اخبار هامة

    ظفار اليمنية عاصمة الحميريين

    ظفار اليمنية عاصمة الحميريين

    اب بوست-متابعات

    ظفار، إحدى القرى اليمنية التاريخية الواقعة في الطرف الشمالي لمديرية السدة في عزلة عرافه بمحافظة إب على مسافة تقدر بحوالي 20 كم من جنوب مدينة ريمي شرق الطريق المتجهة من إب إلى صنعاء.

     

    كانت ظفار عاصمة لمملكة سبأ في عصرها الثاني “عاصمة مملكة سبأ وذي ريدان” ومثلت امتداداً للحضارة اليمنية القديمة التي حكم فيها الحميريون اليمن ما يقارب “640” عاماً، وهي المدينة التي انطلقت منها حركة توحيد اليمن في العصر القديم وهي حالياً إحدى المعالم التي تبرز هوية اليمن التاريخية فمازالت مآثرها شاهدة على عمقها الحضاري الممتد عبر العصور.

     

    تاريخ ظفار

    ذكرت مدينة ظفار منذ عام “115 ق ـ م” حين أصبح عاصمة المملكة “سبأ وذي ريدان» المشهورة بدولة “حمير” ومنها انطلقت حركة إعادة توحيد اليمن الأمر الذي أكسبها مكانة سياسية واقتصادية مهمة ومتميزة وقد كان اختيار تلك المدينة عاصمة استراتيجية وبتخطيط مسبق ودقة بالغة لما تمثله من أهمية اقتصادية وعسكرية فهي تشرف على عدد من الأودية والمياه الجارية مثل: وادي بنا ووادي ظفار ووادي الحاف وقاع الحقل إضافة إلى المناطق الزراعية الخصبة.

     

    كما ورد ذكرها في العديد من المصادر إلى النصف الثاني من القرن الأول الميلادي في الجزء السادس من كتاب “التاريخ الطبيعي» للمؤلف والمؤرخ الكلاسيكي “بلينوس ـ Pliny” ثم توالى ذكرها في عدد من الكتب والمؤلفات الأخرى، منها: كتاب “الطواف حول البحر الاريتري” “البحر الأحمر” لمؤلف مجهول كعاصمة لملوك حمير .. وكانت ضمن المدن الداخلية للعربية السعيدة عند المؤرخ الكلاسيكي “بطليموس” الذي وصفها بأنها عاصمة.

     

    كما أن “لسان اليمن” المؤرخ أبو محمد الهمداني الذي عاش في القرن الرابع الهجري أسهب في وصفها والتغني بمآثرها وتحديد موقعها حيث ذكر أنها تقع بسن جبل بأعلى قتاب “كتاب حالياً” وأن لها تسعة أبواب هي باب ولا وباب الأحلاف وباب خرفة وباب مآبة وباب هدوان وباب خبان وباب حوزة وباب صيد وباب الحقل. وأن أهم تلك الأبواب هو باب الحقل الذي كان عليهّ الأجراس “المعاهر” وعندما يفتح أو يغلق تسمع أصوات الرنين من مكان بعيد وكان ما سو ودلت المسوحات الأثرية أنه قد أمتد في مسار غير منتظم ليحصن المنطقة الواقعة بين مرتفع “الهدة” في الجنوب حتى الحدود الشمالية لحصن ريدان.

     

    المعالم الأثرية في ظفار

    ظلت ظفار اليمن لمدة طويلة العاصمة السياسية لمملكة حمير فاهتم الملوك بتحصينها وتشييد المباني العامة والمعابد ،والأسواق،والسدود،إلى جانب المباني الخاصة مثل القصور،والمنازل، والتي لازالت بقاياها الأثرية ظاهرة للعيان حتى اليوم ومن أهمها( قصر ريدان، وشوحطان،وكوكبان ) على ان “قصر ريدان” كان الأشهر.

     

    وكان قصر عظيم يحيطه نحو 7 أسوار محصنة ومنيعة ومثل مركز القيادة والنفوذ للمملكة، ولم يتبقى من القصر اليوم الا بضعة أمتار شاهدة للعيان وبقايا أسوار وإطلال من المعالم المنحوتة، منها في أعلى جبل هدمان المقابل لقصر ريدان كهف يسمى “حود الذهب”، ويوجد عليه فتحة مختومة من سمك الحجر، كلما رآها أحد من بعيد وجدها تلمع مثل الذهب، وكلما اقترب منها لم يجد شيء، وكان يوجد عليها حيوان الحرباء يمنع أي شخص من الاقتراب منها وقد مات.

