اخبار هامة

    شاهد ماشفش حاجة

    شاهد ماشفش حاجة

    نشوان النظاري-خاص

    بالنسبة لي شخصيا، لا أطيق المدون الذي يكثر النشر حول مواضيع يجهلها بالمطلق، هذا التصرف الأرعن يستفزني حتى أقصى أعماقي. يشبه هذا التصرف فعل شاهد زور، مروج إشاعات، حاطب في ليل شديد الظلمة، مسوق غبي يمارس متعة التزلج على اليابسة ظنا منه أنه في مرتفعات الألب شتاءً.


    ثمة أخبار متواترة ومصادرها معروفة وتلك الأخبار أو المعلومات يمكن تداولها على نطاق واسع مع الأخذ بعين الاعتبار الملكية الفكرية لصاحبها. أقصد ثمة أخلاقيات وضوابط دينية واجتماعية تفرض علينا الالتزام بها سواء في الواقع أو عبر الشاشات الذكية، ولا ينبغي أن تسقط أو تنهار في هذه المساحات الافتراضية.


    ركوب موجة "الترندات" والبحث عن الاعجابات "اللايكات" أصبح وسواس قهري وإدمان فج يفصح عن كمية مهولة من التغول الرقمي والبحث عن الشهرة مهما كان الثمن. لقد صرنا رهائن الوهم الإلكتروني، وضحايا التداعيات الافتراضية النفعية والفيسلوجية.


    أتحدث هنا وقد أصبحت تلك التصرفات والسلوكيات ظاهرة مخيفة، لا أبالغ إن قلت إنها أصبحت تهدد السلم والأمن المجتمعي، فلا يكاد يمر يوم حتى نرى قضية ما تنطلق بسرعة البرق على صفحات السوشل ميديا، وتأخذ مسارات مختلفة وتحظى باهتمام وتفنيدات ووجهات نظر متفاوتة، لكن سرعان ما تتراجع إلا مجرد خطأ عابر، أو عدم التثبت من المعلومة أو سوء فهم من المصدر المجهول.


    تعي كافة شرائح المجتمع لا سيما جمهور النخبة أو الطبقة المثقفة، الأكثر تأثيرا، أو القراء الأذكياء، حقيقة ما يدور، تُراقب عن بعد بصمت مريب أو بوح صارخ يتجلى على هيئة تعليقات حادة أو تدوينات لا تخلو من الهزأ والسخرية. نحتاج لضبط البوصلة لا سيما الأسماء التي باتت اليوم مصدر ثقة للجمهور، أنتم أصدقائي من يعول عليه المجتمع في تشكيل رأي عام ولا ينبغي عليكم مطلقا أن تظهروا أي نوع من الهشاشة أو الركاكة أو نشر أية معلومات غير دقيقة.
     

    قد يعجبك ايضا!