اخبار هامة

    ناشطو إب على مواقع التواصل الاجتماعي ودورهم في تبني قضايا محافظتهم..(استطلاع)

    ناشطو إب على مواقع التواصل الاجتماعي ودورهم في تبني قضايا محافظتهم..(استطلاع)

    اب بوست-خاص

    يلعب ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي دورًا مهمًا في التعريف بقضايا المجتمع، وكشف الانتهاكات التي تمارس ضده، خصوصًا في ظل الحروب والصراعات التي تشهد عادة تضييقا على الصحفيين ووسائل الاعلام، وتصبح وسائل التواصل هي الملاذ الآمن لكشف الانتهاكات، والاسهام في معالجة الاختلالات.

     

    محافظة إب، لم تكن بعيدة عما جرى ويجري من أحداث في البلاد، وكان لناشطيها دورًا مهمًا في التعريف بقضايا المجتمع، ونقلها للرأي العام أولا بأول، فما من واقعة تجري إلا وكان للناشطين دور في التفاعل معها، ونشرها على نطاق واسع، لتؤكد حقيقة أن ما يقوم به ناشطو وسائل التواصل دور لا يستهان به.

     

    ورغم الأمور الإيجابية التي تحسب لناشطي وسائل التواصل الاجتماعي في اب، إلا أن هؤلاء الناشطين تقع على عاتقهم أدوار أكبر في توحيد الجهود تجاه قضايا المحافظة، والجرائم المنتشرة فيها، والتي تصدرت وفقا لإحصائيات رسمية المحافظة الأعلى من حيث انتشار الجرائم الجنائية.

     

    فعلى الرغم أنها نجت من الحرب؛ لكنها لم تنج من شظاياها المدمرة، فكان لظواهر كثيرة انتشرت مؤخرا في المحافظة مثل الجرائم الأسرية والانتحار، وغيرها من الظواهر، وباتت أخبار إب تتصدر وسائل الإعلام، وهو الأمر الذي يؤكد دور ناشطي وسائل التواصل في التعريف بقضايا المحافظة الرئيسية، وعدم الانغماس في قضايا هامشية.

     

    وعطفا على ما سبق، استطلع "إب بوست" آراء عدد من الناشطين في محافظة إب، للحديث حول أدوار الناشطين في محافظة إب تجاه محافظتهم، في ظل الظروف التي تمر بها البلاد اليوم، وخرجنا بهذه النتيجة.

     

    تحصين الجمهورية 

     

    البداية كانت مع الناشط وليد الشعوري، الذي أكد أن محافظة إب تمتلك جيشًا كبيرًا من النشطاء والإعلاميين، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى ان هؤلاء الناشطين "نجحوا في كثير من الأحيان في تحويل بعض الجرائم والأحداث والانتهاكات التي حدثت داخل المحافظة الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى قضايا رأي عام تفاعل معها الكثير من اليمنيين". 

     

    واعتبر الشعوري في حديث لـ"إب بوست"، أن الناشطين "قد نجحوا في كشف الصورة الحقيقية للحوثيين"، مستدركا "أن ذلك غير كافٍ؛ فالمعركة الوطنية تستدعي بذل أقصى الجهود الإعلامية في إسقاط الخرافة الإمامية، وهزيمة أتباعها، وتحصين الجمهورية، واستعادة الدولة". 

     

    وشدد على ضرورة توجيه بوصلة هؤلاء الناشطين، وتحديد مساراتهم، وتوظيف قدراتهم، وتسخير الإمكانيات الضرورية بما يخدم المعركة الوطنية، مؤكدا أن تحديد بوصلة الناشطين، لخدمة المعركة الوطنية "ستكون له نتائج مبهرة"، بالنظر إلى "ما قدمته المحافظة من مواقف بطولية وتضحيات جسيمة في معركة الوطن ضد بقايا الإمامة". 

