اخبار هامة

    نازحو إب في تعز.. تجاهل رسمي وغياب للتدخلات الإغاثية (تقرير خاص)

    نازحو إب في تعز.. تجاهل رسمي وغياب للتدخلات الإغاثية (تقرير خاص)

    اب بوست-خاص

    بعد سبع سنوات من النزوح والتشرد لاتزال "أم محمد" تبحث عن اعتراف رسمي يضمها على قوائم النازحين في محافظة تعز، ليخفف عنها بعض ما تعانيه من شظف العيش مع أسرتها المكونة من سته أفراد، ويحمل عنها جزء من أعباء الحياة التي زادت من ثقلها ارتفاع الأسعار وتدهور قيمة العملة الوطنية.

     

    هذه الأسرة واحدة من مئات الأسر النازحة التي أُجبرت على مغادرة منازلها في محافظة إب، على وقع الانتهاكات الحوثية، واستقر بها الحال في مدينة تعز المحاصرة، التي تحتضن عشرات الآلاف من النازحين ولا تفرق بينهم وبين سكانها الأصليين.

     

    اليوم ورغم مرور كل هذه السنوات من المعاناة، لاتزال تشكو مئات الأسر النازحة من غياب الاهتمام الرسمي ونكران وحدات النازحين ومنظمات الإغاثة الدولية والمحلية، في حين يواصل الموظفون النازحون من أبناء إب رحلة البحث عن استلام مرتباتهم أسوة بزملائهم من نازحي المحافظات الأخرى.

     

    معاناة تلك الأسر تتضاعف مع وجود التزامات إضافية عليهم كالإيجارات التي باتت تثقل كاهلهم وتلتهم معظم دخولهم في ظل تزايد ارتفاع الإيجارات بصورة متكررة دون وجود أي رقابة حكومية أو جهة تنظم العلاقة بين المؤجر والمستأجر.

     

    ثلاثة آلاف نازح

     

    تُشير أحدث مسوحات النازحين أن مدينة تعز تحتضن 417 أسرة من أبناء محافظة إب، يمثلون أكثر من 3 آلاف نازح، ارتأوا أن يندمجوا في المجتمع المُضيف بدلاً من أن يعيشون في مخيمات النزوح والتشرد، حسب رئيس لجنة العمل الخيري لنازحي إب بمدينة تعز، الدكتور "جميل أحمد علي زيد".

     

    وقال "زيد" في حديث لـ "إب بوست"، إن كثير من تلك الأسر لا تملك الحد الأدنى من متطلبات الحياة، وموظفيها بدون رواتب ولا مصدر دخل ثابت.

     

    وأشار إلى أن عددا من تلك الأسر تعاني من ظروف صعبة ومنهم من يعيش في نقاط تماس وفي مساكن لا يتوفر فيها الحد الأدنى من المستلزمات.

     

    ويضيف استجابة لتلك المعاناة قمنا بتشكيل اللجنة التطوعية كمبادرة انسانية لمحاولة تلبية جزء من الاحتياجات الإنسانية التي يحتاج إليها هذه الأسر، مستدركاً: "لكن الاحتياجات باتت أكبر مما نستطيع فعله ولا يمكننا تقديم المزيد".

     

    وطالب "زيد"، الجهات الحكومية والمنظمات الإغاثية والخيرية إلى التنسيق مع السلطات المحلية بمحافظتي إب وتعز، واستيعاب هذه الأسر والاهتمام بها، مُبديا استعداده تقديم قاعدة البيانات اللازمة لتسهيل الوصول إليهم والاطلاع عن كثب على وضعهم.

     

    اهمال حكومي

     

    الناشط "أحمد هزاع" أحد نازحي المحافظة في تعز يتهم الجهات الحكومية بالإهمال وعدم إيلاء هذه الشريحة الاهتمام المناسب، رغم كل النداءات التي تم اطلاقها على مدى السنوات الماضية.

     

    ويضيف بأن دور سلطة محافظة إب المحلية التابعة للشرعية تجاه النازحين غائبة، ولا تكاد تذكر، ويشير في هذا السياق إلى أن محافظ المحافظة أو مسؤوليها لم يعقدوا لقاءا واحدا مع نازحي المحافظة في تعز للإطلاع على معاناتهم والتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية لضمهم على قوائم النازحين وتسجيلهم لدى المنظمات الإغاثية.

     

    ويتابع في حديثه مع "إب بوست"، الأمر ذاته ينعكس على السلطة المحلية في محافظة تعز التي ترفض التعامل معنا كنازحين رغم ماقدمناه من بيانات تثبت وضعنا.

     

    وعن دور المنظمات الأممية والإغاثية في التخفيف من معاناة النازحين، يوضح "هزاع" أن دور المنظمات سيء جداً ولا توجد لها أي تدخلات، محملاً مسؤولية ذلك على سلطات إب وتعز في المقام الأول.

     

    تشتت النازحين

     

    الناشط في العمل الإنساني، "طه صلاح" يتفق مع ماذهب إليه "أحمد هزاع" حول مسؤولية سلطتي محافظتي إب وتعز عن وضع هؤلاء النازحين.

     

    ويؤكد أن نازحو إب في تعز، ضاعوا بين دهاليز سلطتي المحافظتين التي يحاول مسؤولوها التملص من المسؤولية إزاء ذلك، ويعزو ذلك إلى غياب الاستراتيجية والرؤية والتنسيق المشترك.

     

    وألمح إلى وجود مسبب آخر  ومهم عما آلت إليه ظروف النازحين من أبناء إب في تعز، وهو ماسماه "الشتات وغياب كيان جامع يُمثلهم ويتبنى قضاياهم".

     

    ووجه "صلاح" الدعوة عبر "إب بوست"، إلى كل المنظمات والمبادرات الشبابية والجمعيات الخيرية إلى مد يد العون للأسر الفقيرة من النازحين وتلمس حاجتهم والعمل على تغطية بعض احتياجاتهم خاصة في شهر رمضان المبارك الذي تزيد فيه الطلبات والاحتياجات.

     

     

    قد يعجبك ايضا!