اخبار هامة

    جمعيات خيرية ودوريات رياضية.. كيف تحول "المكحل" إلى رمزية يمنية لمقاومة الحوثي؟

    جمعيات خيرية ودوريات رياضية.. كيف تحول "المكحل" إلى رمزية يمنية لمقاومة الحوثي؟

    اب بوست-خاص

    لا تزال أصداء تشييع جثمان الشهيد "حمدي الخولاني" المعروف بـ"المكحل"، حاضرة في وعي أبناء الشعب اليمني، باعتباره أحد رموز الحرية، الذي كسر سلطة المليشيا في محافظة إب، ورفع صوته في وجه الانتهاكات التي يمارسونها بحق أبناء اليمن عمومًا، والمحافظة على وجه الخصوص.

     

    إن تلك المشاهد الثورية التي خرج بها أبناء محافظة إب، خلال تشييع المكحل، يؤكد الحالة الحقيقية والتعبير الفعلي لملايين اليمنيين، باعتبار تلك الجنازة مثلت استفتاء شعبي في كل الجغرافيا اليمنية للسخط الواسع ضد الجماعة الكهنوتية التي قتلت وشردت اليمنيين.

     

    حين قامت المليشيا بقتل المكحل، أرادت وأد صوته، لكنها غرست حبه في قلوب أبناء اليمن في الداخل والخارج، والذين سعوا إلى إقامة فعاليات وأنشطة مختلفة، تحمل اسم المكحل، تخليدا لاسمه كأحد أبرز الأبطال اليمنيين الكبار الذي صدحوا في وجه المليشيا، من وسط منزله، وقدم لأجل محاربة هذه المليشيا روحه ودمه.

     

    دوري رياضي

     

    وفي هذا الإطار، انطلق في مدينة تعز، دوري رمضاني، باسم شهيد صوت الحقيقة "حمدي المكحل" الذي أقدمت مليشيا الحوثي على تصفيته في التاسع عشر من مارس الماضي في أحد سجونها بمدينة إب. 

     

    وحسب منظمو البطولة، الذين تحدثو لـ "إب بوست" فإن شباب حارة (بير تبارك) في جولة سنان، وسط مدينة تعز، أعلنوا تنظيم دوري رمضاني لكرة القدم، لفئة الناشئين والشباب من فرق حواري تعز تضم 24 فريقاً على كأس "الشهيد حمدي المكحل"، وتم اختيارهم لاسمه وفاءً للشهيد الذي قدّم روحه فداء الوطن ومقارعة مليشيا الحوثي. 

     

    وانطلق الدوري بمباراة جمعت بين فريقي مؤسسة فجر الأمل، وحي "بير تبارك"، وسيشارك في الدوري فرق مديريات صالة والقاهر والمظفر برعاية "بير تبارك"، ومن المتوقع أن يستمر حتى السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك، وسيظفر الفائزين بالمركز الأول والثاني بكأس ومبلغ مالي، وفق المنظمين.

     

    جمعية خيرية 

     

    وكان الشيخ عادل الصايدي، المغترب اليمني في أمريكا، وأحد أبناء مديرية الشعر بمحافظة إب، قد أعلن أنه يعتزم إشهار جمعية خيرية تحمل اسم المكحل (حمدي عبدالرزاق) لرعاية الأيتام؛ تخليدًا لذكراه، وتنفيذا لحلمه الذي كان ينادي به قبل استشهاده. 

     

    ودعا "الصايدي" في منشور على حسابه في الفيسبوك، كل المغتربين لحضور أربعينية المكحل بمدينة نيويورك للترتيب لذلك الحلم، وانتخاب ادارة تدير هذا الصرح الانساني المنقذ لمئات الايتام من الجوع والمرض، لافتا إلى أن الجمعية ستتكفل برعاية الأيتام على المستوى العلمي والصحي والسكني والغذائي.

     

    مزاد علني 

     

    واستمرارًا في المبادرات الشبابية لليمنيين في الداخل والخارج، نحو تخليد ذكرى الشهيد المكحل، فقد دعا ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، لتنظيم مزاد علني خاص بـ "مكحلة" الشهيد حمدي الملقب بـ"المكحل"، والذي كان يظهر في مقاطع الفيديو وهو واضع الكحل بين عينية، حتى عرفت به، وعرف بها.

