اخبار هامة

    مهندس التوافقات ورجل الحوار.. حملة الكترونية للمطالبة بالإفراج عن السياسي محمد قحطان

    مهندس التوافقات ورجل الحوار.. حملة الكترونية للمطالبة بالإفراج عن السياسي محمد قحطان

    اب بوست-خاص

    انطلقت، مساء الأربعاء، حملة الكترونية؛ للمطالبة بإطلاق سراح المختطف في سجون مليشيا الحوثي، السياسي اليمني البارز وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح "محمد قحطان"، تزامنًا مع الذكرى الثامنة لاختطافه.

     

    وكانت مليشيا الحوثي قد داهمت منزل الاستاذ "محمد قحطان" في الـ 4 من أبريل 2015، وقامت باختطافه وتغييبه عن أسرته قسرا للعام الثامن على التوالي، بعد أشهر من وضعه تحت الإقامة الجبرية داخل منزله.

     

    حيث قامت مليشيا الحوثي، في إحدى النقاط التابعة لها في مداخل مدينة إب، منتصف فبراير 2015، بإعادته إلى صنعاء، بينما كان ذاهب على سيارته باتجاه مدينة تعز، عقب سيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.

     

    وانطلقت الحملة تحت هاشتاج #الحريه_لقحطان، #FreeQahtan، على مختلف وسائل التواصل الإجتماعي. حيث نشر الناشطون صورا وفيديوهات وتصريحات لقحطان الذي مثل الشخصية السياسية المجمع عليها في اليمن، والذي حرص على الحوار ونبذ العنف حتى أخر لحظة من حياته.

     

    من هو قحطان؟

     

    ينحدر محمد محمد قحطان قائد، المولود عام 1958م في مديرية العدين غربي محافظة إب، ولديه تسعة أولاد، خمس بنات، وأربعة ذكور، برلماني سابق، وقيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح.

     

    تخرج من كلية الشريعة والقانون ثمانيات القرن الماضي، وتولى رئاسة الدائرة التنظيمية للإصلاح حتى عام 1994م، ومن ثم تولى رئاسة الدائرة السياسية للحزب، بالتزامن مع تعيينه ناطقا رسميا لتكتل أحزاب اللقاء المشترك 2003 - 2011م.

     

    كما عين عضوا في مؤتمر الحوار الوطني، الذي انعقد في صنعاء، ممثلا لحزب التجمع اليمني للإصلاح 2013- 2014م، وهو رجل الحوار، والسياسة، وعودته عودة للسياسة والحوار، وفقا للقيادي في حزب الإصلاح عدنان العديني.

     

    ضحية التوجه الإجرامي

     

    وفي هذا الصدد، كتب القيادي الإصلاحي عبده سالم، منشورا على صفحته في وسائل التواصل تحت عنوان "بمناسبة الحملة الالكترونية لمناصرته"، مؤكدا أن "قحطان، ضحية التوجه الإجرامي للمليشيات الحوثية وهمجيتها، وتواطئ المجتمع الدولي، والأداء المترهل لحكومة الشرعية".

     

    وأضاف سالم، "في ضوء هذه المعطيات، فإن المليشيات الحوثية مطالبة بالكشف السريع عن مصير قحطان، والمجتمع الدولي مطالب بفتح تحقيق دولي شامل للكشف عن تفاصيل جريمة الإخفاء، وموافاة محكمة الجنايات الدولية بالنتائح، والحكومة الشرعية مطالبة بالتعامل الجدي مع القضية والإمساك بملف تفاصيلها بكل يقظة وانتباه".

     

    وأكد عبده سالم، إنه من غير المعقول، "أن تتنازل الحكومة عن فقرة مهمة من أشهر القرارات الأممية ٢٢١٦ الذي طالب الحوثيين بالإفراج عن وزير الدفاع الصبيحي، والمختطفين معه، ويعد قحطان في مقدمة المقصودين بهذه الفقرة، وبدلا أن يتمسك المفاوض الحكومي بهذا النص، ذهب إلى لعبة المساومات والمقايضات السمجة، فاستخف به خصومه، ومدوا ارجلهم الى وجهه". حسب وصفه.

     

    قضية نضال وكفاح

     

    وسخر عبده سالم من طريقة تعامل الوفد الحكومة في المفاوضات الأخيرة حين قايض بقطاع طرق ومتمردين على الشرعية بزعيم سياسي كقحطان، وقال: "لم يحصل في تاريخ الحروب أن قبلت دولة تحترم نفسها بمقايضة زعيم سياسي بقطاع طرق ومتمردين على شرعيتها".

     

    وأشار إلى أن "قضية قحطان لم تعد قضية التجمع اليمني للاصلاح، بل هي قضية رأي عام يمني، و لن يتعامل هذا الرأي  بعد اليوم مع هذه القضية باعتبارها مجرد مظلومية إنسانية للندب والبكاء، والشكوى؛ ولكن باعتبارها قضية نضال وكفاح وفداء".

