اخبار هامة

    إب في مزاد علني

    إب في مزاد علني

    نشوان النظاري-خاص

    تُعرض إب بالمزاد العلني، وفي رابعة النهار وعلى الملأ توهب محافظة بأسرها للتجار القادمين من التلال والهضاب ومن خلف الشمس، وتحت جنح الغفلة يتسرب الدخلاء ويتوغل تجار الفرص الذهبية لالتقاط ما تبقى من نوافذ للإثراء وأبواب مشرعة للكسب السريع دون أدنى مراعاة للطرق والأساليب التقليدية أو حتى الشكلية.


    صفقة تعطيل استثمارات نادي شعب إب العريق، والمتمثلة بإنهاء عقد مشروع سوق الجملة بالظهار بمدينة إب التابع للنادي، ونقله إلى سوق آخر يتبع مجموعة من التجار يتزعمهم مستثمر من خارج المحافظة، يكشف إلى أي مدى وصل حجم الاستهتار وعدم اللامبالاة والمجازفة في اتخاذ قرارات وإجراءات لا تأخذ في الحسبان أي قيمة أو اعتبار لأحد، ويوضح بجلاء واقعا برامجاتيا تعيشه مناطق ومدائن السيادة المزعومة زورا وبهتانا.


    يُساق مجتمع إب كالقطيع خلف مصالح مناطق النفوذ، وتتحول المحافظة إلى فريسة سهلة البلع والتطويع، ولا شيء يمنع ذلك وكل التوجيهات والموجهات تهطل كاللعنات من العاصمة. تُدار هناك صفقات مركزية على نحو واسع لتشمل محافظات ومناطق بعيدة للغاية عن مصدر صناعة القرار، لكنها صفقات تُحاك في الغرف المظلمة وبعيدة عن السياقات والمضامين الاعتيادية، بيد أنها في نهاية الأمر تخرج للضوء على هيئة توجيهات شفوية أو املاءات أو قرارات رسمية فاقدة لكافة أبعادها القانونية.


    الاستثمار حق يكفله القانون والدستور لأي مواطن يمني، وهو أقصد الاستثمار، يسهم في خلق تنمية مستدامة لكن وفق الأسس والمعايير الصحيحة، إذ لا ينبغي أن يقام استثمار على أنقاض آخر، يمكنك فتح سوق منافس وتقديم عروض أفضل، بوسعك ابتكار وسائل لجذب وكسب التجار ونيل رغبة المواطنين بعيدا عن استخدام لغة القوة والنفوذ وشراء الولاءات والعبث بمقدرات الآخر، واستخدام حجج وذرائع واهية لا ترقى لدرجة الإقناع ولو بحده الأدنى.


    وللعلم يحدث هذا دائما في إب فعندما يتم إنشاء سوق ويواجه فشل إداري أو لا يحظى بالرواج الكافي، يتم الاستعانة بمؤسسات الدولة لإعداد مصفوفة مبررات وخطط لإجبار التجار والمستثمرين للعمل عنوة في ذلك السوق، الشواهد كثيرة والدلائل في كل زاوية يتيمة في هذه المحافظة الكسيرة، والمنهوبة حتى النخاع.


    تتحمل قيادة المحافظة وقيادة النادي المسؤولية التاريخية والأخلاقية في حال مرت الصفقة، وتوقفت استثمارات النادي، أو تعرضت للهدر، وإن كانت هناك بدائل عملية أخرى تصب في مصلحة النادي بعيدا عن التقديرات الافتراضية فعليها إيضاح ذلك للرأي العام حتى تكتمل الصورة ويدرك الجميع تلك الجهود الرامية لتطوير النادي وتنمية مقدراته وممتلكاته.


    ثمة صفقة عابرة لكل خطوط المواجهة، هذا الأمر لا لبس فيه، لكن الأمر الأهم للنادي أن يبقى هذا المشروع الاستثماري صامدا مقاوما لكل الرغبات الجامحة في انتزاع ما يعد حقا مشروعا وموردا رئيسيا لا سيما خلال الفترة الراهنة.
     

    قد يعجبك ايضا!