اخبار هامة

    سطو على المبادرات وتجيير مشاريع المانحين.. "إب بوست" يكشف حقيقة المشاريع التي أعلن الحوثي عن تدشينها في إب

    سطو على المبادرات وتجيير مشاريع المانحين.. "إب بوست" يكشف حقيقة المشاريع التي أعلن الحوثي عن تدشينها في إب

    اب بوست-خاص

    أعلنت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، قبل أيام عن مئات المشاريع التي قالت إنها وضعت الحجر الأساس لها وتدشينها في محافظة إب (وسط اليمن)، وذلك بالتزامن مع زيارة القيادي في الجماعة "مهدي المشاط" للمحافظة.

     

    وذكرت وسائل إعلام المليشيا أن "المشاط"، وضع حجر الأساس لـ 579 مشروعاً خدمياً وتنموياً بمحافظة إب بتكلفة 19ملياراً و253 مليوناً و977 ألف ريال.

     

    وزعم "المشاط" أن تلك المشاريع تعد من ثمار ما سماها بثورة الـ 21 من سبتمبر (انقلاب 2014م المشؤوم).

     

    موقع "إب بوست" تابع تفاصيل تلك المشاريع المعُلنة وبعد تفحصها وجد أن غالبيتها يجري تنفيذها وتمويلها من مبادرات مجتمعية وجهات مانحة، الأمر الذي ينسف الداعيات الكاذبة التي لطالما دأبت المليشيا الترويج لها طوال سنوات الانقلاب بهدف بيع الوهم لأنصارها وامتصاص الغضب الشعبي المتنامي ضدها.

     

    بيع وهم
     

    بالعودة إلى سنوات الانقلاب التسع، نجد أن المليشيا سبق وأن أعلنت عن مئات المشاريع التي ثبت للمواطن والمتابع أنها مشاريع وهمية للاستهلاك الإعلامي، في حين ما جرى تنفيذه تحت ضغوط الشارع كمشاريع "ترقيع الطرق" ـ الممولة أمميا ـ لم تدم طويلاً حتى عادت إلى سابق عهدها وأسوأ من ذلك.

     

    وبصرف النظر عن حقيقة انجاز المشاريع المُعلن عنها من عدمها، تابع "إب بوست" المشاريع الذي جرى الترويج لها مؤخراً مع زيارة "المشاط"، ووجد أن غالبيتها العظمى تعود لمشاريع جرى تنفيذها وأخرى مخطط لها، وبتمويل من مبادرات مجتمعية التي نشطت بشكل كبير في المحافظة خلال سنوات الحرب، أو عن طريق الجهات المانحة.

     

    ووفقا لأرقام المشاريع التي أعلنت عنها المليشيا وعددها (579مشروعا)، فإن 97 مشروعا فقط من تلك المشاريع قالت المليشيا إنها بتمويل محلي، وبالعودة لتفاصيلها نجد أن نسبة 20% منها ليست واضحة طبيعتها، مايشكك من حقيقة تلك الأرقام المعلنة ناهيك عن تنفيذها.

     

    أما المشاريع الأخرى وهي الغالبية العظمي والبالغ عددها 482 فإنها موزعة على مشاريع مبادرات مجتمعية وجهات مانحة والصندوق الاجتماعي للتنمية (جهة منفذة لمشاريع مدعومة من صناديق وجهات أممية ودولية)، بكلفة نحو 14 مليار ريال.

     

    واقع مزري
     

    ماتشهده محافظة إب على مستوى قطاع التنمية واقع مزري بكل ماتحمله الكلمة من معنى فالتنمية الفعلية توقفت في المحافظة منذ الانقلاب، وواقع الشوارع والطرقات العامة المتهالكة، أوضح دليل على ذلك الواقع.

     

    ورغم المعونات والمنح التي قدمتها المنظمات الأممية طوال السنوات الماضية، لدعم مشاريع الطرق والصرف الصحي والمياه والتعليم والصحة والنظافة وقطاعات أخرى، إلا أن فساد قيادات المليشيا وتواطؤ تلك الجهات المانحة حال دون تنفيذ تلك المشاريع.

     

    وفي وقت سابق من الشهر الفائت، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، إخفاء سلطات المليشيا في المحافظة، عدد كبير من معدات النظافة المقدمة من "اليونبس"، داخل فناء مبنى المحافظة، في حين تغرق شوارع المحافظة بالقمامة.

     

    ويرى مراقبون أن المليشيا الحوثية تتعمد نهب اعتمادات مشاريع وتحويل أخرى إلى مناطق نفوذها في شمال الشمال، لاعتقادها أن محافظة إب لم ولن تكن يوما محافظة خاضعة لها على المستوى الشعبي، الأمر الذي يراه المراقبون وكأنه عقاب متعمد من قيادات المليشيا لهذه المحافظة التي حولتها إلى مصدر جبايات.

     

    سطو على المبادرات


    تظهر الأرقام التي تم ذكرها أعلاه عن المشاريع التي يجري التسويق لها، أن المليشيا الحوثية وبكل بجاحة تسطو على المشاريع التي ينجزها الأهالي تحت مسمى "المبادرات المجتمعية" وتجيير تلك الإنجازات إلى سلطاتها.

     

    وخلال سنوات الانقلاب والحرب شهدت المناطق الريفية في محافظة إب، إنجاز مئات المشاريع عبر "المبادرات المجتمعية"، في مجالات الطرق والتعليم والصحة وحفر الآبار واستحداث صناديق لدعم معلمي المدارس التي قطعت المليشيا الحوثية رواتبهم منذ سبع سنوات، وبتمويل كلي من المغتربين والميسورين واشتراكات الأهالي.

     

    وبرزت مديرية "الشعر" كأكثر المديريات في المحافظة مساهمة في تنفيذ المشاريع عبر المبادرات المجتمعية، ووفقا لتقديرات غير رسمية، فقد بلغت كلفة مشاريع المبادرات المجتمعية في المديرية، خلال عام 2022 وحده، نحو 11 مليارا و184 مليون ريال يمني (الدولار يساوي 530 ريالا).

     

    وتعمد المليشيا إلى السطو على تلك المشاريع سواء عبر مصادرة جزء من المساهمات المالية لتلك المشاريع أو تجييرها لصالحها.

     

    وفي هذا السياق شكا سكان في قرى تابعة لمديرية العدين، في تصريحات صحفية حديثة نشرتها "الشرق الأوسط"، من سطو الحوثيين على مشروعات بتكلفة تعادل نحو مليون و700 ألف دولار أنجزتها تباعا مبادرات تعاونية محلية وبدعم مغتربين من أبناء تلك القرى.

     

    وتحدث بعض أهالي قرى عزلة «بني هاد» في إب، من أن السطو الحوثي الأخير على جهودهم التعاونية بتحقيق بعض مشروعات الطرق والمياه وغيرها، ليس سوى مجرد نموذج بسيط من مسلسل النهب المتكرر لتلك المبادرات.

     

    ولجأ السكان في المحافظة وخاصة في الأرياف، بسبب طول أمد الحرب المستمرة منذ تسع سنوات، إلى مساعدة أنفسهم عبر استغلال القدرات البشرية والمادية المتوفرة لديهم وتنمية مجتمعاتهم بالمشاريع التي تحتاجها.
     

    قد يعجبك ايضا!