نشوان النظاري-خاص
نريد دولة تعلي من قيم المواطنة، تؤمن بالعدالة الاجتماعية، وبالأحقية المطلقة بالحقوق والحريات. نريد رجال أمن لا بشمرجة مدفوعة الثمن مسبقا، تنساق خلف الممول وتمارس صلاحيات وتصرفات خارج السلطة المخولة لها. نريد تكافؤ للفرص ومساحة حقيقية للاتفاق والاختلاف ضمن سياقات القانون وفي حدود الوطن الفكرة الجامعة والهدف المشترك.
نريد مؤسسات دولة خدمية لا اقطاعيات خاصة واوكار للجباية وأوعية إيراديه، نريد مساحة لحرية الكلمة والإعلام لا سجن كبير وزنزانة مترامية الأطراف، نريد مرافق صحية لا سلخانات آدمية وبؤر استنزافية، قطاع الصحة أنهك المواطن البسيط وتحول إلى سوق سوداء مفتوحة ونافذة للثراء والربح على حساب ألم وأوجاع المرضى وعرق المتعبين والمسحوقين.
نريد فكر دولة يستوعب تطلعات وأحلام كافة فئات وقطاعات المجتمع، لا فكر أحادي فردي متعصب متخندق خلف مشاريع ضيقة بلا أفق أو حتى مساحات مفتوحة. نريد تعليم نوعي خال من التزمت والتطرف والغلو والشوائب الطائفية والعنصرية والمذهبية، تعليم يشجع على الإبداع والابتكار والمساهمة الفاعلة في خلق تنمية مستدامة.
نريد مواطنة كاملة، مواطنون بنفس الدرجة لا رعايا ورهائن، مساواة وعدالة اجتماعية وسياسية وفكرية وثقافية تحت سقف الدستور والقوانين النافذة، نريد عودة الجمعيات التعاونية والاجتماعية والمنظمات الجماهيرية ومعاودة إصدار الصحف والمجلات واحداث انفتاح سياسي وثقافي وإعلامي وخلق بيئة ملائمة لحياة كريمة، وتقبل الآخر مهما كانت توجهاته وقناعاته الفكرية والسياسية.
نريد فتح الآفاق الاقتصادية وتوفير فرص عمل للشباب وكافة الفئات العمالية الكادحة ومتوسط دخل يحفظ الكرامة بحدها الأدنى، لا نصف راتب يتفنن في إنجاز عملية فرز فئوي لم تحدث في تاريخ الأمم والشعوب.
نريد دولة تشجع وتدعم الفنون والآداب والمسرح والسينما والرياضة وتهتم بالبرامج التثقيفية والترفيهية وتنحاز لكل ما يمنح الحياة المتعة والشغف وممارسة الكثير من التجارب الواعدة.
