اخبار هامة

    صراع يومي لا يتوقف بين سكان محافظة إب وميليشيا الحوثي.. هل يحدث الانفجار؟

    صراع يومي لا يتوقف بين سكان محافظة إب وميليشيا الحوثي.. هل يحدث الانفجار؟

    اب بوست-متابعات

    تعاني محافظة إب ذات الموقع الاستراتيجي، والغنية بمواردها وأبناءها، من وطأة سيطرة ميليشيا الحوثيين، الذين ينهبون خيراتها ويقمعون أهلها ويعملون جاهدين على طمس هويتها التاريخية والثقافية، منذ عشر سنوات، وتزداد آثارها ضراوة كل يوم، بالتزامن مع سعي الميليشيا المستميت للسيطرة على مواردها وتغيير هويتها وقمع أهلها ومصادرة حرياتهم.


    لم يكن اختطاف وتصفية وتهجير الكثير من أبناء المحافظة، قبل عشر سنوات، سوى خطوة ميليشيا الحوثي الأولى في طريق طويل من النهب المنظم للأموال الخاصة والعامة وانتهاك الحرمات وفرض نظام الغاب، حيث القوي يأكل الضعيف.


    يعد الحوثيون المحافظة غنيمة باردة مقتدين في ذلك بأسلافهم، ومنذ سيطرتهم عليها في العام ألفين وأربعة عشر عمدوا على تجريف الوظيفة العامة وتعيين موالين لهم من صعدة وعمران وغيرهما في المناصب الإدارية العليا، واستبدال القوات الأمنية والعسكرية المحلية بعناصر حوثية، كما جعلوا من إعلان الولاء الطائفي أساسا للحفاظ على الوظيفة بالنسبة لسكان المحافظة الأصليين.


    النصيب الأكبر


    يقول المحامي والناشط الحقوقي، عبدالرحمن برمان، إن محافظة إب هي من المحافظات المكتظة بالسكان وأيضا تعتبر من أكثر المحافظات تعرضا للانتهاكات بل أنها أصبحت هي وجهة المليشيا والمشرفين والنافذين لعمليات النهب والبسط والسيطرة على أموال وممتلكات الناس هناك.


    وأضاف: نحن نلاحظ منذ أن سيطرت ميليشيا الحوثي على المحافظات الشمالية، نالت محافظة إب النصيب الأكبر من هذه الانتهاكات بداية من أراضي الأوقاف التي تم شراءها وهي قطاعات واسعة، تم مصادرتها.


    وتابع: هناك الكثير من أبناء المحافظة، مغتربون في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي دول الخليج، لذلك يتعرضون لعمليات الابتزاز أثناء عودتهم وأيضا الاعتداء على ممتلكاتهم الخاصة من أجل الحصول على الفدية.


    وأردف: أنا هنا في أمريكا يعني سألني بعض أبناء إب كيف يتصرفوا مع مليشيات الحوثي للحفاظ على بيوتهم، يتصلون بي ويستشيرون بعد أن سيطرت الميليشيا على أراضيهم.


    وزاد: أيضا في ظل قطع المرتبات وازدحام محافظه إب ذات الكثافة السكانية، أدى ذلك إلى انتشار الفقر والحاجة والعوز.


    وقال: كثير من المواطنين لجأوا إلى بعض الأعمال الخاصة لكن مليشيا الحوثي يعني تعتدي عليهم وتحاول أن تفرض أجندتها، وأن تفرض إتاوات، وتقوم بإغلاق هذه المنشآت والمشاريع.


    وأضاف: الجبايات والضرائب العالية أدت إلى أن كثير من المنشآت أغلقت أو أصحابها تركوها وهجروها بسبب الخسائر التي يتعرضون لها.


    أعمال ممنهجة


    يقول الصحفي أحمد هزاع، إن ميليشيا الحوثي رأت أن محافظة إب، مغنم لها بشكل كبير جدا، فعندما ينزل مسلحوها من المناطق الشمالية من عمران وصعدة ويجدون من يستقبلهم، فتحت شهيتهم لنهب محافظة إب.


    وأضاف: موضوع سوق الجملة أو النادي الشعبي ليس الأول، فهناك أعمال ممنهجة من قبل ميليشيا الحوثي في عدة إدارات كإدارة الأوقاف التي نهبت معظم أملاك الناس.


