اخبار هامة

    "عرفات حمران".. محامي دفاع إب في مواجهة الغطرسة والصلف الحوثي

    "عرفات حمران".. محامي دفاع إب في مواجهة الغطرسة والصلف الحوثي

    اب بوست-خاص

    طاردته المليشيا الحوثية وحاولت اغتياله واستهدفت أفراد أسرته، وتعرض لمضايقات كثيرة دفعته كغيره من أبناء الوطن لمغادرة البلاد؛ غير أنه لم يذهب للراحة أو الاغتراب كما فعل البعض، بل حمل هم محافظته إب وموطنه اليمن معه أينما ذهب أو ارتحل.

     

    "عرفات حمران"، رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات، ومحامي دفاع إب في مواجهة الغطرسة والصلف الحوثي، غادر إب مُكرها قبل ثمانية أعوام غير أن إب لم تغادره، بقت معه في كل لحظة، يعيش يومياتها بكل تفاصيلها يتفاعل مع كل حدث فيها، يرصد كل جريمة أو انتهاك تطال المدنيين ويكشفها للرأي العام.

     

    خلال سنوات الحرب حمل "حمران" على عاتقه كشف جرائم مليشيا الحوثي عبر منظمته التي يرأسها "رصد للحقوق والحريات"، وفتح نوافذ اتصال مباشرة وخط ساخن مع عشرات القنوات والمواقع والصحف ليطل من عليها بشكل دائم متحدثا عن إب وناطقا باسمها.

     

    نقطة البداية

     

    جات فكرة انشاء منظمة رصد للحقوق والحريات مع مطلع ٢٠١١ حيث كانت تشهد البلاد أحداث كبيرة وما رافقها من انتهاكات لحقوق الانسان، حضرت في وسائل الإعلام وغاب عنها البُعد القانوني من الرصد والتوثيق.

     

    يقول "حمران"، إن حملات التشويه ومحاولة طمس معالم الجرائم والانتهاكات التي طالت الشباب الحالم بالتغيير من قبل الإعلام المضاد، دفعه إلى إنشاء كيان حقوقي يضمن حقوق الضحايا ويدافع عنهم وبدأت الفكرة تتشكل مع مرور الأيام وتم تقديم طلب لمكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في ٢٠١٣من أجل الحصول على الترخيص الذي صدر مطلع العام 2014م.

     

    ويضيف في حديثه لـ "إب بوست"، أنه وعقب صدور الترخيص جرى تشكيل هيئة إدارية للمنظمة وبدأ عمل المنظمة في الرصد والتوثيق لانتهاكات حقوق الانسان في المحافظة التي كانت على موعد في منتصف أكتوبر 2014م على فصل جديد من الانتهاكات الجسيمة بعد احتلال الحوثيين المحافظة بالقوة.

     

    وعن دوافعه بالسير في هذا الطريق الصعب والمتعب أكد "حمران"، أنه انطلق من منطلق نصرة المظلوم في ظل الصمت الذي انتهجته منظمات حقوقية كانت فاعلة على الأرض، وأشار أن تغول المليشيا في انتهاكاتها دفعته لسلوك هذا الطريق رغم علمه بمدى الصعوبات التي سيواجهها.

     

    ولفت أنه حين سلك هذا الطريق علم أنه في حرب حقيقية لا تقل عن المعركة التي تجري في الجبهات؛ خاصة وأن الملف الحقوقي لم يُعطى حقه في معسكر الدولة والشرعية على عكس المليشيا التي وظفت العشرات من سلالتها في هذا الملف ودفعت بهم إلى أروقة المنظمات الحقوقية والدولية لغسل جرائمها وتضليل المجتمع الدولي.

     

    عمل دؤوب

     

    خلال العام 2014م وعلى وجه الخصوص الربع الأخير منه وثقت المنظمة مئات الجرائم والانتهاكات الجسيمة، وفي منتصف يناير ٢٠١٥ أصدرت المنظمة أول تقاريرها في مؤتمر صحفي كأول منظمة تصدر تقرير حقوقي يوثق جرائم الحوثيين بعد الانقلاب.

     

    ويُشير "حمران" أنه ونظرا لحملة الملاحقات والاختطافات التي انتهجتها المليشيا ضد الناشطين والإعلاميين والحقوقيين في إب، اختار مدينة تعز لعرض التقرير الذي تم تغطيته بشكل مكثف على مختلف وسائل الإعلام وسلط الضوء على ما يجري في المحافظة.

     

    يضيف متحدثاً لـ "إب بوست"، أن المنظمة أطلقت من يومها سبعة تقارير سنوية، فضلاً عن عشرات التقارير الحقوقية النوعية والبيانات حول مجمل القضايا ذات الشأن والأحداث التي شهدتها المحافظة بشكل خاص والبلد بشكل عام، رغم الصعوبات التي واجهت الراصدين في الميدان.

     

    وشدد "حمران" على أن العمل من بيئة صعبة وقمعية وضعتنا أمام تحدي النجاح وقهر المستحيل لفعل شيء من أجل إب والانتصار لقضاياها.

