اخبار هامة

    رغم انقطاع رواتبهم.. معلمو إب يواصلون دورهم الوطني في مواجهة المشروع الحوثي

    رغم انقطاع رواتبهم.. معلمو إب يواصلون دورهم الوطني في مواجهة المشروع الحوثي

    اب بوست-خاص

    تعدّ محافظة إب من أكثر المحافظات التي يعاني معلموها من استمرار المليشيا الحوثية في جريمة قطع مرتباتهم ومستحقاتهم للعام التاسع على التوالي، باعتبارها المحافظة الثانية في عدد عاملي قطاع التربية والتعليم على مستوى الجمهورية اليمنية.

     

    ويعيش معلمو وتربويو إب وموظفو القطاع الحكومي بشكل عام، أوضاع معيشية قاسية وبالغة الصعوبة، جراء استمرار انقطاع مرتباتهم، وفي ظل الممارسات القمعية والتعسفات والانتهاكات التي يتعرضون لها من جانب المليشيا الحوثية وأذرعها في المحافظة، باعتبارهم حاجز صد أمام مشاريعها الطائفية والخرافية.  

     

    حيث تدرك المليشيا الحوثية جيدًا أن معلمي هذه المحافظة هم السد المنيع أمام مشاريعها السوداء وأفكارها الهدامة، والدرع الحامي لعقول ومستقبل النشء من الأفكار الحوثية السلالية المتخلفة، وجبهة تحصين للأجيال من خطر التحريف الذي تجريه المليشيا للمناهج الدراسية، فضلًا عن الأنشطة التطييفية التي تحاول فرضها على مدارس وجامعات محافظة إب، سعيًا منها للإجهاز على الهوية الوطنية والنظام الجمهوري. 

     

    ولعلّ الأدوار العظيمة التي يضطلع بها التربويون في مقاومة التجريف الممنهج للهوية وفضح عمليات تشويه التعليم، تعد من أبرز الأسباب وراء إصرار مليشيا الانقلاب الحوثي على عدم صرف مرتباتهم، إلى درجة أن المليشيا جعلت المعلمين والتربويين في صدارة خصومها الذين تمارس بحقهم أبشع أنواع الانتهاكات.

     

    الاحتفاء بسبتمبر في إب.. دق أجراس الخطر لدى الحوثيين 

     

    لا يختلف عاقلان بأن سبتمبر المنصرم بساعاته وأيامه، كان كابوسًا مرعبًا لمليشيا الحوثي في محافظة إب؛ نظراً لما شهدته هذه المحافظة من زخم ثوري ومشاهد احتفائية بمناسبة الذكرى 61 لعيد ثورة 26 من سبتمبر. 

     

    ومنذ الأيام الأولى لسبتمبر الماضي، تصدّر المعلمون وطلبة المدارس في محافظة إب، إحياء الذكرى المجيدة، كتأكيد على قيمة الحدث والمناسبة في قلوبهم، الأمر الذب أزعج المليشيا الحوثية ودفع قياداتها في المحافظة للنزول الميداني للمدارس ومحاولة تحجيم ومنع تلك المظاهر والفعاليات السبتمبرية في معظم مدارس مركز المحافظة ومختلف المديريات، ناهيك عما أصدرته تلك المليشيا من قرارات لمدراء المراكز التعليمية ومدراء المدارس لمنع تلك الفعاليات الاحتفائية بثورة السادس والعشرين من سبتمبر، فضلًا عن ممارساتها القمعية والتعسفية بحق الكثيرين في قطاع التربية والتعليم.

     

    ولعل الأمر الذي كان قد دق أجراس الخطر لدى مليشيا الحوثي بمحافظة إب، أن الاحتفالات التي شهدتها المحافظة بعيد 26 سبتمبر، وتصدرها المعلمون والطلاب، تزامنت مع تصاعد وتيرة المطالبة بصرف رواتب المعلمين، مما جعل سلطة الانقلاب الحوثي تكثف نشر عناصرها في شوارع ومداخل مركز محافظة إب ومديرياتها العشرين، ومع كل ذلك إلا أن أبناء المحافظة بمختلف فئاتهم ومكوناتهم الاجتماعية والقبلية والسياسية، يتقدمهم المعلمون وطلبة المدارس، احتفوا احتفاءً كبيراً بالذكرى الـ61 لثورة سبتمبر، كلاً من موقعه وعمله وبطريقته الخاصة، فأبهروا كل اليمن، بتلك الرسالة السبتمبرية العظيمة التي أكدت الرفض التام والكلي للمشروع الحوثي السلالي. 