    وتابع: قيادات ومشرفو الميليشيا، اليوم، ينزلون من صعدة وعمران، ويتحدثون أن لديهم إرث من أجدادهم من بيت حميد الدين، ومن بيت شرف الدين، ومن هذه المسميات التي يحاولون أن ينهبوا أبناء المحافظة بها.


    وأردف: المصادر تتحدث أنه ما زالت القوات الأمنية التابعة للميليشيا لا تزال على أبواب سوق الجملة، وهي منطقة حساسة وحيوية جدا في وسط المدينة وبجوارها مباني تتبع نادي الشعب، وهم يحاولون أن ينهبوا هذه المنطقة.


    وأوضح، كما يعرف الجميع أن محافظة إب معروفة بغلاء أسعار أراضيها، فتلك المناطق تعتبر ثروة كبيرة جدا ليتم نهبها بحجة أنهم يريدون نقل الأسواق من وسط المدينة.


    وزاد: اليوم نتحدث أيضا عن مبادرات من قبل بعض مشائخ محافظة إب، أن هناك من سيتم استثمار معسكر الأمن المركزي في مفرق جبلة، من قبل أحد أفراد ميليشيا الحوثي من صعدة.


    وقال: هناك الكثير من المناطق الذي تم نهبها على المغتربين، وهناك نهب للمحلات هناك استقصاد لأبناء محافظة إب بشكل مفرط.


    وأضاف: اليوم محافظة إب هي الوحيدة التي تتحدث في وجه الميليشيا ولذلك سكانها هم أكثر من يتم اختطافهم من قبل مليشيا الحوثي.


    وتابع: حتى صلاة الجمعة في مساجد إب لا يحضر الناس إلا وقت الصلاة، حتى لا يحضرون خطبة الجمعة، وكذلك لا يحضرون أعياد ومناسبات ميليشيا الحوثي رغم القمع ورغم الملاحقات ورغم المتابعات، ولهذا لا نريد أن نظلم أبناء المحافظة بطريقة غير مباشرة أنهم رضخوا لمليشيا الحوثي.


    وأردف:  أتحدى أي محافظة تسيطر عليها ميليشيا الحوثي أن يخرجوا ضد مليشيا الحوثي ويهتفون ضد مليشيات الحوثي، لكن إب هي الوحيدة من تهتف وتفضحهم وتعريهم دائما.


    منهجية ميكافيلي


    يقول وكيل وزارة العدل، فيصل المجيدي، إن الحركات الشمولية الاستبدادية الطائفية العنصرية الاستعلائية هي في الأساس لا تحتمل وجود رأي آخر، وبالتالي هي تستخدم أقصى درجات الدموية والقوة استنادا لمنهجية ميكافيلي في كتابه الأمير الذي حث الحاكم المستبد على إيقاع والإيغال في القتل حتى يؤدي ذلك إلى دهشة المجتمع واستسلامه لأخطار ما، ومن ثم يؤدي ذلك إلى حقيقة عدم وجود أي مقاومة.


    وأضاف: ميليشيا الحوثي من داخلها فارغة وبالتالي يقلقها أي صوت لخروج هؤلاء المواطنين، لذا نجد أنها تركز على المناطق المسالمة بإيقاع ضربات قوية جدا منها ظنا منها أنها باستطاعتها السيطرة، في حين أن محافظة إب وهي مثال للمدنية والسلمية لا توجد لها إلا وسائل سلمية، وهي في العادة حقيقة تستخدم مثل هذه الأمور.


    وتابع: لوحظ في الآونة الأخيرة بعد أن أصبحت مثل هذه الانتهاكات ظاهرة ووصل طمع الميليشيا وقياداتها إلى الأملاك العامة كما حصل في نادي شعب إب، هذا الأمر استفز أبناء محافظة إب لأنهم يعتبرون هذا النادي ملكية عامة لكل أبناء المحافظة.


    وأردف: الواضح أن ميليشيا الحوثي تستهدف الناشطين بشكل كبير، وأعتقد أن الجميع قد تحدث عن المكحل الذي تم قتله تحت التعذيب وغيره الكثيرين، فإذا كان الناس ساكتين، إلا أنهم في الأساس ناقمين على هذه المليشيا، وإذا ما وجدوا دعم حقيقي فإن الميليشيا ستسقط من داخلها.


    قناة بلقيس

    قد يعجبك ايضا!