اخبار هامة

    الخروج من الحفرة الحوثية!

    الخروج من الحفرة الحوثية!

    مجدي محروس-متابعات

    منذ انقلابه المشؤوم في العام 2014 وضع الحوثي اليمن كلها في حفرة لا قاع لها ولا قرار، تضيق باليمنيين مع مرور الأيام ويصبح الخروج منها أكثر تعقيداً.
     

    بالأمس تباهى الحوثيون بقدرتهم الصاروخية في إحداث حفرة هائلة في منطقة خالية بالقرب من مطار بن جريون في تل أبيب!
    لم يكتف الحوثي بتلك الحفرة كإنجاز عسكري فقط، بل ذهب بعيداً في تصعيده حيث أعلن الناطق باسم المليشيا أنه فرض حظراً جوياً على مطار بن جوريون.
     

    ساعات فقط، من إعلان الحظر الحوثي وتعلن إسرائيل إطلاق عملية أسمتها عملية: "مدينة الموانئ" أنهت من خلالها على ما تبقى من مظاهر الحياة بميناء الحديدة.
     

    قرابة خمسين صاروخاً وقنبلة ألقيت على الميناء وعلى مصنع إسمنت باجل بواسطة ثلاثين مقاتلة إسرائيلية كرد أولي على الحفرة الحوثية.
     

    و كالعادة يدفع اليمنيون الثمن من أرواحهم وأموالهم، عشرات المصابين من المدنيين والعاملين الأبرياء هي حصيلة الضربات الأمريكية /الاسرائيلية التي عادة ما تخطئ الحفارين الحوثيين.
     

    يعيش الحوثيون بمشاعر حفار قبور، لا يكترث لأوجاع الناس وآلامهم ولا تعنيه ملامحهم الحزينة بقدر ما يبحث عن أجرة عمله.
     

    من مخابئهم خرج الحوثيون بعد الضربات الاسرائيلية على ميناء الحديدة يعلنون التحدي والاستعصاء ويهددون بمزيد من الحُفر.
     

    وبما أن الضحايا أغلبهم من المدنيين والأبرياء فإن المليشيات الحوثية ستواصل المغامرة والمقامرة بمستقبل اليمن وحياة اليمنيين.
     

    يشعر الحوثيون بالزهو والانتعاش وتغمرهم السعادة عقب تلبية إسرائيل وأمريكا لدعوتهم لضرب اليمن. وتشاطرهم في تلك المشاعر بالتأكيد القيادة الاسرائيلية وهي ترى ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من ميناء الحديدة ورأس عيسى وغيرهما من مقدرات اليمن .
     

    لكم تمنى الحوثيون مجيء الغارات الإسرائيلية على اليمن وبذلوا جهوداً كبيرة في جلب واستدعاء كل القوى الدولية والقوات الأجنبية إلى المياه اليمنية.
    يرى الحوثيون في الضربات الأمريكية والإسرائيلية على اليمن الحلم الذي لطالما انتظروه وبنوا عليه أمجادهم الزائفة وبطولاتهم الوهمية. بل إن أحد قادتهم عبر قبل يومين عن خيبة أمله وشعوره بالاهانة وسوء التقدير لان المقاتلات الامريكية لم تقصف محافظته.
     

    و عندما أغارت الطائرات على المحافظه وحققت حلمه باستهداف مقدرات اليمنيين ومصالحهم، حمد الله وأثنى عليه.
     

    للضربات الأمريكية مهام محددة، وتعمل وفق قواعد اشتباك معدة مسبقاً ولها حساباتها الخاصة، وأي رهان عليها رهان خاسر.
     

    ومهما يكن تأثير تلك الضربات على قدرات الحوثيين القتالية وتدمير مخازن السلاح لديهم، إلا أنها لن تستعيد لنا الوطن ولن تعيدنا إلى بيوتنا وأهالينا.
     

    ويبقى الرهان دائماً وأبداً على أصحاب الارض وأهل الحق فلا يمكن أن تكون الضربة القاضية للحوثيين الإ بأيادٍ يمنية خالصة ولا يمكن الخروج من الحفرة الحوثية إلا بقرار يمني خالص ومن يراهن على غير ذلك فهو يعيش أحلاماً وردية.
     

    ومع أن كل الأطراف الدولية والاقليمية باتت مقتنعة بخطورة الحوثيين وضرورة التخلص منهم وعلى استعداد تام للتعاون مع الشرعية في حسم المعركة، إلا أنه من غير الواضح حتى الآن، كيف يمكن الخروج من حفرة الحوثيين في ظل المتغيرات الجديدة في بنية الشرعية وما مدى قدرتها على الانسجام والتوافق فيما بينها؟!
     

    أما من ركنوا منهم إلى رفاهبة الفندقة وامتيازات الإقامة خارج حدود الحفرة اليمنية فحاجتهم إلى تحرير أنفسهم أكثر من حاجة البلاد إلى التحرير.
    وطالما أن المجلس الرئاسي، لم يتخذ بعد، قرار الحسم ولا زال يتهيب صعود الجبال، فقد نظل لسنوات قادمة، لا سمح الله، بين الحفر!

     

    المصدر أونلاين

    قد يعجبك ايضا!