اخبار هامة

    مراكز تحفيظ القرآن الكريم في إب.. بين الرضوخ لضغوط ميليشيا الحوثي وتدريس مناهجها المذهبية او الإغلاق

    مراكز تحفيظ القرآن الكريم في إب.. بين الرضوخ لضغوط ميليشيا الحوثي وتدريس مناهجها المذهبية او الإغلاق

    اب بوست-متابعات

    يوما بعد آخر تتعرض ما تبقى من مراكز لتعليم وتحفيظ القران الكريم في محافظة إب، للمضايقات والضغوط المكثفة، من قبل مليشيا الحوثي، بهدف إغلاقها أو تدريس مناهجها ذات الأفكار المذهبية والطائفية، في الوقت الذي تفرض فيه سلطة الجماعة رقابة واسعة على منابر الجمعة ومساجد المحافظة، بهدف نشر أفكارها الأيدلوجية.

     

    ومنذ أيام، تطالب مليشيا الحوثي، القائمين على مدارس تحفيظ القرآن الكريم وحلقات تعليم القرآن في المساجد، بتصاريح من قبل ما يسمى بـ "مكتب الإرشاد" التابع للمليشيا بالمحافظة، وفق شروط جديدة تهدف لفرض مزيدا من القيود على مساجد تعليم القرآن ومدارس التحفيظ، حيث تعرضت العديد من تلك المدارس للإغلاق منذ سنوات.

     

    وكشف عدد من مدرسي ومعلمي مدارس تحفيظ القرآن الكريم، عن مواصلة المليشيا حملة جديدة بدأتها منذ أيام، على حلقات تعليم القرآن ومدارس التحفيظ في مختلف مديريات المحافظة، حيث تشترط الجماعة الحصول على تصاريح عمل للاستمرار في أنشطة تلك المدارس والحلقات، حيث ترى المليشيا أن مدارس التحفيظ وحلقات القرآن، تعمل بعيدا عن مشروعها الطائفي الذي تحاول نشره في أوساط المجتمع بالقوة.

     

    وأفاد عدد من المعلمين بحلقات تحفيظ القرآن، أن المليشيا وجهت مذكرة إلى القائمين على الحلقات والمدارس، تطالبهم بسرعة الحصول على تصاريح خلال شهر فقط، في الوقت الذي هددت بإغلاق جميع الحلقات والمدارس التي لن تحصل على تصاريح "عمل" من قبل مكتبها الإرشادي بالمحافظة والذي يرأسه القيادي الحوثي أحمد الحمران.

     

    مصادر مطلعة، أكدت أن سلطة الميليشيا وضعت شروطا عدة للحصول على تصاريح العمل، والتي ستجعل من الحصول على تلك التصاريح أمراً صعبا، بهدف الحصول على مبرر لإغلاق تلك المراكز التي لا تتوافق مع توجهها، مشيرة إلى أن من بين الشروط تدريس ملازم زعيم المليشيا الصريع حسين الحوثي واشتراطات أخرى، تصب في زيادة نشر الأفكار المذهبية والطائفية.

     

    ومنذ سيطرتها على محافظة إب منتصف اكتوبر من العام 2014، فشلت الميليشيا في اقناع السكان على التماشي مع أفكارها الأيدلوجية، ولهذا تحاول تكثيف أنشطتها في تلك المراكز للتأثير الأطفال والشباب، وسط رفض شعبي واسع.

     

    وتعتزم جماعة الحوثي، استبدال تلك المراكز والمدارس بإدارة جديدة تابعة للمليشيا بهدف منع الأنشطة المخالفة لمعتقداتها المذهبية، بغية السيطرة على عقول وأفكار صغار السن الذين يتعلمون القران في المساجد ومدارس تعليم القرآن الكريم.

     

    وخلال السنوات الماضية، أغلقت المليشيا العشرات من مدارس التحفيظ وحلقات تعليم القرآن في مختلف مديريات المحافظة، في الوقت الذي تواصل استغلال الخطاب المسجدي ومنابر الجمعة لصالح مشروعها المذهبي بالتزامن مع تغيرات كبيرة في المناهج الدراسية، بالإضافة لمطاردة الخطباء والدعاة والتضيق عليهم وسجن آخرين.

