اخبار هامة

    إب..نحو 2000 مواطن تحاصرهم سيول الأمطار سنوياً في قرية "قَذَام" ومطالبات بتشييد جسر يربطهم بالنادرة

    إب..نحو 2000 مواطن تحاصرهم سيول الأمطار سنوياً في قرية "قَذَام" ومطالبات بتشييد جسر يربطهم بالنادرة

    اب بوست-متابعات

    يعيش أكثر من ألفين شخص من سكان قرية "قَذَام" بعزلة المفتاح الأعلى في مديرية النادرة بمحافظة إب (وسط اليمن)، وضعاً أشبه بالحصار في كل موسم أمطار.


    في هذه القرية الريفية الصغيرة التي تبعد عن مدينة النادرة، مركز المديرية مسافة قصيرة، تواجه عزلة تامة كلما هطلت الأمطار، حيث تغمر السيول الطريق الوحيد الذي يربطها بالمدينة، مما يجعل التنقل مستحيلاً لساعات وأحياناً لأيام.


    محمد أحمد، أحد سكان القرية، يتحدث عن معاناة يومية يعايشها سكان القرية، حيث يصبح الخروج من المنازل أو العودة إليها مغامرة خطيرة في حال كان هناك سيول متدفقة، مشيرا الى أن سيل وادي بنا الشهير الذي يمر عبر الطريق الوحيد بين قرية "قَذَام" ومدينة النادرة، يتضخم بشكل مفاجئ، مما يعرض حياة السكان للخطر، حتى لو كانت السيول تبدو آمنة في البداية.


    وتتفاقم المشكلة بشكل أكبر خلال فصل الصيف الذي يبدأ في مارس، حيث يفرح الأهالي بنعمة الأمطار وبدء موسم الزراعة، لكنهم يواجهون معاناة أخرى بسبب هذه الأمطار.


    الطريق إلى القرية ينقطع تماماً، ومن كان خارج القرية أثناء هطول المطر لا يستطيع العودة إلا في اليوم التالي، إذا هدأت الأمطار. أما من كان داخل القرية، فيجد نفسه محاصرًا لا يستطيع الخروج للعمل أو لقضاء حاجاته اليومية.


    ويضيف محمد أن هذه المشكلة تزداد مع مرور الزمن بسبب توسع القرية وازدياد عدد سكانها وحاجاتهم المتزايدة من خارج القرية. ويضيف: "عندما ينزل المطر وتأتي السيول، نظل محبوسين في منازلنا أو خارجها، لا نستطيع العودة. سيل وادي بنا كبير ولا يمكن المغامرة خلاله حتى لو كانت نسبة السيول فيها نوع من الأمان، نتيجة قدوم سيول مفاجئة لا يمكن معها التراجع لإنقاذ نفسك من الخطر".


    ولا يقتصر تأثير السيول على حياة السكان اليومية فقط، بل يمتد ليشمل الحالات الطارئة والمرضى، يوضح محمد أن العديد من المواطنين فقدوا حياتهم على مر السنوات والعقود الماضية بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى المستشفى أو أقرب مركز صحي في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن الفرق بين قرية "قَذَام" ومدينة النادرة لا تتجاوز خمس دقائق مشياً على الأقدام، ولكنها تتحول إلى مسافة لا يمكن تجاوزها عندما تهطل الأمطار بغزارة.


    ومع انتشار أخبار وباء الكوليرا، يزداد خوف الأهالي من تفشي المرض في القرية خلال فصل الصيف، حيث تتطلب الحالات المصابة النقل السريع إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم وتفادي مضاعفات قد تؤدي إلى الفشل الكلوي، وهي مهمة شبه مستحيلة إذا كان الطريق مقطوعًا.


    المعاناة تمتد أيضاً لتشمل الطلاب والطالبات الذين يجدون صعوبة بالغة في الذهاب إلى مدارسهم خلال فصل الأمطار.


    الأستاذ صلاح العطيري، أحد سكان القرية والذي يعيش بالقرب من سيل وادي بنا، وثق هذه المعاناة من خلال بث مباشر على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تحدث عن محاصرتهم لأربعة أيام متتالية بسبب السيول، ما منع الطلاب من الوصول إلى مدارسهم وكذلك طلاب كلية النادرة من الحضور للدروس.


    العطيري أشار أيضاً إلى توقيت بدء العام الدراسي الذي حددته وزارة التربية والتعليم الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، والذي يتزامن مع بداية العام الهجري.


    هذا التوقيت، الذي يتزامن مع موسم الأمطار، يعرض الطلاب للخطر، ليس في قرية "قَذَام" وحدها، بل في جميع المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يتعرض الطلاب والمعلمون على حد سواء لمخاطر كبيرة.


    وقد سبق أن توفي المعلم "يحيى أحمد صالح الأحمر" بعد أن جرفته سيول الأمطار في منطقة وادي غزوان بمديرية شبام في محافظة المحويت، بالتزامن مع أول يوم دراسي لهذا العام بمناطق سيطرة الحوثيين.


    وفي ظل غياب الطرق المناسبة، يعتمد أهالي قرية "قَذَام" على الجمال كوسيلة نقل أساسية لنقل البضائع والحاجات المعيشية عبر الطرق البدائية من مدينة النادرة طوال العام، مما يزيد من معاناتهم اليومية التي تتضاعف بشكل ملحوظ خلال موسم الأمطار.


    وفي السنوات الماضية، ناشد أهالي القرية عدة جهات وميسورين لدعم بناء جسر يربطهم بمدينة النادرة، غير أن تلك المناشدات لم تجد من يستجيب لها.


    ويجدد سكان القرية مناشداتهم للميسورين والمغتربين وفاعلي الخير من أبناء مخلاف الشعر ومخلاف العود لإنشاء جسر مشاه يربط القرية بمدينة النادرة، أملًا في إنهاء معاناتهم المستمرة منذ سنوات.


    المصدر أونلاين
     

    قد يعجبك ايضا!