اب بوست-متابعات
أحيّا أبناء محافظة إب (وسط اليمن)، الذكرى الـ 63 لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة، رغم الإجراء ات الأمنية المشددة والممارسات التي القمعية التي انتهجتها مليشيا الحوثي للحد من أي مظاهر شعبية للاحتفال بالمناسبة.
وقالت مصادر "يمن شباب نت"، إن عدداً من مديريات المحافظة شهدت احتفالات شعبية بإطلاق الألعاب النارية وإشعال النيران في أعالي الجبال ومن على أسطح المنازل. ناهيك عن الاحتفالات الواسعة على مواقع التواصل الاجتماعي والتعبير عن ذلك بإطارات سبتمبر أو التوشح بالأعلام الوطنية.
وأوضحت المصادر أن مدينة إب شهدت إطلاق ألعاب نارية من أسطح عدد من المنازل، ابتهاجاً بالمناسبة، رغم التشديدات الحوثية. مشيرة إلى أن عناصر حوثية طاردت شباناً أطلقوا ألعاب نارية في السوق المركزي بالمدينة القديمة.
وفي مديرية بعدان والسبرة والسدة وجبلة وريف إب، شهدت المديريات احتفالات شعبية بإيقاد شعلة الثورة من أعالي الجبال وأسطح المنازل، قابلتها المليشيا الحوثية بالمطاردات وحملة اختطافات.
انتشار أمني ومنع مظاهر الاحتفال
أكدت مصادر "يمن شباب نت"، أن مليشيا الحوثي نشرت عشرات الأطقم والمركبات في شوارع مدينة إب ومداخلها، وفرضت عمليات تفتيش دقيقة.
وأوضحت المصادر أن المليشيا قامت منذ صباح الخميس بنشر أطقم في مداخل الشوارع وتفرعاتها وقامت بحملة تفتيش واسعة، زادت مع بداية المساء.
المصادر ذكرت أن المليشيا صادرت أعلاماً وطنية كانت مع أطفال وشبان في السيارات وأخرى معلقة على المركبات واختطفت عدد من المواطنين، في محاولة لمنع أي مظاهر بالمناسبة.
وأشارت المصادر إلى أن مليشيا الحوثي شددت من إجراءات التفتيش في مداخل المدينة ونشرت أطقم إضافية مع حلول الليل، وطاردت محتفلين في مديرية جبلة والمشنة، كما قامت بمنع إيقاد حفل شعلة الثورة في المركز الثقافي في مخالفة لما جرت عليه العادة طوال السنوات الماضية.
ونوهت المصادر إلى أن المليشيا وزعت عناصر من الأمن والمخابرات في الأحياء وأماكن التجمعات ونشرت شائعات كما عممت على عدد من الناشطين، أن أي مظاهر احتفال بالمناسبة ستعتبرها المليشيا تعبيراً عن فرح المحتفلين بالغارات الإسرائيلية التي استهدفت صنعاء مساء أمس وسيعرض أصحابها للملاحقة.
الإجراءات الحوثية ذاتها انعكست على مراكز المديريات والمدن الثانوية التي شهدت إجراءات أمنية مشددة وانتشار واسع لعناصر وأطقم المليشيا وفقا للمصادر.
حملة اختطافات
لم تكتف المليشيا بالإجراءات الأمنية المشددة وحملة الترهيب التي صاحبتها في محاولاتها لمنع أي مظاهر احتفالية شعبية بالمناسبة، التي اعتبرتها داخليتها بأنها تندرج ضمن "مخططات معادية تستهدف الجبهة الداخلية وتسعى لإثارة الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار"، بل عمدت إلى حملة اختطافات لمحتفلين.
وذكرت مصادر محلية من مديرية السدة ـ مسقط رأس مهندس ثورة 26 سبتمبر علي عبد المغني ـ أن مليشيا الحوثي اختطفت وجاهات اجتماعية كما منعت شبان وناشطين من إقامة فعاليات احتفالية وأخذت منهم تعهدات بذلك.
وأوضحت المصادر أن المليشيا اختطفت الضابط (سلمان يحيى عبدالله التويتي)، والأمين الشرعي للمديرية (محمد رزق الخوبري)، إضافة إلى الوجاهة المجتمعية عبدالله محمد أحمد الخوبري، والأستاذ سليمان محمد أحمد الخوبري.
وفي مديرية بعدان، اختطفت مليشيا الحوثي الشاب (ليث حسن ناجي ملهي)، أحد أهالي قرية ميفع، لرفعه العلم الوطني. وتشير المصادر إلى أن اللهبي، يتيم الأب، ويعمل على دراجة نارية لتوفير مصاريف عائلته، فيما باتت أمه وشقيقاته في حالة يرثى لها جراء الخوف والقلق عليه.
وفي مدينة القاعدة بمديرية ذي السفال (جنوب إب)، أقدمت مليشيا الحوثي على اختطاف الشابين (معاذ عباس الحسني، وأحمد نعمان البريهي) وأقفلت بقالة يعملان بداخلها وذلك بسبب رفعهما العلم الوطني على واجهة المحل احتفاءً بذكرى الثورة.
وكانت المليشيا قد بدأت قبل أيام حملة اختطافات في عدد من مديريات المحافظة طالت تربويين ومحامين وناشطين محتفلين بثورة 26 سبتمبر المجيدة.
تحدٍ مجتمعي
في مدينة السدة، مسقط شاعر ومهندس الثورة علي عبدالمغني، شددت مليشيا الحوثي من إجراءاتها قبل المناسبة بأكثر من أسبوع، وأشارت المصادر أن المليشيا اختطفت عدد من المواطنين، كما قامت بجمع وجاهات من المنطقة وألزمتهم بالتعهد بعدم إقامة احتفائية شعبية بالمناسبة.
كما قامت بتوقيع تعهدات من مواطنين وناشطين بعدم إقامة أي مظاهر فرائحية بالمناسبة، وهددتهم بالخطف والتغييب حال مخالفتهم لتلك التعهدات.
وفي هذا السياق أشارت المصادر إلى أن المليشيا حولّت مركز المديرية إلى أشبه بثكنة عسكرية حيث نشرت العديد من الأطقم المسلحة، ونشرت مسلحين في الأزقة والشوارع، رافق ذلك حملة ترهيب ومداهمات واختطافات.
وأكدت المصادر على أن الإجراءات الحوثية قوبلت بتحدٍ وإصرار من المجتمع الذين احتفلوا كلا بطريقته، كما قاوموا القمع الحوثي بشجاعة وبسالة.
ولفتت المصادر إلى أن عددا من نساء إحدى حارات مدينة السدة، تصدت لمحاولة اختطاف عدد من أبناء الحي بعد مداهمة حملة حوثية منزلاً واختطاف عدد من الشباب الذين كانوا بداخله، حيث شكلن درعاً بشرياً أمام الأطقم الحوثية في مشهد بطولي ومنعت تحركهم، ما أجبر المليشيا على إخلاء سبيل الشباب المختطفين، والاكتفاء بأخذ تعهدات من الشبان بعدم الاحتفال بالمناسبة.
المصدر: يمن شباب نت