اخبار هامة

    عبده أحمد عباس... السياسي الصادق والأديب الجَسُور

    عبده أحمد عباس... السياسي الصادق والأديب الجَسُور

    اب بوست-خاص

    من ريف إب الأخضر الساحر البديع ومن شلالات حنحن (١) وسواقيها الدفاقة صوب الأرض والانسان بالموسطة والمدرسة وسوق الجمعة حيث ولد عباس وترعرع وأينع شبابه واشرئب فواده بالعلم والثقافة والأدب واعتنق السياسة وجاهر بمناهضته للظلم والنفوذ المهيمن والجاثم على صدور الرعية وحرياتهم في إب قربان السلطة الحاكمة لإقطاعية المشيخ وهيمنة جلادي السطو والتسلط والسلطة جاء عباس يحمل كتاباً وجريدة السياسة وألف ألف قصيدة يحمل مصباح من مصابيح النضال السياسي المشع والكلمة والموقف الثابت متحملاً كل ممارسات قمع النفوذ والمشيخ المتهالك مؤمن بشرف الكلمة ومواصلة النضال دون رضوخ أو استسلام.


    من هو عبده عباس؟


    هو (عبده أحمد عباس شايع)، من مواليد عام 1952م قرية الفعاشي – بلد شار مديرية ريف إب، محافظة إب، متزوج وله 8 ذكور وأربع بنات، تلقي تعليمه الأولي في كتابيب القراءة والكتابة وحفظ القرآن وعلوم الدين على يد العلامة محمد الرفاعي بمسقط رأسه الفعاشي بلدشار.


    واصل تعليمه الإعدادي والثانوي في المملكة العربية السعودية، وحصل على شهادة ليسانس لغة عربية من جامعة صنعاء، عمل أستاذا ثم مديراً لمدرسة علي بن أبي طالب، بالرضائي في مديرية العدين، ثم موجها في قطاع التربية والتعليم بمديرية العدين، فعضوا للهيئة الإدارية لمكتب التربية والتعليم بمحافظة إب.


    لعبده أحمد عباس باع طويل في مجال الأدب والصحافة والسياسية، حيث كان له أدوار وطنية وسياسية فقد بدأ حياته بالانشغال بالشأن العام والنضال الوطني منذ شبابه، مناضلاً جسوراً وارتبط بعلاقات وطيدة مع الوطنين الأحرار في مختلف المدن اليمنية شمالها وجنوبها، تعرض للاعتقال أكثر من مره فترك أرض الوطن وهاجر إلى دول الجوار منتصف السبعينيات.


    شغل عضوا في الأمانة العامة لحزب التجمع الوحدوي اليمني ورئيسا لفرع الحزب في محافظة إب.


    ساهم في تأسيس عدد من النقابات والاتحادات المهنية والإبداعية، وكان عضواً في نقابة الصحفيين اليمنيين، وعضوا في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين والعرب، وترأس المؤتمر العام السادس لاتحاد الأدباء والكتاب في محافظه إب، وشارك في هيئه تحرير المجلة الشهرية لفرع الاتحاد في المحافظة، كما كتب لصحيفة التجمع الوحدوي وغيرها من الصحف اليمنية.


    نضال وصبر دون استسلام 
     

    لقد كان الفقيد الاستاذ عبده عباس موطنا من مواطن النضال ومناهضة الظلم والاقطاعية النافذة بمحافظة إب، وظل ضد تلك الممارسات الظالمة من بعض المشايخ، وتعرض للاعتداء والضرب المبرح من قبل عصابات تابعة لبعض تلك الشخصيات النافذة بمديرية العدين ومع كل ما تعرض له من اعتداء ومطاردة ومضايقات كثيرة في عمله ووظيفته إلاّ أنه ظل صوتا وطنياً جهوراً لم يستسلم ولم يرضخ أمام كل الاغراءات والمساومات الوظيفية والاجتماعية وظل مع البسطاء والمظلومين في موقف يجسد عظمة ما يحمله من قيم الوطنية والنضال وعزة النفس والصبر على كل نوائب الدهر ومنغصات السياسة.


    عاشق القصيدة
     

    كان عبده عباس موسوعة في الثقافة والأدب عاشقا للشعر وكاتب الأدب والقصة والرواية مُبحراً فيها وفي مضامينها وتفاصيلها الدقيقة ينتقي ما يقرأ بعناية وسريع الحفظ والبديهة والاستفادة، حينما يقول الشعر ويسرد القصة ويطرح ويُخبر ويسرد في مجال الادب والثقافة يخر الجميع صامتاً منبهراً مستعذباً لجميل طريقة القائه وموسوعة ما يمتلك من ثراء أدبي عظيم.