     

    وقال الشعوري إن "أهمية موقع المحافظة الجغرافي، وعمقها العربي والجمهوري، وتاريخ أبنائها المشرّف، الرافض لدجل الإمامة وكهنوتها منذ القدم، يحتم على كل إعلامي محسوب عليها أن يكون صوتًا وطنيًا، وقلمًا حرًا، رافضًا للظلم والتسلط والعنصرية واستعباد الناس لصالح أسرة وسلالة تدعي أفضليتها على اليمنيين، وتجيز لنفسها حكمهم بالقوّة والقهر". 

     

    وفي الوقت الذي وصف الناشط وليد الشعوري، الناشطين والإعلاميين بـ"المحاربين بأصواتهم وأقلامهم"، فقد أكد على الدور البارز الذي يلعبوه تجاه نصرة قضايا المحافظة، وأن "الجمهورية لن تنتصر ما لم يكن الاعلاميين في طليعة المدافعين عن قضاياها" وفق تعبيره.

     

    تحديات ولكن؟

     

    بدروه، أكد الإعلامي محمد صالح أبو رأس، أن "دور وواجب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، هو الصمود إلى جوار شعبهم ومحافظتهم لمواجهة الوضع المُزري الذي خلفه انقلاب مسلحي مليشيا الحوثي الإرهابية، ومن تحالف مع محور الملالي الشيطاني ضد اليمن والجزيرة العربية".

     

    وأشار أبو رأس في حديث لـ"إب بوست"، إلى أن "هناك تحديات وصعوبات تواجه نشطاء التواصل الاجتماعي والإعلام عمومًا، كونهم يعملون تحت الرقابة الكهنوتية، الذي ترى في كل قلم حر ينتقدها أو يشير لجرائمها وانتهاكاتها اليومية ضد اليمنيين ترى فيه عدوًا، وتسعى لإسكاته وترهيبه بكل الطرق".

     

    وأكد أبو رأس، "من يتواجد في مناطق خاضعة لسيطرة المليشيا يعيش مخاوف حقيقية من أي انتهاكات وعقوبات قد تناله دون رحمة".

     

    كشف جرائم الحوثيين

     

    من جهته، أشار الناشط أحمد هزاع، أمين عام حركة رفض، وهو مختطف سابق لدى مليشيا الحوثي، أكد "أن أهم أدوار ناشطي المحافظة هو فضح جرائم ميلشيا الحوثي، وإيصال أصوت كل أبناء المحافظة، سواء كانوا في داخل المحافظة أو خارجها".

     

    وأوضح أحمد هزاع في حديث لـ"إب بوست"، أن "ناشطي إب وعبر مواقع التواصل الإجتماعي استطاعوا فضح جرائم الحوثي بصورة دائمة، وتوثيق معظم الجرائم ورصد الانتهاكات"، مؤكدا أن "مواقع التواصل تعتبر وسيلة مهمة لنشر الوعي بين المجتمع حول الظواهر الدخيلة على المجتمع، وطرق الخلاص منها، وأيضا من المهم البحث عن تمويل صانعي المحتوى بنشر مواد مرئية للتحذير من مخاطر المليشيا وتجنب الوقوع في شراك عصاباتها".

     

    وقال أحمد هزاع، "عند المقارنة بين إعلاميي اب وبقية الاعلامين التي تحت سيطرة الحوثي نجد أن نقل وفضح المليشيا في المحافظة كبير جدا، أسوة ببقية المحافظات، وبالتالي فإن العمل الجبار الذي يقوم به ناشطي المحافظة يحسب لهم". 

     

    وأشار إلى التحديات التي تواجه الناشطين، أولها "غياب الدور الرسمي ممثلا بوزارة الاعلام أو قيادات المحافظة حيث لم يلقَ أي من الناشطين والإعلاميين أي تجاوب أو أي دعم من أجل نقل معاناة المواطنين في المحافظة"، لافتا إلى "غياب السلطات الشرعية والمنظمات الحقوقية المساندة لأبناء المحافظة، وتوثيق الجرائم التي ترتكب بحقهم". 

