اخبار هامة

    حين يُستهدف رجال الصف الأول

    حين يُستهدف رجال الصف الأول

    ياسين التميمي-خاص

    رحم الله الشهيدة افتهان المشهري، لم تكن الضحية الوحيدة في الجريمة التي أودت بحياتها وإليكم السبب.


    القاتل المتسلسل محمد صادق الباسق أطلق رصاصاته العشرين أو أكثر على جسدها، وسرعان ما تناسل القتلة وبدوافع مختلفة تماماً ليطلقوا بدورهم رصاصاتهم المادية والمعنوية الجاهزة لقتل خصومهم بذات المستوى من البشاعة والإجرام وسوء الخلق.


    صورة الشهيدة التي انتصبت في مواجهة المقر العام للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة تعز،   - ولهذا ماله من دلالة- كُتبت عليها عبارة"عيب رجال الصف الأول يمتسح تاريخهم بسبب صعاليك"، في إصرار متعمد على الزج برجال الصف الأول في جريمة  ارتكبها أشخاص معروفون ودوافعهم معروفة ومعلنة، ولم يقم المحافظ نبيل شمسان بواجبه لمنع وقوع هذه الجريمة التي هدد بارتكابها القاتل قبل أكثر من شهر من وقوعها.


    هذه عبارة تحريضية ومنافية للقانون، لأنها تصادر حق السلطات في التحقيق وإثبات التهمة أو نفيها عن كل ما يمكن أن تكون له علاقة بالجريمة.  


    تتحمل السلطة المحلية ومحافظ تعز شخصياً المسؤولية الأخلاقية والجنائية عن الدلالات الخطيرة والجنائية التي تنصح بها هذه العبارة حينما تستهدف رجال الصف الأول، وهو توصيف دقيق لهؤلاء الرجال الذين حازوا هذه المكانة وارتقوا سدة القيادة ببطولاتهم وتضحياتهم وإنجازاتهم التي أعادت مدينة تعز ملاذاً آمناً لهؤلاء المتجاوزين والمصرين  على حرف مسار العدالة، الماضون  بتدبير استخباري محكم في ممارسة القتل المعنوي المقصود لرجال الصف الأول في تعز وطي صفحة بهية من تاريخ المحافظة.


    تأملوا الصورة مجدداً ولاحظوا المبنى الذي يوجد فيه مقر الإصلاح، وانظروا آثار الرصاص والقذائف من مختلف العيارات، التي استهدفت هذا المقر ومعه الإصلاح ورجال الإصلاح في بواكير العدوان الانقلابي على المحافظة.


    قبل الحرب تجمع المئات من مقاتلي النخبة التابعة للحوثة في محيط مدينة تعز، استعدادً للمعركة ومن خلفهم 12 لواءً عسكرياً،  جميعهم هاجموا تعز وأرادوا الفتك بأهلها وإخضاعهم وبدأوا بقادة ورجال ومقاتلي الإصلاح..


    رجال الصف الأول ورجالهم هم من وقف في وجه هذا العدوان فيما  كان قسمٌ من السياسيين والقادة المنخرطين في شبكة النظام القديم يقاتلون من أجل تسليم تعز للانقلابيين  وحرمان أبطالها من شرف المواجهة والانتصار وإفشال المشروع الإنقلابي الإمامي البغيض.


    لقد فشلوا ولكنهم لم يتوقفوا فقد استخدموا كتائب أبي العباس تؤيدها كتائبُ الظاهرة الحزبية الصوتية شديدة الضجيج لشيطنة المدافعين عن تعز في ذروة المعركة، وفشلوا وسقطوا.. وهاهم يعودون بطرق وأساليب مختلفة،  ويواصلون تنفيذ الوصية الشهيرة"دقوهم بالقناصة".


    عودوا وتأملوا صورة المبنى ستجدون أن الإصلاح؛ هذا الحزب الكبير لا يزال مشغولا بالتهديد الأمني لتعز من قبل الانقلابيين القدامى والجدد، ويعجز عن ترميم مقره بسبب الفقر الذي يجتاح تعز ومعها هذا الحزب الكبير.


    تحية إلى رجال الصف الأول في تعز..  تحية لقائد المقاومة وقادة المقاومة ومقاتليها وشهدائها وجرحاها.. اللهم احفظ تعز وأهلها واحفظ اليمن وأعده إلى طريق الحرية والكرامة.

    قد يعجبك ايضا!