اخبار هامة

    نُخب إب.. قناديل نور يستميت الحوثي لإطفاء وهجها خلف القضبان

    نُخب إب.. قناديل نور يستميت الحوثي لإطفاء وهجها خلف القضبان

    اب بوست-خاص

    في الوقت الذي كانت تطلق فيه مليشيا الحوثي عناصر جباياتها تهيم في شوارع محافظة إب، لإجبار تجارها ومواطنيها إنارة واجهات محلاتهم ومنازلهم بالأضواء الخضراء بذريعة الاحتفال بمناسبة "المولد النبوي" الذي حولته إلى كرنفال استعراضي وتحشيدي لمشروعها الطائفي، كانت قد سبقت ذلك بإطفاء وهج نحو 100 منزل بحملة اختطافات طالت نخب وكوادر المحافظة.


    الحملة الحوثية التي بدأت في مطلع يونيو الماضي ولازالت مستمرة حتى اللحظة جاءت لتؤكد المؤكد وهو أن المليشيا الإرهابية لم تكن يوماً في تصالح أو تعايش مع نخب المجتمع ومفكريها، حتى وإن أوهمت بعض المغفلين بذلك لبعضٍ من الوقت.


    ثلة من نخب إب الذين على الرغم من معرفتهم بعداء المليشيا لهم ولمشاريعهم التنويرية وببطشها بكل من يخالفها إلاّ أنهم ارتأوا أن يبقوا في مدينتهم يعلمون أبنائها ويحملون على كواهلهم إنارة عقول شبابها بالمعرفة والقيم في مواجهة الدجل والخرافة وثقافة العنف والأفكار الهدامة. ورغم ذلك قامت مليشيا الحوثي باختطافهم وإخفائهم في أقبيتها في محاولة منها لخنق وهجهم وإسكات صوتهم.


    97 مختطفاً


    أظهرت الأرقام التي أحصاها محرر "إب بوست"، أن المليشيا اختطفت 97 شخصاً خلال الفترة الماضية، من كل فئات المجتمع توزعت بين 63 تربوياً (معلمين، إداريين)، و12 استاذاً جامعياً، و10موظفين حكوميين وقطاع خاص، و3محامين، و 3 أعمال حرة، طبيب وحيد.


    وتوزعت الاختطافات على 18 مديرية من مديريات المحافظة الـ20 وكانت أكثرها في مديرية ريف إب بواقع 14 حالة تلتها مديريتا حزم العدين والسياني بـ 10 حالات لكل مديرية، فمديرية العدين بـ 9 حالات، وحبيش بـ  7حالات اختطاف ، فيما توزعت بقية الحالات في مديريات السدة والمشنة ويريم وجبلة (5 حالات لكل مديرية)، ومذيخرة والقفر وذي السفال (4 حالات لكل مديرية)، والظهار والمخادر والنادرة، والرضمة (3 حالات لكل مديرية) وفرع العدين (حالتي اختطاف)، والسبرة حالة واحدة.

     

     


    الحوثي والعلم ضدان


    تتذرع المليشيا في جريرتها تلك بمزاعم وادعاءات زائفة لطالما دأبت آلتها الإعلامية تسويقها وهي أكذوبة "المؤامرة" ومخطط فوضى وما إلى تلك التبريرات الممجوجة التي لم تعد تنطلي على أحد، في حين أن الحقيقة هي أن المليشيا في تركيبتها عدوة للعلم والنجاح.


    لا مبرر للحوثي في حملته المسعورة ضد نخب وكوادر إب إلاّ أنه يكن الحقد والعداء لكل ماله صله بالعلم والثقافة والفكر، وأي تبريرات يطلقها غير ذلك فهي تهم كاذبة اعتاد الجميع على سماعها طوال 10 سنوات من الانقلاب.


    إب كعادتها مدينة تزخر بالكوادر في كل المجالات وذاك خطر داهم يراه الحوثي وتهديد لمشروعه الطائفي القائم على مزاعم الحق الإلهي في الحكم وتملك كل شيء.


