"ماجد التينة".. جابي الإتاوات وناهب الزكوات في إب ومناطقي يُجمّل قبحه جوقة من المطبلين (تقرير خاص)

اب بوست-خاص

تعمد مليشيا الحوثي الإرهابية، طوال العام على جباية الأموال من التجار والباعة في محافظة إب (وسط اليمن) تحت مسميات مختلفة اختلقتها لتكون لافتة لنهب الناس أموالهم من دون وجه حق، إلاّ أن هذه الجبايات تزداد في شهر رمضان المبارك التي تعتبره المليشيا موسمها الأبرز للنهب.

"ماجد التينة" عامل الحوثي على إب، أو مدير مايُسمى بـ "هيئة الزكاة" التي استحدثتها المليشيا، اسم اقترن بالجبايات والنهب والتسلط على التجار في محافظة إب، ومع شهر رمضان من كل عام يزداد تردد اسمه في وسائل الإعلام بشكل صاخب على إثر غزواته الدائمة على المتاجر والباعة، حيث ينشر بلاطجته طوال أيام الشهر المبارك، على الأسواق لنهب التجار باسم "الزكاة" ويمنعهم من توزيع زكواتهم على الفقراء والمحتاجين وحكرها على المليشيا الغير مؤتمنة على أموالهم.

آخر غزوات "التينة" هذا العام هي إجبار تجار وباعة مدينة إب، على تقديم سلال غذائية لقتلى الجماعة، من غير مربوط الزكاة التي تم فرضها عليهم بشكل مضاعف رغم حالة الكساد الكبيرة التي تضرب أسواق المحافظة، الأمر الذي دفع العديد منهم إلى إطلاق صرخات استغاثة ومناشدات بوقف هذه الاتاوات قبل أن يُجبروا على إعلان الإفلاس.

زكوات لا تذهب لمستحقيها

في الوقت الذي يجمع فيه "التينة" وفرقة المسلحة مليارات الريالات من التجار والباعة باسم "الزكاة" تمتلئ الشوارع في مدينة إب بالجوعى والفقراء الذين لايجدون قوتاً يسدون به رمق أطفالهم ناهيك عن أموال لشراء كسوة العيد.

الأمر ذاته ينطبق على مئات المرضى بمافي ذلك مرضى السرطان والفشل الكلوي، والغارمين وهؤلاء جميعهم تنطبق عليهم معايير مستحقي الزكاة، غير أن هذه الأموال التي تجبى لا تجد سبيلاً إلى هؤلاء حيث يسبقهم إليها المشرفون الحوثيون الذين يزداد غناهم كل عام من أموال الفقراء والمساكين.

الإعلامي الرياضي، "يحيى المريس" الذي توفي مطلع ديسمبر الماضي وهو ينتظر 20 ألف ريال كمساعدة من هيئة "التينة" كان تقدم بطلبها قبل ثمانية أشهر، حالة تجسد واقع الهيئة التي تذهب أموالها لجيوب وحسابات قيادات المليشيا في حين يحرم منها مستحقيها، ومثله الكثير.

وفي حالة مماثلة يذكر الصحفي "عادل عمر" أن شخصاً ما (لم يذكر هويته)، أصيب بمرض قبل عام وقام بتقديم ملف لمكتب الزكاة بالمحافظة واستدان مبالغ ماليه من أجل السفر وعاد من السفر والآن العام الثاني ولم يتم صرف المساعدة العلاجية من قبل مكتب زكاة محافظة إب.

"جوقة" لتجميل القبح

يعلم "التينة" أنه شخص غير مرغوب به ولا يؤتمن على أموال الزكاة، ولذا لا يتوانى بين الفينة والأخرى بالإعلان عن دفع أموال لفئة معينة أو تقديم مساعدات لآخرين، ولأجل تسويق ذلك يوظف "جوقة" من المطبلين الذين يُتهموا بضخ أخبار دعائية لتلميع صورته مقابل فتات من المال، غير أن مايفعله سرعان ما ينكشف كذبه وزيف أبواقه من المستحقين أنفسهم الذين ينظموا تظاهرات أمام المكتب للمطالبة بالمبالغ التي جرى الإعلان عنها ولم تصلهم كم حدث ذلك في أكثر من مناسبة.

وبدى واضحاً استخدام القيادي الحوثي للبروباغندا كوسيلة لتظليل الرأي العام حول أدائه وفساده المدعوم بالقوة والسطوة، وهو النهج الذي بات محل نقد واستياء قطاع واسع من الناشطين من أبناء المحافظة.

وفي تعليقه على ماينتهجه القيادي الحوثي يعلق الناشط والتربوي "أمين الشفق"، أن استخدام ناشطي مواقع التواصل في نشر منجزات لا تستند على دليل عملي واحد في أرض الواقع، بمثابة "تغطية لنهب الإيرادات لصالحه شخصيا ولصالح مليشيا الحوثي".

وأضاف في منشور على الفيسبوك "أموال الزكاة لها مصارف محددة في كتاب الله ولا يحق لأحد الخروج والاجتهاد مع وجود نص قرآني".

من جهته خاطب الصحفي "عادل عمر" التينة ضمنيا ًعبر منشور له على الفيسبوك: "إذا كنت مسؤولا عن أحد المكاتب الايرادية وتحب أن تظهر نشاطك ونجاحك وترغب في إقناع المواطن بأن ما تقوم به يصب في مصلحته فلا حاجة لك بالاستعانة بطابور ملمعين ويكفي أن تبادر بنشر تقرير مالي سنوي يوضح حجم مبالغ الإيرادات وكيف تم صرفها بكل شفافية وذلك كفيل بتحديد نظرة المواطن تجاه مكتبك وهل انت فعلا مسؤول ناجح ام أنك مغالط وفاشل".

إقطاعية خاصة

من منطلق مناطقي بحت عمد "ماجد التينة"، على استقدام عشرات الموظفين وإحلالهم في مكاتب ومواقع للهيئة المستحدثة في مركز المحافظة ومديرياتها.

مصادر مطلعة أفادت أن القيادي الحوثي حول الهيئة إلى إقطاعية خاصة بذمار حيث استقدم عشرات الأشخاص الذين يدينون له وللمليشيا الولاء ولا يحملون أي مؤهلات علمية وعينهم في مواقع مختلفة.

وأشارت المصادر أن ذلك يتم في الوقت الذي تم فيه إقصاء عدد من الموظفين المحسوبين على محافظة إب ودفع ببعضهم إلى وقف أعمالهم، وفي هذا السياق تؤكد المصادر أن سبعة موظفين من أبناء إب، يعملون منذ عدة سنوات في "الواجبات" ويرفض التينة رفع مذكرات إلى صنعاء لتعميدهم.

الموظفين الذين استجلبهم "التينة" إلى المكتب وفق الكشف المرفق: