اب بوست-متابعات
تواجه الطالبة شيماء نصر (18 عاما) أحد طلاب أرياف محافظة إب، صعوبة كبيرة في مذاكرة دروسها اليومية، وذلك بسبب غياب المناهج الدراسية، وعدم قدرتها على شراء هاتف محمول من أجل متابعة المنهج عبر الإنترنت، والأمر يعود إلى تدهور وضعها المادي، فتضطر إلى الذهاب إلى منزل زميلتها الذي يبعد مسافات للحصول على الكتاب.
تشكو شيماء التي تنحدر من قرية محطب، وتدرس في الصف الثالث الثانوي بمدرسة قريتها الواقعة بريف السياني، من انعدام الكتب وعدم توفرها في المدرسة الحكومية التي تدرس فيها، وعجز والدها عن شراء المنهج، كغيره من الآباء العاجزين عن توفير المناهج الدراسية لأبنائهم.
منذ بداية العام الدراسي، يشكو الطلاب والطالبات في المدارس الحكومية في المناطق الريفية بمحافظة إب من انعدام المناهج الدراسية وعدم توفرها، خصوصا المواد العلمية، الأمر الذي انعكس سلبا على تحقيق الاستفادة في الفصول الدراسية ومذاكرة الدروس في المنازل.
طلاب الأرياف وغياب المناهج
يواصل المئات من طلاب وطالبات المدارس الحكومية، في المناطق الريفية بمحافظة إب، تعليمهم الدراسي رغم الظروف القاسية؛ إذ عادوا إلى مدارسهم في بداية السنة الدراسية، لكنهم لم يتمكنوا من الحصول على جميع الكتب حتى اللحظة.
تقول شيماء لمنصة ريف اليمن: “أضطر إلى المذاكرة من الدفاتر عن طريق الكتابة في الفصل، وغالبا أضطر إلى الذهاب للمذاكرة بمنزل زميلتي. منذ بداية العام الدراسي، لم نحصل على كتب مادة اللغة الإنجليزية، أكثر كتب المواد ممزقة وغير صالحة للتعليم”.
وتضيف: “تعيش أسرتي أوضاعا معيشية صعبة، فهي تكاد لا تتمكن من توفير الرسوم الدراسية الشهرية؛ إذ ندفع لإدارة المدرسة نحو ألفين ريال شهريا رسوما مجتمعية، بالإضافة إلى تكاليف توفير المستلزمات الدراسية”.
شهاب رضوان (17عاماً) يشكو أيضا من انعدام المناهج الدراسية وعدم توفرها في مدرسته الحكومية بمنطقة السبرة شرقي محافظة إب.
ويقول شهاب لمنصة ريف اليمن: “انتظرت وزملائي فترة طويلة ونحن يحدونا الأمل للحصول على المناهج المتأخرة، وخاصة الكتب العلمية الفيزياء والكيمياء، ولكن لا جدوى. يمتلك بعض الطلاب كتبا ممزقة حصلوا عليها من طلاب العام الماضي. أما أنا فقد اشتريتها من السوق”.
سوق سوداء للكتب المدرسية
يبلغ سعر الكتاب المدرسي الواحد 500 ريال لدى الباعة الذين يفترشون الأرصفة في الأسواق المحلية، ويحصل ذلك من دون أي اعتراض من قبل السلطات، في حين قال طلاب إن جهات رسمية تزود أولئك الباعة بالكتب وتتقاسم معهم الأرباح.
بالإضافة إلى تكاليف الشراء، هناك أيضا تكاليف أخرى تتمثل في تنقل طلاب الريف إلى المدينة، خاصةً سكان القرى الريفية البعيدة. يقول شهاب: “اشتريت كتابين بـألف ريال، بينما دفعت 3 آلاف تكاليف التنقل إلى المدينة، على متن الدراجة النارية”، ويشير إلى أن ذلك يمثل عبئا كبيراً على والده الذي يعمل بالأجر اليومي.
ونظرا لذلك، لجأ الطلاب والطالبات في المناطق الريفية إلى استخدام بدائل للتعويض عن نقص الكتب، منها الاستعاضة بالإنترنت، لكنها، حسبما أكد شهاب، غير مجدية ولا تفي بالغرض، بالإضافة إلى أن معظم الطلاب غير قادرين على استخدامها، في حين يلجأ بعض الطلبة إلى طباعة المنهج، لكن تلك الطريق يراها كثير من الطلاب مكلفة بسبب الأوضاع المعيشية.
بلال خالد أحد الطلبة الذين يستخدمون هذه الطريقة، قال إنه اضطر إلى طباعة بعض الكتب بغير ألوان؛ لأن عملية الطباعة الملونة مكلفة، وظروفه المادية لا تسمح له بذلك.
يدرس خالد في مدرسة زيد الموشكي بقرية العدراي، وينحدر من القرية نفسها، ويقول لمنصة ريف اليمن: “أنا وغيري من الطلاب نضطر إلى طباعة الكتب حتى نتمكن من مذاكرة الدروس بشكل جيد؛ لأن القراءة من شاشة الهاتف مرهقة لنا، بالإضافة إلى ضعف شبكة الإنترنت”.
“كثير من زملائي يستخدمون الهاتف المحمول من أجل مذاكرة الدروس اليومية، لكنهم يواجهون صعوبة في ضعف خدمات الإنترنت، فضلا عن المشاكل البصرية التي قد تسببها القراءة من شاشة الهاتف”، يضيف خالد.
ويرى التربوي بمكتب التربية بمحافظة إب، عبد الجبار عثمان، أن تأثير غياب المناهج الدراسية في المدارس الحكومية يختلف بحسب الكتاب وأهميته.
ويؤكد أن انعدام الكتاب الدراسي ينعكس سلباً على التحصيل العلمي للطلاب والطالبات في المراحل التعليمية الأساسية أكثر من الثانوية. ويضيف عثمان لمنصة ريف اليمن: “مشكلة عدم توفر بعض المقررات الدراسية مشكلة سنوية ناتجة عن تأثيرات الحرب بالدرجة الأساسية، وتبذل الجهات المعنية جهوداً كبيرةً من أجل توفيرها رغم شح الورق والحبر”.
وخلال السنوات الماضية تراجعت العملية التعليمية، ووصلت إلى أدنى مستوى لها. ووفقاً لمؤشر دافوس الخاص بترتيب الدول العربية في جودة التعليم، كانت اليمن خارج التصنيف نتيجة تدهور التعليم.
وتشير تقارير الصليب الأحمر إلى أن نحو 3 ملايين طفل غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة، بينهم 1.8 مليون بحاجة إلى مساعدة تعليمية عاجلة، في حين تقول الأمم المتحدة إن نحو 8.1 مليون شاب وشابة في سن الدراسة يحتاجون إلى الدعم العاجل لمواصلة تعليمهم في اليمن.
المصدر: ريف اليمن