اخبار هامة

    الروائية فكرية شحرة: الكتابة مَلَكة تُكتسب بالتمرين، وإب فردوسي المفقود (حوار خاص)

    الروائية فكرية شحرة: الكتابة مَلَكة تُكتسب بالتمرين، وإب فردوسي المفقود (حوار خاص)

    اب بوست-خاص

    شقت طريقها نحو الكتابة والرواية بكل جدارة واستحقاق، لمع نجمها كأديبة وكاتبة تحظى كتابتها بشهرة واسعة، خاصة منها الإنسانية والاجتماعية. تركت مهنة التدريس لتتفرغ لتربية أولادها، فوجدت المنزل البيئة المناسبة لممارسة عشقها الكبير المتمثل في القراءة والكتابة.

     

    الكاتبة والأديبة اليمنية فكرية شحرة، شقيقة الراحل الكبير الصحافي "حميد شحرة"، في هذا الحوار الخاص مع "إب بوست" نستشف بداياتها الأولى مع الكتابة والأدب، وكيف شقّت طريقها نحو الرواية، وما الذي يستوجب على الكاتب والأديب فعله تجاه ما يعانيه اليمن عمومًا.

     

    مرحبا بك استاذة فكرية.. في البداية هل ممكن أن تعرفي القارئ من هي فكرية شحرة؟

     

    فكرية أحمد علي شحرة ابنة الحاج "نصيب" كما لقب والدي منذ صغره امرأة بسيطة قادمة من ريف إب من بعدان قرية الشعيبة. ربة بيت وكاتبة تتنفس الحروف.

     

    فكرية شحرة، اسم تردد مؤخرًا في الأوساط الأدبية، وباتت كتاباتها تحظى باهتمام واسع لدى الجنسين، كيف بدأت علاقتك بالأدب؟

     

    من الصعب أن يتخيل المرء بداية محددة لعلاقته بشيء ولد معه؛ وجدت نفسي منذ طفولتي وقبل دخولي المدرسة أحتفظ بأغلفة الحلوى حتى أتمكن من قراءة المكتوب عليها حين أدخل المدرسة، ومنذ الصف الرابع أصبحت مدمنة قراءة لقصص المغامرات ومجلات الأطفال التي امتلأ بها بيتنا بفضل أخي حميد، وفي الصف السادس كتبت أول قصة قصيرة مكتملة وجميلة من أجل المشاركة في مسابقة. 

     

    تضيف: كنت أحفظ القصائد وأنا طفلة وأقرأ كل ما يقع في يدي وأكتب خواطري ومشاهداتي وأحلامي مهما كانت بسيطة.

     

    كيف استطعت الموائمة بين عملك كتربوية، وهوايتك كروائية؟

     

    كما قلت أنا ربة بيت تزوجت في الثالث الإعدادي ولدي ستة أبناء لم أزاول أي عمل؛ نعم أنا خريجة دراسات لغة عربية كلية التربية لكني لم أمارس التدريس سوى عاما واحدا، ووجدت أني أفضل البقاء في البيت لرعاية أولادي الستة وممارسة عشقي الكبير في القراءة والكتابة.

     

    الكتابة هل تختار الشخص أم يختارها؟

     

    برأيي أن الكتابة هي من تختار الشخص، بمعنى أنها ملكة وموهبة تعطى أولا من الله سبحانه وتعالي، ولكنها قد تكتسب أيضا بالتمرين والتعليم، لكني أجدها أشد تأثيرا وتمتلك روحا مختلفة حين تصبح ملكة وموهبة في الشخص.

     

    كيف كان بداياتك الأولى مع الرواية والكتابة عموما؟

     

    بدأت في كتابة القصة القصيرة لكني كنت أجد صعوبة في نشر القصص ونادرا ما أرسل قصة لصحف أو المجلات وأقدم قصة نشرت لي في 1996 تقريبا لكني عرفت ككاتبة صحفية من 2005 وانطلقت بقوة في 2011 فكنت أكتب في ثلاث صحف تقريبا حتى قررت جمع قصصي التي تتحدث عن مشاكلنا الاجتماعية في مجموعة صدرت 2014 تحت أسم "نصف روح".

     

    ما الذي تعني لك إب كمدينة ومحافظة؟

     

    مدينة إب هي بلدتي ومهوى القلب والروح؛ يقال إننا نحمل طبيعة مدننا لأننا نشرب ماءها ونعيش من خيرها وإب بالنسبة لي هي الفردوس المفقود فعلا، تشربنا حبها ويوجعنا حالها ونتمنى لو بأيدينا أن نحيلها لجنة فهي جنة فعلا.

