سلمان المقرمي-متابعات
على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى جدران المنازل وأسطح المباني، وأغاني السيارات والقاعات والشوارع والأسواق، تشهد محافظة إب استعدادات مبكرة هذا العام، للاحتفال بذكرى 26 سبتمبر الخالدة، التي كان لأبناء المحافظة حينها دور بارز في إسقاط الإمامة، لذا أن تكون الاحتفالات في إب أكثر اتقادا من غيرها، هو أمر طبيعي.
بالمقابل، تدرك مليشيا الحوثي الإيرانية تلك المظاهر، وتشعر بلهيب الثورة ونقم السكان ضدها، وغضبهم المتفاقم ضدها، ورغبتهم الجارفة لجرفها من محافظتهم، وتشعر أنها تسابق الزمن لتأجيل الانفجار الحاسم في وجهها.
بين عنفوان الناس وسكان المحافظة ضد الحوثيين، وآلة القهر والبطش الحوثي، في الذكرى الثانية والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، تدور معركة شديدة التعقيد، يعمل سكان المحافظة وخاصة طلبة المدارس والجامعات، وشباب الحارات، والقرى على الاستعداد لتنظيم احتفالات غير مسبوقة بذكرى الثورة، وتعمل المخابرات الحوثية وأجهزتها القمعية حملة تهديد وخطف متزايدة.
أحد قادة الحوثيين يدعى "غلاب" وجه الأسبوع الماضي تحذيرا لمدراس المحافظة من الاحتفالات بذكرى الثورة، وخطفت أجهزة القمع والمخابرات والأمن والوقائي الحوثية خمسة أشخاص على الأقل في الأسبوع الأول من ذكرى الثورة تعهدوا على وسائل التواصل الاجتماعي بالاحتفال اللائق بذكرى ثورة الجمهورية.
البطش الحوثي بالخمسة المخطوفين في سجونها لم يكن دفعة واحدة، بل كان على مدى أيام، بمعنى أن الخطف الحوثي للأول منهم لم يثن الأربعة الآخرين عن الاستعداد علنا للاحتفال بسبتمبر، خاصة في مديرية السدة التي تشهد أكبر مستوى من الاحتفالات سنويا وأكثرها جماهيرية لانتماء عدد من قادة سبتمبر إلى تلك المديرية.
وبالتالي من غير المتوقع أن تكون المليشيا الحوثية قادرة على قمع احتفالات السكان بتلك الذكرى التي قد تتحول في القريب العاجل إلى ثورة يقودها السكان أنفسهم، والمؤشرات على ذلك عديدة يعرفها يقينا قادة الحوثيين، وتسقط قلوبهم هلعا من إرهاصاتها، ويدفعهم طغيانهم كفرعون إلى محاولات تأخيرها.
في السنتين الأخيرتين وتحديدا منذ الهدنة شهدت محافظة إب، أول مظاهرة على الإطلاق في مناطق سيطرة الحوثيين تهتف علنًا برحيل الحوثي عن المدينة، وانتشرت شعارات على جدران المدينة في أشهر عدة تتوعد سلميا بإسقاط الحوثيين وترحيلهم عن السلطة، ويتولى الجزء الأكبر من تلك الفعاليات الشباب الأصغر سنا، من المراهقين إلى الشباب في العشرينيات من عمرهم، بالإضافة إلى طلبة المدارس، ويشكل العنصر النسائي من الطالبات في المدارس والجامعات عنصرا فعالا في تلك المظاهر.
من الواضح أن شباب محافظة إب يشاهدون تماما البطولات التي تجترحها المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تصعق الصهاينة يوميا بشكل فردي وجماعي، خاصة في مخيمات اللاجئين كجنين وغيرها، ويستلهمون منها قيم النضال بالإمكانات المتاحة على المستوى الفردي والجماعي. وتشير المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لنمو ظاهرة العمل الجماعي لتنظيم احتفالات سبتمبر بما يذكر بكتائب المقاومة في الضفة الغربية التي تعمل أيضا علنا هناك.
المصدر: يمن شباب نت