     

    وبهذا الخصوص، قال أستاذ القانون العام بجامعة صنعاء صالح حين سميع في تدوينة مختصرة على منصة x إكس: "‏(إب ) ولادة واسألوا عن ثورة الفقيه : سعيد رحمه الله وكيف وصل شررها إلى عدن". 

     

    المعلمون.. الأكثر تعرضًا للانتهاكات الحوثية

     

    الناشط الحقوقي والصحفي محمد الأحمدي، قال لموقع "إب بوست"، إن "المعلمين في محافظة إب ومناطق سيطرة مليشيا الحوثيين يتصدرون معركة النضال الوطني ضد عودة مشروع الإمامة بنسخته الحوثية الفاشية".

     

    وأضاف الأحمدي أن المعلمين يقدمون تضحيات جسيمة في مختلف الميادين سواء على صعيد الكفاح المسلح الذي انخرط فيه الكثير من المعلمين والتربوين وكان لهم قصب السبق في مقاومة عدوان وانقلاب المليشيا الحوثية وانتهاكاتها وجرائمها بحق الشعب اليمني، أو على صعيد معركة الوعي ومواجهة محاولات التطييف والتحريف التي تمارسها وتفرضها مليشيا الحوثي بحق النشئ وطلبة المدارس، ولذا فالمعلمون يقومون بدور كبير في هذا السياق.

     

    وأشار الأحمدي إلى أنه "لا غرابة أن يكون للمعلمين اليمنيين هذا الدور فقد كان لهم دور محوري في مقارعة مشروع الإمامة طوال المراحل التأريخية سواء في حركات التحرر الوطني، بدءًا من ٤٨، وصولاً إلى ثورة ٢٦ سبتمبر حيث كان للمعلمين والتربويين وقادة الرأي والفكر دور كبير في مقارعة الإمامة وكشف أباطيلها وخرافاتها ونشر الوعي بالمجتمع بضرورة مقاومة هذا الفكر السلالي العنصري المتخلف"، مردفًا: "وعلى هذا الدرب مازالوا ثابتين ومستمرين في مقاومة المشروع الإمامي بنسخته الحوثية حتى اللحظة".

     

    وواجه المعلمون عمليات قمع ممنهجة مارستها مليشيات الحوثيين بحقهم في محافظة إب والمحافظات الخاضعة لسيطرة تلك المليشيا بدءًا من الاختطافات والتعذيب والقتل وصولاً إلى حرمانهم من الرواتب والفصل التعسفي للآلف منهم وإحلال عناصر من الكيان السلالي الحوثي الإمامي مكانهم في الوظائف الحكومية في الجهاز الاداري للدولة في قطاع التربية والتعليم وغير ذلك من الممارسات والإنتهاكات التي تتزايد يوماً تلو آخر بحق المعلمين من قبل مليشيات الانقلاب الحوثي العبثية".

     

    اليوم العالمي للمعلم الذي ينكره الحوثي

     

    مطلع أكتوبر الحالي احتفت كل دول العالم بمعلميها في 5 أكتوبر، احتفاء يليق بمكانة وعظمة رسالة ودور المعلم في تربية النشئ وبناء مستقبل الأجيال، لكن في إب وكافة مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، لا عيد للمعلم ولا رواتب. 

     

    حيث يعيش المعلمون في محافظة إب وضعًا أكثر بؤساً ومعاناة في ظل إصرار تلك المليشيا على عدم صرف رواتبهم، في الوقت الذي تصادر فيه كل أموال المؤسسات الإرادية بالمحافظة إلى حسابها مركزيًا، منتهجة سياسة الترهيب والتهديد والقمع للمعلمين الذين يطالبونها بصرف مرتباتهم.

