اب بوست-خاص
في إب، على سبيل المثال، كل شيئ متاح وجاهز للبيع، بإمكانك شراء أي ناشط أو إعلامي أو حتى كاتب محترف. الجميع هنا يُباع، جميعنا نقف في مزاد بمختلف الأسعار والاحجام، فقط يختلف الأمر من حيث القيمة السعرية للأفراد. تخضع العملية ربما لعدة حسابات، منها عمق الطرح، وحجم المتابعين وأسلوب العرض، وكثافة الحضور.
لذا من الصعب أن يكون هذا الخليط الغير متجانس كتلة واحدة. المصلحة تضرب بالعلاقات على نحو فظيع، بل أن علاقات الكبار، أعني كبار الإعلاميين والناشطين، مفخخة، ولا تجري المياه من تحت جسورها البتة، ثمة خلافات تطفو للسطح بين الفينة والأخرى تُظهِر هذه الحقيقة الدامغة، وتكشف خبايا النفوس وما يُدار خلف الكواليس والغرف المغلقة.
في إب يتبدى زمن الإنحطاط الحالي بكافة صوره وأشكاله الباهتة، فالإعلام، أقصد من يعمل في حقل الإعلام على نحو مهني بعيدا عن التدوينات الفيسبوكية، خليط من المنتفعين والمضطغنين والانتهازيين من جهة، ولفيف من المتسولين والدخلاء والادعياء والاغبياء من جهة أخرى، والجميع يمارس أدوارا لا ترقى لمستوى التوصيف الشعبوي السطحي القاصر والمفتقر لأدنى معايير التوصيفات المهنية الافتراضية.
تغرق نُخب إب، مجازا، بحالة انفصام الشخصية، يتحدثون عن المُثل العليا والنظم المجتمعية السوية على منصات التواصل الإجتماعي وكأنهم أنبياء ومرسلون، يدعون الفضيلة ويترهبنون بطريقة ابتذالية فجة باعثة للخجل، فيما هم على الواقع أناس عاديون يحملون قيم الخير ونوازع الشر ولهم طموحاتهم الجامحة وسلم أولويات تطغى في احايين كثيرة على بعض تلك الأخلاقيات، وتتطلب إختراق حتمي لبعضها، وهدم للبعض الآخر، فيما يترك الباقي كواجهة مشرقة تخفي الملامح الحقيقة المجردة من أية مساحيق.
من صفحة الكاتب على "فيسبوك"