اخبار هامة

    الحوثي في إب.. سجل حافل في الحرب على القرآن وأهله (تقرير خاص)

    الحوثي في إب.. سجل حافل في الحرب على القرآن وأهله (تقرير خاص)

    اب بوست-خاص

    لم تكن مراكز تحفيظ القرآن الكريم ومعلموها وطلابها في محافظة إب (وسط اليمن)، بمنأى عن حملة الانتهاكات التي ترتكبها عصابات وعناصر من يدّعون زيفاً أنهم "مسيرة قرآنية"، فقد طالهم الأذى الحوثي طوال سنوات الانقلاب العجاف، في امتداد لنهجٍ إجرامي لم تسلم منه أي فئة أو شريحة في المجتمع.


    وفي حملة الاختطافات الأخيرة التي شنتها مليشيا الحوثي في إب واستهدفت 97 شخصاً بينهم 63 تربوياً كان لمعلمي القرآن ومراكزه نصيباً من هذه الحملة، حيث طالت عدداً من مشايخ القراءات والأكاديميين المتخصصين بعلوم القرآن والفكر الإسلامي، فضلاً عن اقتحام وإغلاق العديد من مدارس التحفيظ وطرد الطلاب منها.


    الهجمة الحوثية ضد القرآن الكريم ومعلميه بدت وكأنها منظمة حيث بدأتها المليشيا بمحاصرة وقتل الشيخ صالح حنتوس وإغلاق مركز القرآن الذي يديره في ريمه، لتواصل بعد ذلك حملتها في إب والبيضاء وتعز، وتشير التقديرات إلى أن المليشيا اختطفت العشرات من معلمي القرآن في المدارس ومراكز التحفيظ بتلك المحافظات خلال الأشهر الماضية.


    حرب على القرآن وأهله


    خلال حملتها المسعورة ضد نخب إب وكوادرها في الأشهر الماضية، جابت فرق القمع الحوثية الشوارع والأحياء والقرى .. المساجد ودور القرآن والجامعات، وانتقت بعناية كل من لهم علاقة بالقرآن وتعليمه، اختطفتهم وغيبتهم في سجونها حتى يتسنى لها تعبئة النشء وطلاب المدارس والجامعات والمساجد بخزعبلاتها وتلقينهم طلاسم ملازم الصريع حسين الحوثي التي تنسبها ظلماً وجوراً بالقرآن وتفجر أكثر بوصف ما يقوله بأنه بمنزلة "القرآن" أو قرينه، أستغفر الله "عما يقولونه علواً كبيرا".


    وبحسب ما رصده "إب بوست"، فإن مليشيا الحوثي اختطفت خلال الفترة الماضية الدكتور 19 من معلمي القرآن ومشائخه والعاملين في مؤسسات تعنى بالقرآن وعلومه ومن بينهم "محمد قائد عقلان"، مدير دار القرآن الكريم بمنطقة اليهاري في مديرية ريف إب، كما اختطفت الدكتور في علوم القرآن وشيخ القراءات "علي محمد محب الدرب"، والحافظ الشيخ محمد نعمان أحمد الخولاني، مدير مركز الإقراء والإجازة بالسند في الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم بمحافظة إب، والذي يًعتبر من كبار حفاظ القرآن الكريم بالقراءات العشر، إلى جانب الدكتور صادق عبدالله الكريم اليوسفي، أستاذ الفكر الإسلامي بجامعة إب، و التربوي محمد مارس السلمي، مدير جمعية معاذ العلمية لخدمة القرآن الكريم.


    كما قامت المليشيا خلال الفترة بطرد طلاب مركز التحفيظ في مسجد السنة في مديرية العدين بعد أن استولت على المسجد وعيّنت موالين لها بإدارته.


    وفي ذات السياق أغلقت مليشيا الحوثي الإرهابية، مركز "تاج الوقار" لتحفيظ القرآن الكريم في قرية "الكلمة" بعزبة دار الوادي، في مديرية المخادر شمالي محافظة إب.


