محمد أبو راس-خاص
في محافظة إب، حيث كانت المدارس منابر للعلم، والمستشفيات ملاذًا للضعفاء، والمنتديات ملتقى للعقلاء، تحوّلت المدينة إلى ساحة اختطاف ممنهج تقوده عصابات مسلحة تابعة لمليشيا خرافة آل البيت الفارسية، تستهدف الكوادر التربوية، الأكاديميين، الأطباء، والشخصيات الاجتماعية المؤثرة.
لكن هذه الحملة ليست أمنية، ولا قانونية، ولا حتى انتقامية… إنها هستيريا سياسية، تعكس حالة هلع داخلي تعيشه قيادة الكهنوت، خوفًا من كوابيس التحرير القادم.
لماذا يخطفون النخبة؟
لأنهم يدركون أن النخبة هي من تُشعل الوعي، وتُحرّك الناس، وتُعيد تعريف الوطن.
ولأنهم يعلمون أن أي تحرك شعبي أو عسكري لتحرير المدن لن ينجح إلا إذا سبقه تحرك فكري واجتماعي تقوده النخبة.
فكان القرار: اخطفوا من يُمكن أن يُلهم الناس… قبل أن يُلهمهم التحرير.
كوابيس التحرير… وهلع السلالة
قيادات المليشيا تعيش في رعبٍ دائم من تحرك مفاجئ للمقاومة الشعبية، أو عملية عسكرية من الحكومة الشرعية والجيش الوطني، تُعيد المدن إلى حضن الجمهورية.
وهذا الرعب يتضاعف مع كل يوم يزداد فيه غضب الناس، وجوعهم، وانكسارهم الاقتصادي.
فالمواطن في إب لا يجد راتبًا، ولا دواءً، ولا كهرباءً، ولا كرامةً.
والمليشيا، بدلًا من أن تُصلح، تُخطف، وتُرهب، وتُراكم الكراهية.
اختطاف المعلمين… اغتيال المستقبل
المعلمون في إب يُختطفون من مدارسهم، يُسجنون بلا تهم، ويُمنعون من التواصل مع أسرهم.
الهدف واضح: كسر العمود الفقري للتعليم، وتفريغ المدارس من كل من لا يسبّح باسم السلالة.
من لا يُدرّس "الولاية"، يُدرّس في الزنزانة.
الأكاديميون… بين التهديد والتصفية
أساتذة الجامعات يُستدعون للتحقيق، يُمنعون من السفر، ويُختطفون لمجرد مشاركتهم في نقاشات فكرية أو رفضهم الخضوع.
الجامعة التي كانت منارة، صارت رهينة، والمليشيا تريد أن تُعيد صياغة العقل اليمني على مقاس خرافة آل البيت.
الأطباء… من علاج المرضى إلى مواجهة المرض السياسي
حتى الأطباء لم يسلموا.
منهم من اختُطف لأنه رفض تزوير تقارير طبية، ومنهم من أُخفي قسرًا لأنه عالج جريحًا لا ينتمي للسلالة.
الطب صار جريمة، والضمير الطبي صار تهمة.
الشخصيات الاجتماعية… من وسطاء سلام إلى أهداف تصفية
الوجهاء، مشايخ القبائل، والمصلحون الاجتماعيون، يُختطفون لأنهم يُصلحون، لأنهم يُطفئون نار الفتنة، لأنهم لا يخضعون.
المليشيا لا تريد وسطاء، بل تُريد مشرفين.
من لا يُبايع، يُختطف.
هذه ليست حملة أمنية… إنها حملة تصفية وطنية
ما يحدث في إب ليس حالة فردية، بل سياسة ممنهجة لتجريف النخبة اليمنية، وتفريغ المجتمع من رموزه، وتحويله إلى قطيع يُقاد من سرداب.
وما بدأ باختطاف كوادر الإصلاح، امتد ليطال كوادر المؤتمر، والناصري، والبعث، والسلفيين، وكل من لا ينتمي لخرافة آل البيت الفارسية.
نطالب بالإفراج الفوري عن جميع المختطفين في إب
نحمل مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن سلامتهم
نُدين صمت المجتمع الدولي، وتواطؤ من يبرر الجريمة
ونُجدد العهد: لن نترك نخبتنا وحدها في وجه الكهنوت
ونُحذر: اختطاف النخبة لن يُطفئ جذوة التحرير، بل يُشعلها
إب ليست مدينة مختطفة، بل ضميرٌ يُقاوم.
وكل من يُختطف فيها، هو شاهد على أن اليمن لا يُركع، وأن الجمهورية لا تُهزم.