     

    واختتم سالم مقاله بالتأكيد على أنه "لا يمكن بأي حال، وتحت أي ظرف، تحويل هذه القضية إلى مجرد مظلومية انسانية منفصلة عن روحها الكفاحية، التي غُيّبَ وضحى من أجلها قحطان".

     

    اختطاف قحطان انتهاء السياسة

     

    بدوره، قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح عدنان العديني، إن اختطاف محمد قحطان، "بقدر ما كان اختطاف؛ فإنه مؤشر على انتهاء السياسة واختطافها، وإلغاء عهد كامل من العمل السياسي"، مؤكدا في هذا الصدد "أن عودة السياسية غير ممكن دون إطلاق قحطان".

     

    ووافقه في الرأي المهندس محمد البيل الذي أكد أنه "منذ أن غاب قحطان، غاب الحوار، وغابت الحلول". في اشارة إلى أن عودته هي عودة "للحوار والحلول".

     

    وكان الناشط وليد اليوسفي، قد اعتبر "إخفاء المليشيا الحوثية للقائد الوطني محمد قحطان، بأنه يأتي ضمن مصفوفة إجراءات تسعى من خلالها ضمان تيه المسار السياسي برمته؛ لأن قحطان أبرع من يجيد كسر الجمود السياسي، من أجل مصلحة الوطن العليا".

     

    مهندس التوافقات

     

    وكان الصحفي اليمني عبدالرزاق الحطامي، قد وصف محمد قحطان بمهندس التوافقات، والتقاربات بين المكونات اليمنية، وأن تغييبه هو عدم وجود نية لدى مليشيا الحوثي للتحول نحو العمل السياسي.

     

    وقال الحطامي، "تعي مليشيا الحوثي الإرهابية معنى عودة محمد قحطان إلى المشهد السياسي، فلدى الرجل قدرات خاصة في تقريب وجهات النظر مهما كانت تبايناتها".

     

    وأضاف، كما يمتلك قحطان "حنكته المتمكنة في هندسة التوافقات، وإدارة الحوار، وتحقيق الإقناع والقبول بين مختلف المكونات الحزبية، حتى وإن كانت على صدام وشقاق".

     

    وأكد أن الحوثيين لا يريدون التحول إلى حزب أو كيان سياسي، كون بقاء قحطان خلف جدران التغييب القسري؛ دليل على هذه الإرادة في البقاء مليشيا إرهابية، مليشيا إرهابية وبس".

     

    قضية إنسانية صرفة

     

    بدوره، اعتبر الصحافي اليمني أنيس منصور رئيس تحرير هنا عدن،  قضية "‏محمد قحطان بأنها قضية تتعدى أُطر الحزبية والحدود المناطقية"، مؤكدا أن "‏محمد قحطان قضية إنسانية صرفة، والدفاع عنه واجب كل ضمير إنساني حي".

     

    وأشار منصور إلى أن "‏إخفاء قحطان هو إخفاء لمشروع الدولة اليمنية الحديثة القائمة على قيم العدالة والحرية والمساواة"، مضيفا "‏اطلقوا رائد الحوار، ‏والنضال السلمي".

     

    وكان وكيل وزارة الإعلام الدكتور محمد قيزان، قد أكد أن اختطاف مليشيا الحوثي، سلوك إجرامي غير مسبوق، وانتهاك صارخ للإنسانية وكل الأعراف والقوانين والأخلاق.

     

    وقال الدكتور قيزان، ‏"مثل هذا اليوم 2015م إختطفت مليشيات الحوثي محمد قحطان من بيته في العاصمة صنعاء، وأخفته قسرياً، ولليوم 8 سنوات لم تسمح له بالتواصل مع أسرته، وترفض الكشف عن مصيره، في سلوك إجرامي غير مسبوق".

     

    وصمة عار

     

    وكان المحرر السياسي قد كتب في "الإصلاح نت"، أن "اختطاف السياسي محمد قحطان سيظل وصمة عار في جبين مليشيا الحوثي الإرهابية، وصفحةً سوداء في تاريخ الصراعات، وندبةً في وجه دعاة السلام ورعاته".

     

    وقال: "لم يكن الخامس من ابريل في العام 2015م هو البداية في سجل جرائم مليشيا الانقلاب؛ لكنه مثّل بداية انكشاف العقم السياسي والإفلاس الأخلاقي والحقد التاريخي الذي تحمله المليشيا الانقلابية ضد الشعب اليمني وضد أدوات العمل السياسي السلمي ونظام التعددية والنهج الديمقراطي".

     

    وأضاف، "سيظل استمرار تغييب قحطان من قبل المليشيا محاولة فاشلة لضرب النسيج الوطني والسياسي، ولن يحرف بوصلة القوى الوطنية عن استمرار النضال لإنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة، وما زال يحدونا أمل التطلع للمستقبل الذي يسوده السلام في ظل حرية جميع أبناء الشعب اليمني ونيلهم حقوقهم المصادرة على مسمع ومرأى من العالم".

     

    قد يعجبك ايضا!