    كان لايكل ولا يمل من القراءة والمطالعة شغوفا بها حتى أيامه الأخيرة، وكان لعباس قلم ساخر جميل من خلال ما كان يكتبه وينشر له في عدد من الصحف السياسية والمستقلة في السياسة والثقافة وكان يعد فاكهة الحضور في الحوارات واللقاءات الأدبية والثقافية وفعالياتها المختلفة بمحافظة إب، بل كان أحد أبرز الشخصيات الثقافية بمحافظة إب وله حضوره الكبير في تلك الفعاليات.


    السطور الأخيرة


    عاش الأديب والأستاذ عبده أحمد عباس بسيطا عصامياً ومر بأصعب الظروف المعيشية وخاصة خلال سنوات مرضه الاخيرة حتى وهو في أيامه الأخيرة كان قوياً صابرا محتسباً ورغم ما كان يوجع قلبه من وجع الظلم والقمع والاعتداء الذي تعرض له من أحد بلاطجة نافذي إب قبل عدة سنوات تعرض فيه للضرب المبرح والنهب ومع ذلك كان لتواطؤ أجهزة الدولة يد في أن يرحل عباس عن الحياة مقهوراً موجعا من ظلمه وعدم تقديم الجناة للعدالة.


    في الثامن عشر من ابريل 2022م، رحل الاستاذ عبده أحمد عباس بعد صراع مع مرض خبيث ألم به، بعد حياة حافلة بالنضال والكفاح والصبر فبكته إب بساستها ونخبها وكتابها وإعلامها وودعه الأحبة والرفاق بوجع وحزن بالغ.

     

    فاجعة كبيرة


    مثلت وفاة الأستاذ عبده عباس فاجعة كبيرة لدى نخب إب من سياسيين وكُتّاب ومثقفين وإعلاميين، وأجمعت تلك القوى على أن وفاته خسارة وطنية على المستوى السياسي والثقافي والاجتماعي، لما كان يمثله من حضور كبير وتأريخ طويل من النضال.


    فقد عُرف في الوسط السياسي والجماهيري مناضلا جسورا، وفيا لمبادئه الوطنية التي حملها على عاتقه ومستندا إلى ما يتمتع به من روح وطنية، وصفات قيادية نادرة، فقد كان ذو بصيرة سياسية نافذة، وعقل متوازن، ومبادئ ثابتة، صادق المواقف حاملا لهموم وقضايا المحافظة وحالما بدولة وطنية مدنية تحقق المساواة بين كافة أبناء الوطن وجغرافيته وتنشد العدل بينهم، وسيادة القانون بعيدا عن سيطرة ومزاجية المتنفذين.


    كما عُرف الفقيد إلى جانب كونه سياسيا محنكا أديبا بليغ الكلمة وسديد الرأي مما كان له الأثر الواضح في تمتين العمل السياسي بالمحافظة متسلحا بالوعي والإيمان بقضايا وثوابت العمل الوطني، مقاوما للظلم والاستبداد بكل أشكاله وأنواعه ومصادره، صامدا أمام كل المغريات للسلطة وشراء الذمم للرضوخ عن مواقفه ونهجه الوطني، لقد عاش متمسكا بمبادئه حتى وافاه الأجل الى بارئه نظيف اليد وفيا لقيمه الانسانية التي أمن بها وعاش بها ومن أجلها.


    ومما جاء في نعيه ما كتبه الأديب اليمني المعروف أحمد الشرعبي الذي قال يومذاك: "رحل صاحبي الذي لم أتعلم منه غير القليل.. رحل الرجل الذي لا يمل والمثقف الذي لا يشق له غبار والوطني الصادق الأستاذ والصديق والاخ النبيل عبده احمد عباس بعد عمر من التضحية في سبيل قناعاته التي لم تكن يوما غير قناعات المؤمنين بالحق والعدل والمساواة القابضين على جمرة الوطن ووحدته وسيادته واستقلاله".
     

    وأضاف: "كانت ينابيع الشعر تجري على لسانه وروح الدعابة وسخاء الفكرة لازمة مقامه وحاضرة سهده وزهده".  


    وتابع: "ترجل عباس واقفا كأنه شجرة طالوق عصية على الانحناء إلاّ لله أودعك صديقي الوفي النبيل ..وتشيعك اب كما شيعت قبلك الأوائل من القادة الأفذاذ...".

    ...

    *هوامش

    (١) حنحن منطقة جبلية العفاشي مسقط رأس الاستاذ عبده عباس
     

    قد يعجبك ايضا!