     

    وأشار إلى أن منظمته وثقت عشرات آلاف الانتهاكات والجرائم طوال سنوات الانقلاب شملت جرائم (قتل واختطاف وتفجير منازل، ونهب، ومصادرة أملاك خاصة وعامة، واستغلال الوظيفة العامة في تطييف المجتمع... الخ).

     

    حضور إعلامي واسع

     

    لم يكتفي رئيس حركة رصد، عند توثيق ورصد الجرائم وعرضها في تقارير، وإنما كرس نفسه لعرض تلك الجرائم والانتهاكات في مختلف وسائل الإعلام المحلية منها والعربية والخارجية.

     

    يقول "حمران" بفضل من الله تعالى نسجنا شراكة واسعة مع وسائل الإعلام المختلفة وتطرقنا لكل الأحداث الحقوقية والإنسانية التي تشهدها المحافظة والبلد.

     

    يضيف: من الأهمية بمكان دور الإعلام في كشف جرائم المليشيا وإيصالها إلى الرأي العام المحلي والخارجي، ومن هذا المنطلق أولينا الجانب الإعلامي مساحة كبيرة من عملنا، مشيراً إلى مشاركته الواسعة طوال الأعوام الماضية عبر المداخلات المتلفزة والتصريحات الإعلامية التي تقدر بالمئات.

     

    وأكد أن ذلك كان له دور في تعريف الناس بما يدور في إب وجعل المحافظة حاضرة على الدوام رغم عدم وجود أي صراع مسلح فيها.

     

    مناصرة

     

    الدفاع عن الضحايا ونصرتهم كان أهم هدف لإنشاء المنظمة، ولذا كثفت منظمة رصد أنشطتها في العمل على مناصرة الضحايا في السجون وأولئك الذين تعرضوا لعمليات نهب وتفجير منازل ومصادرة أملاك.

     

    ويؤكد "عرفات حمران" إن المنظمة تبنت كثير من قضايا المختطفين في سجون المليشيا بالمحافظة وأبرزها سجن "الأمن السياسي" وسلطت الضوء على معاناتهم، وخاطبت منظمات كالصليب الأحمر الدولي وغيرها بشأنهم، الأمر الذي أحدث حراكا أثمر عن الإفراج عن كثير من المختطفين، بوساطات محلية وعمليات تبادل وأخرى بفدى مالية.

     

    ولفت إلى أن المنظمة خاطبت منظمات أممية عن عمليات النهب التي تطال الإغاثة في المحافظة والتلاعب بحصص الأهالي وتحويلها لصالح المقاتلين الحوثيين، وبفعل تلك الخطابات حدثت بعض المعالجات في هذا الشأن.

     

    وأكد "حمران" أن عدد كبير من التقارير جرى ترجمتها للغات الأجنبية وتم تسليمها للمنظمات الحقوقية الدولية والسفارات المهتمة وبفضلها تم تسليط الضوء على جزء كبير مما يحدث في إب.

     

    مخاطر وصعوبات 

     

    لم يكن طريق "عرفات حمران" مفروشا بالورود وهو يشق طريقه في المجال الحقوقي، بل واجهته الكثير من المخاطر ولاتزال وهو يؤدي رسالته السامية.

     

    يقول: بدأت نشاطي وأنا مؤمن أنني أخوض معركة ولا بد أن أنتصر فيها رغم ما ينتظرني من صعوبات، وواجهت كثير من التحديات.

     

    يضيف متحدثاً لـ "إب بوست"، تلقيت تهديدات كثيرة بالقتل وأنا في إب من قبل الحوثيين، وتعرضت لمحاولات اغتيال وإطلاق نار، وأكثر من مرة أطلقوا على منزلي وابلا من الرصاص وما لحق ذلك من خوف وهلع لدى كل أفراد أسرتي.

     

    وتابع وقتذاك اضطررت للنجاة والخروج من المحافظة، ورغم ذلك واصلوا مضايقاتهم لي وحاولوا اختطاف ابني ذو الـ 16 عاما، الأمر الذي دفعني لاحقا إلى إخراج أسرتي.

     

    ولا تتوقف الصعوبات التي يواجهها "حمران " عند ذلك، حيث أكد أنه يواصل عمله كمتطوع ولا يحصل على أي مخصصات مالية مقابل ذلك كما يُخيل للبعض؛ شاكيا من اهمال الجهات الحكومية للفاعلين في المجال الحقوقي بشكل عام.

     

    وأشار إلى أن منظمته تعمل بجهد ذاتي ولا تتلقى أي دعم من الجهات الحكومية أو أي جهات داعمة، وهذا الأمر خلف تبعات ماليه عليه باعتبار أن لديه فريق من الراصدين الذين خصصوا أوقاتهم لعمليات الرصد وتعرضوا في سبيل ذلك لكثير من المضايقات اضطرت بعضهم إلى مغادرة المحافظة ووقف أعمالهم.

     

    ويختم "حمران" رغم كل شيء سنمضي في طريقنا ننتصر للمظلومين ولن نحيد عن ذلك مهما كلفنا من ثمن وإنا على موعد من النصر إن شاء الله، داعيا كل المهتمين إلى المساهمة في شرف رصد وتوثيق ونشر جرائم الحوثيين عبر مختلف الوسائل.

    قد يعجبك ايضا!