     

    ما الذي يربطك بشقيقك الراحل حميد شحرة؟

     

    هو شقيقي بمعنى شقي الآخر؛ معلمي ومرشدي، لا أبالغ إن قلت أن موت حميد كان إعصارا هائلا اقتلعني من نفسي وأن فجوة غيابه غيرتني للأبد، ما زلت حتى اللحظة وبعد مرور سبعة عشرة عاما أسأل نفسي في مواجهة كل أمر: ماذا كان سيفعل حميد أمام هذا الأمر؟ كنا مرتبطين ببعضنا كثيرا كنت أمه الصغيرة وكان أبي الحنون، رحمة ربي تغشاه وتغشاني لفرط ما أشتاقه.

     

    صاحب الابتسامة ما علاقته بإصدار شقيقك الراحل حميد شحرة مصرع الابتسامة؟

     

    لا أنكر أني ومنذ أول سطر تمثلت لي روح أخي حميد في شخصية بطل الرواية الصحفي الإنسان الحالم المقاوم "وحيد الأمير" تخيلت حميد يعيش أحداث هذه الحقبة الزمنية من حياة اليمنيين، حتى العنوان كان جزء من اختياره فيه إشارة لحميد؛ فحميد هو صاحب كتاب مصرع الابتسامة الشهير.

     

    كنت أضرب بالعنوان هذا عصفورين إشارة لشخص أخي وإشارة لليمن الكبير الذي كان سعيدا ووصف عبر الزمن باليمن السعيد، لكنني في الطبعة الثانية أضفت عنوانا أبرز من مضمون الرواية ومن بين سطورها وهو (شمس أوام) بجوار اسمها الأول صاحب الابتسامة.

     

    ما دور الاسرة في صقل موهبة الاديب أو الكاتب؟

     

    قد لا تشارك الأسرة في صقل موهبة الأديب بشكل مباشر يكفي صنع نوع من المعاناة في حياته وهو يشق طريقه في هذا الباب وكلامي هذا ليس دعابة بل نوع من التفاؤل، فكل شيء يمكنه أن يسهم في دفعك لهدفك ما دمت تريد ذلك.

     

    بالنسبة لي كنت محظوظة أني فتحت عيني على مكتبة هائلة في بيتنا حرص أخي حميد فيها على جمع أمهات الكتب في الأدب والفكر وكل الفنون، هذه المكتبة التي صنعت رفوفها أنامل أخي الأكبر "علي" ليسعد حميد ويجمع كتبه المبعثرة في كل زاوية.

     

    كيف ساهمت الأحداث الجارية في البلاد على موهبتك الابداعية؟

    لا يأتي ما يحدث لنا كيمنيين مساهمة سوى في تدمير نفسياتنا وأحلامنا، لذا لا يمكن أن نطلق عليه مساهمة في إذكاء الموهبة الإبداعية، لكن يمكن أن نقول أن معاناتنا صارت موردا طافحا لكتاباتنا وموئلا خصيبا لأحزاننا في السرد فقصص الألم حولنا أكثر وأكبر من أن نسردها في كتبنا أو أن تلهمنا ملاحم مأساوية.

     

    ما الدور المنوط بالأديب اليوم فيما يعانيه اليمن اليوم؟

     

    في رأيي أن الكتابة سلاح لا يقل تأثيرا عن السلاح المتداول في الحروب بل أن الكتابة تبني وتهدم وتوثق أيضا وهذا دور الكتاب والأدباء.

     

    لا تزال نظرة المجتمع للمرأة كشاعرة ومؤلفة تثير كثير من الحساسيات كيف استطعت التغلب على هذه الصعوبات؟

     

    نعم للأسف ما زال يُنظر للمرأة حين تكتب كأنها تقوم بنشر حياتها الخاصة على الملأ وهذه مشكلة تجابه بالتجاهل بالنسبة لي.

     

    لو التفت يوما لكل ما واجهتني من صعوبات مجتمعية لما أصبحت كاتبة ولا كتبت حرفا ولا تحقق حلمي بأن أصبح أديبة عربية، لقد عانيت كثيرا وصبرت أكثر وتأخرت في الظهور والنشر بسبب البيئة ونظرة المجتمع.

     

    قد يعجبك ايضا!