    ترى المليشيا أنه باختطافها للنخب في إب، ستفرغ المجتمع من كوادره وسيتاح لها الفرصة لتفخيخ الشباب بأفكارهم الهدامة ونشر مشروعهم القائم على الدجل والخزعبلات. وستسجن المستقبل والأحلام والتطلعات وستبسط قبضتها على الأجيال القادمة.


    الكاتب الصحفي أحمد اليفرسي يؤكد هذا الأمر، بقوله إن الحوثي يختطف "هؤلاء الكبار الأحرار الشرفاء عيون المجتمع وقلبه وضميره، وضوؤه.. كي يخلو الجو لمجرميه وبلاطجته وفاسديه الطائفيين القتلة"...


    ويضيف في منشور على صفحته على فيسبوك، أن الحوثي باختطافه لهؤلاء الكوادر يريد أن يحول الشعب إلى عبيد، يتحول الشرفاء إلى خدم بين يدي اللصوص المجرمين، يتحول كافة أبناء الشعب إلى مواطنين درجة ثالثة..هو يغار من كل يمني شريف كريم متعلم، لابد أن يصير عبدًا له، مالم فهو عدو يجب قتله أو تغييبه وإهانته.


    إفراغ المجتمع


    الصحفي "محمد الأحمدي"، يرى أن مليشيا الحوثي الإرهابية تسعى إلى إفراغ المجتمع في محافظة إب من رموزه ونخبه التربوية والعلمية الممانعة عبر اختطاف العشرات منهم وتغييبهم في سجونها المظلمة.


    ويقول في منشور له على صفحته بالفيسبوك: "الذهاب إلى سلوك البطش والتنكيل بخيرة شباب إب ناجم عن حالة خوف وتوجس وريبة وقلق تعيشها هذه المليشيا المتوردة والدخيلة والمنبوذة في المجتمع الإبي، تعيش هذه الحالة منذ دخولها إلى المحافظة وتتعزز يومًا بعد يوم رغم كل أعمال البطش والترهيب والقمع".


    ويشير الأحمدي إلى أن المليشيا ومن خلال هذه الاختطافات تظن أن بمقدورها "إشاعة حالة من الرعب وكسر إرادة أبناء المحافظة الذين يفاجئونها كل مرة بانتفاضة جديدة وبأشكال مختلفة، بدءًا من نايف الجماعي وحميد الشعوري والوائلي وغيرهم وصولا إلى حمدي عبدالرزاق المكحل المغدور به". مؤكداً أن إبّ هي الخاصرة الرخوة في الجغرافيا الخاضعة لسيطرة المليشيا، وهي من ستقلب الطاولة على المليشيا وإلى الأبد.


    ضريبة الكرامة


    تحمل مليشيا الحوثي حقداً دفيناً على محافظة إب التي وقف وعي أبنائها ومقاومة أبطالها صداً منيعاً أمام تطييف المجتمع وتحويله إلى تابع لمشروعها الطائفي، ولذا فهي تعمد على مر السنوات أن تلحق الأذى بها واستهداف كرامتها وممارسة كل الانتهاكات لمحاولة قهرها وتركيعها.


    وفي هذا السياق يقول المهندس "وليد الجعور"، أن إب تدفع من عمر وحرية نخبتها ووجهائها وعلمائها وأبطالها الأحرار ثمنا باهضا لرفضها مشروع السلالة الكهنوتية الامامية الإيرانية.


    وأضاف: "يدفع أبنائها الاحرار رموز الحرية والكرامة ثمنا باهضا لكرامة جيل يعتز بانتمائه لجمهوريته، ويقف بشموخ حر أبيا يرفض الضيم والذل والخنوع والاستعباد.


    ويؤكد عبدالخالق عمران الصحفي المحرر من سجون المليشيا، هذا الرأي موضحاً أن نخبة وأحراء وشرفاء إب يقبعون في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية لأنهم تمسكوا بكرامتهم ورفضوا مشروع العبودية.


    ويشدد عمران أن هذا النهج الإرهابي يؤكد أن الحوثيين لا يعرفون سوى الاجرام وأن زوالهم مسألة وقت، وأن إب ستبقى عصية على الكسر ومنارة للحرية ورمزاً للجمهورية حتى يشرق فجر الخلاص.
     

    قد يعجبك ايضا!