     

    جامع البر مقرا للمليشيا والدورات

     

    جامع البر، أحد أهم وأكبر جوامع محافظة إب، ويقع في قلب مدينة إب عاصمة المحافظة، حيث يمتلك العديد من الملحقات ومدرسة التحفيظ ومصلى للنساء ومغسلة خيرية للموتى، فضلا عن مساحته الواسعة.

     

    عقب وفاة مفتى محافظة إب الشيخ عبده عبدالله الحميدي، استغلت المليشيا جامع البر، وسيطرته عليه كليا وفرضت خطيبا للمسجد من أتباعها، وحولت جزء منه إلى سكن لعناصرها وجزء آخر لإقامة دوراتها الطائفية فيه، وأقدمت على إغلاق مصلى النساء ومنعهن من الحضور للصلاة في المسجد، وقامت بتحويل مسجدهن سكنا عائلياً لأحد العناصر الحوثية.

     

     

    وفي ذات المسجد أغلقت مدرسة تحفيظ القرآن الكريم ومنعت إقامة حلقات تعليم القرآن وحولت مدرسة التحفيظ لمركز تابع لها تقوم من خلاله بنشر أفكارها المذهبية والطائفية.

     

    مركز الإمام الذهبي بالدليل

     

    مركز الإمام الذهبي بمنطقة "الدليل" بمديرية المخادر شمال مدينة إب، تشرف عليه جمعية الحكمة اليمانية الخيرية، التابعة للتيار السلفي بالمحافظة، تعرض للاقتحام والنهب والإغلاق من قبل مليشيا الحوثي، وطردت طلاب العلم الذين كانوا يدرسون فيه.

     

    وعملت مليشيا الحوثي، بعد السيطرة على الركز، على محاولة استغلاله لتحويله إلى مقرا لتدريس معتقداتها الطائفية وأفكارها المذهبية، غير أنها فشلت في استقطاب الأهالي أو طلاب للدراسة فيه.

     

    وتعرض إمام مسجد الإمام الذهبي للإختطاف والتعذيب في سجون المليشيا ولفقت تهما عديدة للإمام، رافضة الإفراج عنه، وهي ذات الانتهكات التي تعرض لها العديد من الأئمة والخطباء والدعاة بالمحافظة.

     

    وفي مايو الماضي، شن الشيخ محمد بن محمد المهدي، رئيس جمعية الحكمة اليمانية الخيرية، هجوما على مليشيا الحوثي، نتيجة التضيق على العلماء والدعاة والأئمة والخطباء بمحافظة إب وسط البلاد.

     

    وقال الشيخ المهدي، في إحدى خطب الجمعة آنذاك، إن بعض المسؤولين على المساجد والجوانب الدعوية في إب من (مليشيا الحوثي)، بحاجة لأن يُعيدوا النظر في سياساتهم الجارية، في الوقت الذي يتم مطالبة الدعاة ممن هم في الخارج للعودة إلى المحافظة فيما علماء المحافظة صاروا في وضع وحالة يرثى لها.

     

    ورد المهدي، بتساؤل على مطالبة المليشيا لمن هم في الخارج بالعودة، "كيف يرجعون إذا منع الخطيب من منبره، ومنعت الدروس؟" مضيفاً: هو في الخارج لن يعود إذا شعر بهذه الممارسات. لافتاً إلى أن من هم في بقية المحافظات الخارجة عن سيطرة مليشيا الحوثي، عندما تسمع بمثل هذه الممارسات، لا يمكن أن تكون راغبة بقبول حكم مليشيا الحوثي.

     

    وأشار الشيخ المهدي إلى أن أبناء محافظة إب ذو مذهب شافعي وليس من بقية المذاهب الأخرى، حتي يتم فرض أفكار المذهب الزيدي، مستدلاً بما أحدثته المليشيا من إثارة وضجة كبيرة في شهر رمضان حين قامت بمحاولة فرض تأخير وقت أذان المغرب عن التوقيت المحلي للمحافظة، وما جرى يوم العيد من فرض صلاة العيد بالطريقة الزيدية المخالفة للمذهب الشافعي.

     

    منع المراكز الصيفية

     

    مليشيا الحوثي لم تكتفِ بالسيطرة على المساجد ومنع حلقات تعليم القرآن وإغلاق العشرات من مدارس التحفيظ، بل أقدمت على منع إقامة المراكز الصيفية لغير مراكزها التي تقوم بفتحها بمختلف مديريات المحافظة لتدريس ملازم زعيم الجماعة الصريع حسين الحوثي ومناهجها الطائفية.

