اخبار هامة

    "وديع.. أيهم.. الفخري".. فدائيو إب عناوين التضحية والإنسانية

    "وديع.. أيهم.. الفخري".. فدائيو إب عناوين التضحية والإنسانية

    اب بوست-متابعات

    شهدت محافظة إب، مساء أمس الخميس، حادثة تراجيدية اختلطت فيها مشاعر الحزن والفخر، ففي لحظات إنقاذ بطولية، فقد شابان حياتهما بينما نجح ثالث في إنقاذ أسرته من موت محقق، ما جعلهم أبطالاً في أعين اليمنيين.
     

    البداية كانت مع السيول الجارفة التي اجتاحت محافظة إب، ما أدى إلى وفاة الشابين "وديع قناف" (18 عاماً) و"أيهم سليم الأرحبي" (16 عاماً) أثناء محاولتهما إنقاذ طفلين من الغرق.
     

    الشابان دفعا حياتهما ثمناً لشجاعتهما، حيث جرفتهما السيول بالقرب من فتحة إحدى العبارات التي كانت تفتقد إلى سياج حديدي. ورغم جهود المجتمع المحلي للبحث عنهما، لم يتم العثور على جثتيهما حتى صباح اليوم الجمعة.
     

    تحولت هذه القصة البطولية الى مأساة، وسط مطالبات بتقديم الدعم لذويهما، والبحث عن جثمانيهما باتجاه وادي السحول (شمال المدينة)، ويعيش سكان إب حالة من الحزن لنهاية الشابين المأساوية في يوم الخميس الماطر، فيما لم تيذل السلطة المحلية الجهود المطلوبة للوصول إلى جثتيهما.
     

    وفي مدينة جبلة، كانت اللحظة الأشد تأثيراً حين تمكن الشاب "عبدالمجيد عبدالله الفخري" من إنقاذ أسرته بأكملها بعد أن اجتاحت السيول منزلهم.
     

    والشاب الفخري هو من فئة المهمشين وينتمي الى مدينة جبلة، حيث كانت أسرته تسكن في منطقة "العقبة"، بدور أرضي في مبنى يقع على ممر السيول، ما جعله عرضة لخطر شديد، جرفت السيول كل ما في المنزل.
     

    تمكن الفخري من إنقاذ أفراد أسرته في عملية استغرقت نحو نصف ساعة، وأصبح حديث الناس بعد عمله البطولي، الذي وثقته إحدى عدسات الكاميرا وتم تداول المقطع المصور بشكل كبير عبر المنصات، ومع ذلك أصبح الفخري وأفراد أسرته بلا مأوى ونقلوا الى أحد الفنادق على نفقة فاعلي خير، وسط مطالبات شعبية بدعمهم وإنشاء منزل لهم بالمنطقة.
     

    لم تكن هذه الحوادث منعزلة، فقد شهدت مديريات أخرى في إب مشاهد مشابهة من التضحية والفداء، إلا أن حادثة وديع وأيهم في مديرية المشنة كانت مغايرة في نتيجتها المأساوية.
     

    فبينما كان الثلاثة الشبان يقومون بعمليات إنقاذ في المشنة وجبلة، كان آخرون في مدينة إب يحاولون إنقاذ فتاة جرفتها السيول في المنطقة الواقعة بين مثلث المواصلات وجولة بعدان.
     

    وتمكن سائق ناقلة "بابور" من إيقاف جرف "باص" مع سائقه جوار جامعة إب (وسط المدينة)، كما شهدت مديرية النادرة عملية إنقاذ مماثلة لمواطن جرفته السيول في وادي بناء، بينما لم ينجح آخرون في إنقاذ مواطن يدعى إسماعيل الذعرور.
     

    وعلى نطاق واسع تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن مع بطولات هؤلاء الشباب بشكل واسع، مشيدين بشجاعتهم وداعين لتكريمهم ومكافأتهم.
     

    وعبر المغردون اليمنيون بينهم سياسيون وكتاب ونشطاء عن فخرهم بأبطال إب، معتبرين ما قاموا به دليلاً على أصالة الشعب اليمني وبطولته في زمن يفتقد فيه للأبطال.
     

    وتشهد محافظة إب والعديد من المحافظات اليمنية، أمطاراً شديدة وصواعق رعدية مع تدفق للسيول والفيضانات، الأمر الذي أدى إلى وفاة وفقدان نحو 100 شخص في هذا الموسم، مع نزوح وتضرر عشرات الآلاف من الأسر، ودمار هائل في الممتلكات.

     

    المصدر أونلاين

    قد يعجبك ايضا!