     

    وحمّل الناشط احمد هزاع، "وزارة الاعلام، المسؤولية الكاملة في عدم مناصرة قضايا إب، والوقوف إلى جانب أبنائها وتسليط الضوء على الجرائم، وفضح المتهمين وتعريتهم أمام الرأي العام، وكذا دور الاعلام الرسمي الغائب عما يحدث في المحافظة، وعدم وجود دور مهم للسلطة المحلية التي اكتفت بالمشاهدة لما يحدث وعدم التجاوب مع متطلبات المرحلة، والوقوف بجدية مع كل القضايا التي قد تسهم في تحسين دور الناشطين وفضح جرائم الحوثي".

     

    وشدد على ضرورة "الالتفات لهذه الشريحة المهمة التي تعتبر حلقة وصل لأبناء المحافظة مع العالم الخارجي"، منوها إلى أن "الكثير من هؤلاء الناشطين والإعلاميين تعرضوا للاختطاف أو الملاحقة وهم الان متواجدين خارج المحافظة، ولا يوجد لهم أي اهتمام أو متابعة من قبل قيادات الشرعية أو محافظ المحافظة، وبعضهم غير مدرجين في أي منظمة إنسانية للاهتمام باحتياجاتهم...". حسب وصفه.

     

    التعريف بمخاطر تجريف الهوية

     

    من ناحيته، قال الدكتور يحي العتواني، أستاذ مساعد قسم الاعلام جامعة تعز، إن "الدور المنوط بناشطي وإعلاميي إب، هو التعريف بما يحدث للمحافظة من تجريف لهوية أبنائها، وكذلك التعريف بالانتهاكات التي تقوم بها عصابات الحوثي؛ كي تكون أدلة وشواهد على جرائمهم بحق أبناء المحافظة". 

     

    وأضاف الدكتور العتواني، أن دور الناشطين في محافظة إب تجاه محافظتهم يكمن أيضا في العمل على "إحداث وعي مجتمعي لتعرية مليشيا الحوثي أمام الرأي العام، ومدى استهتار هذه العصابات بحق ابناء اب؛ ليتسنى للجميع الوقوف في وجه هذه العصابات وايقافهم عند حدهم"، حسب تعبيره.

     

    وأكد العتواني أن "الواجب اليوم أن يتكلم الجميع، ويشارك؛ لأن عالم التواصل الاجتماعي ليس له قيود، ويستطيع الكل أن يشارك ولو بأسماء مستعارة اذا كان الناشطون في اب، خصوصا في ظل ما تمر به المحافظة من سيطرة مليشيا الحوثي، والقبضة الأمنية، والقمع الحاصل لكل من يتكلم أو ينتقد انتهاكاتهم".

     

    واستعرض الدكتور العتواني، أبرز التحديات التي تواجه الناشطين والإعلاميين في إب ومنها، "القمع وتكميم الأفواه، وعدم السماح لأي شخص بالحديث والتعبير عن هموم أبناء المحافظة، وقلة الوعي في المحافظة، وهذا يجعل المجتمع غير مدرك لخطورة ما يقوم به الحوثيون على مستقبل الأجيال القادمة".

     

    وأضاف الدكتور يحي العتواني، أن التحديات التي تواجه الناشطين كذلك، "الترهيب الحاصل لكل من يعارض الحوثيين جعل الجميع يصمت بالإكراه، ولا يستطيع التحدث خوفا من بطش الحوثي ومناصريه، وكذا خذلان الشرعية لمناصريها في المناطق المحررة يجعل من الكثير مفضلا للسكوت على الانتقاد، أو القيام بثورة مسلحة ضد الحوثي في المحافظة" حسب قوله.

    قد يعجبك ايضا!