محمود ياسين-خاص
فكر فقط.. ماذا لو ضبط جيش الكيان اعصابه ولم تدفعه النشوة لنشر الصور الأولى وفيديو مقتل يحيى السنوار؟
ماذا لو تمكنوا من ضبط اعصابهم ونقلوا جثة القائد لأحد الانفاق وألبسوه ما يريدون وما يمنح هيئة سيئة؟
لم نكن لنصدق، لكن ضجيجهم كان ليجعلنا في حالة سيئة، وكان الغالبية سيرقصون على ايقاع الكذبة، ويجدون صيغة ما وسياق للتهكم والشماتة مع يقينهم بتلفيق الصورة.
اعمتهم النشوة عن اتباع اسلوبهم في تزييف حقائق الاوطان ومآثر الرجال، وقدموا للعالم توثيقا وصورة مجسدة تتخطى الأساطير، ما يتجاوز حتى تلك الصورة في ذاكرة الاوروبيين للمحارب آرثر الذي وقف وحيدا على التل ليدافع عن بلاده مواجها جيشا كاملا بمفرده.
لقد تمكن يحيى السنوار من انتزاع اساطير شعوب العالم من صفحات المرويات الشعبية ومن ذاكرة آخر الجدات ومن النقوش ومن احجار آرثر وفرسانه، من على هامة خيل القعقاع ومن حوافر جيش المثنى وانتزع الاسطورة حتى من خالد في اليرموك وقال لها: "كوني بإرادة الواحد الجبار".
فكانت اللحظة حشدا من اساطير البشرية ومن حشرجات حناجر أعظم المحاربين وهم يلفظون انفاسهم الأخيرة وقد واجه كل منهم جيشا بأسره بينما سقط يحيى السنوار وقد أفرغ مخزونه من الم الانسان وغضبه بوجه كل جيوش الشيطان.
رغم اختناقي بالعبرات والقائد يرمي العصا وقد أثخن الرصاص والشظايا جسده، الا انني سرعان ما تعافيت وقد أدركت ان يحيى منح العرب والمسلمين وكل مضطهدي العالم عصا يتوكؤون عليها ويهشون بها ضباع الزمن الاخير.