     

    وجاءت فكرة المزاد بهدف بيع "المكحلة" التي عرف بها الناشط "حمدي عبدالرزاق" حيث كان يلقب بـ "المكحل" وتحويل عائدها إلى أفراد أسرته. 

     

    واقترح الناشط والصحفي الرياضي ماجد الطياشي "وضع مكحلة البطل حمدي عبدالرزاق في المزاد العلني لصالح أفراد أسرته"، وافتتح الطياشي المزاد بمليون ريال. 

     

    وتحول الشاب المكحل إلى أيقونة نضال في وجه الحوثيين، حيث تحولت جنازته، إلى تظاهرة سياسية ردد فيها المشيعون هتافات مناوئة لمليشيا الحوثي، ومطالبة برحيلهم، كأكبر مظاهرة شعبية تشهدها المحافظة من سنوات.

     

    رمزية المكحل

     

    يأتي هذا في الوقت الذي يؤكد فيه سياسيون يمنيون على ضرورة "الاحتشاد الخيري والمنظماتي والحقوقي مع رمزية الشهيد المكحل"، وفقا للسياسي اليمني عبده سالم، باعتباره أيقونة نضال، أعادة بصوته بوصلة اليمنيين نحو التوحد لإسقاط المليشيا الحوثية.

     

     وحيا السياسي عبده سالم، المبادرات اليمنية التي حملت اسم المكحل، في الداخل والخارج، وقال: "التحية لهذه المبادرة الرائعة على هذا الترميز الملهم للشهيد المكحل من قبل هذه الطليعة اليمنية المهاجرة في أمريكا".

     

    وأضاف، "المهم ابتداء، هو إحياء الدور الخيري والكفاحي لمدينة إب القديمة، ومحافظة اب عمومًا؛ لنصرة المستضعفين، والقيام بشؤون المحتاجين ورعاية اليتامى".

     

    واختتم عبده سالم منشوره بالبيت الشعري القائل: "إن تقرضوا الله في أوطانكـم فلكـم.... أجر المجاهد طوبـى للـذي اكتتبـا".

     

    المكحل سيغير وجه اليمن

     

    وكان القيادي المؤتمري الدكتور عادل الشجاع، قد أكد أن "المكحل أقلق مضاجع عصابة الحوثي الإرهابية وأرعبها"، مشيرا إلى أن جنازة المكحل أرسل من خلالها أبناء إب "رسالة حادة كالموس، مفادها أن مقتل المكحل لن يؤدي إلى تخفيف الرعب عنكم يا دنس التاريخ وعفنه".

     

    وأضاف، "لقد أنهت هذه العصابة حياة المكحل على الأرض، لكنها لم تدرك أنها أحيته في قلوب الملايين من اليمنيين، فهو لم يكن معبرًا عن نفسه، بل كان معبرًا عن روح شعب يرفض الخنوع والاستسلام". 

     

    وأكد الشجاع أن المكحل "رمى الخوف وراء ظهره، وعبّر عن رأيه بفدائية، كان هناك شيء بداخله يقول له: إن هناك ما هو أغلى، ماهو أعز وأجل وأبقى، إنه دين الله الذي تشوهه هذه العصابة، ورسوله الذي حولته من رحمة للعالمين، إلى ملكية خاصة".

     

    وأكد الشجاع أن المكحل سيغير وجه اليمن، مشيرا إلى أنه "الباب الذي يفتح للكثير من الشباب الثائرين للانتقام والرد على جرائم الحوثي والخروج على الصمت، إذ أن الصمت عار". 

     

    ودعا في هذا الصدد القوى اليمنية للتوحد لاسقاط المشروع الحوثي وقال: "حان الوقت لأن نوحد بندقيتنا إلى صدرها لكي تنعم اليمن بالحياة، يجب أن يكون شعارنا اليوم وغدا نحن الكرامة ونحن السيادة، وهذه العصابة مكانها تحت الأقدام".

    قد يعجبك ايضا!