    وبحسب مصادر محلية فإن المركز الذي يستفيد منه عشرات الطلاب، كان يشرف على عدد من الحلقات القرآنية، إلى جانب دروس في علوم الشريعة.


    تاريخ حافل بالانتهاكات


    للمليشيا سجل حافل بالانتهاكات التي تطال مدارس القرآن الكريم وأهله من معلمين وطلاب في المحافظة، وخلال السنوات الماضية وثقت التقارير الحقوقية اختطاف المليشيا العشرات من معلمي وطلاب القرآن الكريم في إب.


    وعلى مستوى مدارس ودور القرآن الكريم كشف تقرير للشبكة اليمنية للحقوق والحريات، أن مليشيا الحوثي أغلقت (467) مدرسة ودور لتحفيظ القرآن،  في عدة محافظات يمنية من بينها إب، خلال الفترة من 1 يناير 2015م وحتى 30 يونيو2025م.


    وفي محافظة إب، وثق "إب بوست" عشرات الاقتحامات والاستيلاء على مدارس ودور القرآن ونهبها وطرد طلابها الذين يُعدون بالآلاف منها، وإغلاق بعضها وتحويل البعض منها إلى مدارس للتعبئة الطائفية كما هو الحال في دار القرآن الكريم في منطقة اليهاري بريف إب، ومسجد التوحيد في منطقة المعاين بمدينة إب، ومركز الهدى لتحفيظ القرآن الكريم في عزلة جبل معود بمديرية ريف إب، ومركز تحفيظ القرآن الكريم في سوق الدليل بمديرية المخادر، ومركز الزهراء في شارع العدين بمدينة إب، ومركز الشافعي في ريف إب، وعشرات المراكز والمدراس والحلقات القرآنية في مساجد مركز المحافظة ومديرياتها.


    كما وثق "إب بوست"، حوادث اقتحام لعدد من دور القرآن بما في ذلك دار القرآن بذي إشراق في مديرية السياني، وحادثة تفجير لدار القرآن الكريم في مديرية يريم مع دخول المليشيا للمحافظة خريف 2014م.


    ما دوافع هذه الحرب؟


    الأستاذ عبد الله على البعداني ـموجه أول مادة القرآن ومسؤول التعليم في إحدى الجمعيات القرآنية بمحافظة اب ـ  يقول إن استهداف للحوثي لدور القرآن لأنه يرى أن هذه الدور تبني جيلاً يعرف القرآن الصحيح ويرفض الظلم، وهذا يتعارض مع مشروعه الذي يقوم على تعبئة الناس بفكره الخاص. لذلك أغلق مئات الدور، واقتحم مراكز معروفة مثل دار الحديث في دماج وشرد طلابها، واعتقل عشرات المعلمين في إب وذمار وصنعاء وبقية المحافظات.


    وشدد في حديث لـ "إب بوست"، أن هذه ليست حوادث عابرة، بل سياسة ممنهجة لتغيير وعي المجتمع، موضحاً أن ما يسمونه "مسيرة قرآنية" شعار للاستهلاك الإعلامي فقط.


    وأردف: الحقيقة أنهم يريدون "قرآن بنكهتهم الخاصة"، قرآن يبرر حكم السلالة ويشرعن العنف باسم الدين. القرآن الذي نحفظه ونعلمه للطلاب يفضح هذا الانحراف، لذلك نحن أول المستهدفين.


    وعن دوافع الحوثي من هذه الانتهاك يُشير البعداني إلى أن الحوثي يسعى للسيطرة الكاملة على التعليم الديني والفكري. يريد أن يخلو الميدان من أي تعليم مستقل، فيحوّل دور القرآن إلى مراكز طائفية، ويجبر الطلاب على حضور دورات تعبئة بدلاً من حفظ القرآن، مؤكداً الهدف واضح: صناعة جيل يردد شعاراتهم بدلاً من آيات القرآن، جيل خاضع لا يعرف إلا طاعة زعيم المليشيا.
     

    قد يعجبك ايضا!