     

    وخلال السنوات الأخيرة، وجهت المليشيا بإغلاق أي مراكز صيفية غير تابعة لها، بشكل نهائي، الأمر الذي أثار استياء في أوساط المشائخ والدعاة في المحافظة، غير أن مطالبتهم للمليشيا بالتراجع عن قرارها بإغلاق المراكز الصيفية باء بالفشل.

     

    الشيخ المهدي، في إحدى خطب الجمعة العام المنصرم، أكد أن سلطة المليشيا وجهت تعميماً بمنع إقامة المراكز الصيفية، مشيراً إلى أن تلك المراكز ظلت طوال عقود مفتوحة للطلاب في مساجد المدينة منذ 45 عاماً، حيث "يتم فيها تعليم الطلاب العلم الشرعي ولا يجري فيها أي تحريض على أي سلطة كانت". مصيفا بأن السلطات ـ مليشيا الحوثي ـ تمادت بتضيقها ومنعت حتى بناء المساجد.

     

    منابر طائفية

     

    وتحولت أيام الجمعة، ليوم طائفي من خلال منابر الجوامع، حيث تواصل الجماعة استغلال الخطاب المسجدي لنشر أفكارها وخطابها الإعلامي وسمومها الطائفية في أوساط المواطنين، حيث تشرف قيادات حوثية عليا، على تنفيذ خطة عبر مساجد محافظة إب، بهدف تعميق المذهبية ونشر الطائفية الحوثية، بعد تأكدها من عدم تقبل المجتمع المحلي لأفكار وخطاب المليشيا ورفض المواطنين الزج بأبناء وشباب المحافظة في محارق الموت الحوثية، مقارنة ببقية المناطق الخاضعة لسيطرتها المسلحة.

     

    سكان قالوا إن المليشيا تعتبر منابر الجمعة والمساجد بشكل عام، من أهم الوسائل الحوثية لنشر أفكارها، حيث تقوم بتوزيع خطباء موالين لها كل جمعة، على مساجد مدينة إب عاصمة المحافظة وبقية المديريات، وهو الأمر الذي جعل أعداد المصلين في المساجد قليلة عمّا كانت، وأغلب من يحضر الجمعة يأتي مع نهاية الخطبة أو مع بداية الصلاة، هروبا من الخطاب الحوثي المسيطر على مساجد مدينة إب والذي ينضح بالطائفية والسموم ويغذي الانقسام المجتمعي.

     

    تفجير مساجد ودور القرآن

     

    تعرضت العديد من المساجد بمحافظة إب وبقية المحافظات التي سيطرت عليها المليشيا بقوة السلاح، للتفجير، في مشهد لم يسبق وأن عرفه الأهالي من قبل، حيث فجرت مساجد عدة في عدة مديريات، من بينها مساجد في مديرية المخادر، وبعدان والسبرة والرضمة، فيما كانت دور القرآن هدفا للتفجير والسطو والنهب في مختلف مديريات المحافظة.

     

    في مدينة يريم شمال شرقي محافظة إب، أقدمت مليشيا الحوثي على تفجير دار القرآن بعد نهبه، فيما أغلقت دورا للقرآن في قرية الأجلب وآخر بقرية قرعد بمديرية الرضمة وثالث في مركز مديرية الرضمة، ودار للقرآن في منطقة اليهاري بمديرية ريف إب، ودار للقرآن في سوق الجبري بمنطقة دار الشرف جنوب مدينة إب، وأغلقت مركزا لنحفيظ القرآن في منطقة نجد العقما وآخر في منطقة "الحرث" بمديرية بعدان شرقي إب.

     

    ومع سيطرة مليشيا الحوثي كليا على مساجد ومنابر الجوامع بمحافظة إب، كانت قلة من حلقات تعليم القرآن هي آخر ما تبقى للقائمين على بعض المساجد، غير أنها مؤخرا صارت هدفا للمليشيا من خلال فرض تصاريح حوثية تلزمها بتدريس مناهجها وأفكارها المذهبية، وهو الأمر الذي سيسهل من مهمة الإغلاق لتلك المدارس والحلقات، وهو الهدف الأهم للجماعة.

    *المصدر أونلاين

    قد يعجبك ايضا!