     

    سوق الليل

    مثل سوق الليل نفق سري منحوت تحت جبل ريدان حالياً (جبل ظفار) كان يربط بين واجهتي الجبل والمدينة، ولكنه حالياً مدفون إضافة إلى دكاكين ومحلات منحوتة في الصخر ماتزال بقاياها موجودة حتى اليوم، فيما يوجد الخزانات الحميرية المنحوتة في قمم الجبال وهي صهاريج عديدة للمياه منحوتة في الصخر، وعند الاتجاه نحو قصر ريدان يجد الزائر اسفل القصر بركة مياه أو خزان مياه القصر المركزي

     

    مقبرة العصبي الحميرية

    توجد في واجهة الجبل الشرقي لقصر ريدان بظفار ، وهي عبارة عن غرف واسعة متصلة ببعضها في باطن الجبل بواسطة مداخل وفتحات، وفي كل غرفة منها مصطبة لحفظ أجساد الموتى. القبور أغلبها في الصخر ومنحدرات الجبال.

     

    سدود قديمة

    تذكر كتب التاريخ البقعة الخضراء من ارض يحصب، مشيرة إلى أنه كان فيها أكثر من 80 سداً واغلب هذه السدود منحوتة في أصل الجبال إلا ان بعض تلك السدود تحولت إلى مدرجات زراعية ويعود بنائها إلى عصر الدول الحميرية .

     

    جبل الحرثي

    يقع جنوب ظفار في وادي جبل حجاج حيث كانت الملوك الحميرية تتنقل للعيش والسكن في أعلى القمم والتحصن من الغزوات التي كانت تحصل آنذاك وجبل الحرثي الموجود حالياً والذي سكنه الملك الحميري الحارث الرياش.

     

    معبد قصر ريدان

    في شهر أبريل 2007م وخلال أعمال التنقيب عن الآثار التي تقوم بها البعثة الألمانية التابعة لجامعة (هيدل برج) بموقع ظفار ذو ريدان تم اكتشاف معبد اثري يعود تاريخه إلى عام 100 ميلادي، ويشمل آثار المعبد على بقايا امتدادات للجدران المعمارية للمبنى وجدران ومداميك تتميز بأحجارها الرأسية وبنيت بأحجار مهندمة وزخرفت بالنحت البارز لأشكال حيوانية ونباتية مختلفة قوامها نحو 3 صفوف عن المداميك عليها رسوم نحتية لصور الغزلان والفهود وحيوانات خرافية مجنحة إضافة إلى أشجار العنب وثمارها وأوراقها وأحجار منحوتة عليها رسوم الثيران والوعل، كما أن المبعد مرصوف بأحجار البلق الأثرية والجميلة وهو حالياً شاهد للعيان. وتقوم البعثة الألمانية بالتنقيب عن الآثار في موقع ظفار كل عام من بداية يناير وحتى مارس.

     

    النقوش الحميرية

    عثر على كثير من هذه النقوش في ظفار وتحتوي على معلومات هامة عن العلاقة بين حمير ودول المنطقة آن ذاك وعلاقاتها التجارية مع العالم وعن المعتقدات الدينية في زمن الدولة الحميرية في بداياتها حتى يبدأ في النصف الثاني من القرن الرابع مايسمى في تاريخ اليمن بالفترة التوحيدية وتظهر التأثيرات المسيحية واليهودية وكذلك ظهر ما سمي بالديانات التوحيدية الحميرية وتبدأ الدعوات الدينية إلى الآلهة العربية الجنوبية بالزوال تدريجياً لتحل محلها الدعوات إلى الإله ” رحمنان ” رب السماوات والأرض، وقد حصل صراعات مع الأحباش في زمن ذي نواس وحرق الكنائس في ظفار وملاحقة مسيحيي نجران كما ورد في قصة أصحاب الأخدود.

     

     

    قد يعجبك ايضا!