدرك ريف اليمن

    قد يعجبك ايضا!