     

    البرلماني الموالي للحوثيين، احمد سيف حاشد، والذي نشط مؤخرا للمطالبة بصرف رواتب المعلمين في مناطق سيطرة ، نشر علي صفحته في منصة إكس قائلا: "‏في يوم المعلم العالمي ; معلموا اليمن بدون رواتب منذ 8 سنوات، مات منهم الكثير تحت وطأة الجوع والمرض، ومن بقي منهم يتضورون جوعا".  

     

    وأضاف: إلى كل ضمائر العالم الحية ونقابات التعليم في كل دول العالم، ندعوكم للتضامن مع المعلم اليمني وإنقاذ حياة من تبقى منهم". 

     

    من جانبه، قال الإعلامي مختار الفقيه  "‏في ‎#اليوم_العالمي_للمعلم، تستمر المليشيات الحوثية في نهب رواتب مئات الآلاف من المعلمين منذ العام 2015 وحتى اليوم". 

     

    وأضاف: يعيش المعلم اليمني أصعب حال يمكن أن يعيشه معلم في العالم". لافتًا إلى أن" المعلم اليمني أبتلي بجماعة تسرق مرتباته وتجبره على التدريس، وحين يضربون مطالبين بالرواتب ترد عليهم ستدفع السعودية". 

     

    من جهته، يرى الإعلامي صلاح القادري وكيل محافظة إب للشؤون الإعلامية بحكومة الشرعية، أنه "حيثما وجد المعلمون حتمًا سيكون الحوثي معرضاً للخطر، كون المعلم المسؤول الأول في رسالة العلم والوعي وتنوير المجتمع وتحصين النشئ والاجيال من المشروع والأفكار الحوثية السلالية المتخلفة". 

     

    ومن وجهة نظر القادري، فإن "أي خروج للمعلمين إلى الشارع، سواء للاحتفال بعيد ثورة ٢٦ سبتمبر أو حتي للتنديد بجرائم الكيان الصهيوني بحق أهل غزة، يعد خطر من وجهة نظر الحوثيين عليها". 

     

    وأشار إلى أن أي خروج للشارع دون ترتيبات حوثية وتحجيم وتحديد مكان أو شارع محدد من قبلها وانتشار عناصرها في كافة مداخل وشوارع إب يعد مؤشرا خطرا عليها، إيمانا منها بأن تلك المظاهرات والمسيرات قد تتحول إلى طوفان شعبي ضدها وضد تواجدها بالمحافظة. 

     

    ووفق القادري، فإن مليشيا الحوثي، وبالعودة إلى المسيرات الشبابية والشعبية  التي خرجت في محافظة إب منددة بجرائم الاحتلال الاسرائيلي دون موافقة مليشيا الحوثي، جعلها تنشر مدرعاتها وعناصرها في كافة مداخل وشوارع مركز المحافظة، بل عمدت إلى إجبار تلك المسيرات للتوقف في شارع محدد حيث ل ايمكن للمتظاهرين تجاوز سياج عناصرها والياتها العسكرية" 

     

    ويؤكد القادري في ختام تصريحة لموقع *إب بوست* لا نستغرب من ان يتخوف الحوثي السلالي من المعلمين ودورهم فالمعلم اليوم هو معلم الامس في ثورة ٢٦ سبتمبر فالمعلمون وطلبة المدارس  في إب الذين خرجوا في اول مظاهرة في إب ضد حكم الإمام وتصدروا المواقف والتضحيات من احرار ومناضلي ثورة السادس والعشرين من سبتمبر هم 

     

    ووفق القادري، فإن المعلمين في محافظة إب هم من يتصدر معركة الجمهورية ضد مشروع الحوثي المتخلف الرامي لإستعادة الحكم الإمامي البائد، مؤكدا أن أعتى جبهة يواجهها الحوثي في محافظة إب هي جبهة الوعي والتي يقودها المعلمون والتربويون بهذه المحافظة. 

     

    يواجهون الحوثي رغم انقطاع رواتبهم

     

    لم يتوقف المعلمون في محافظة إب عن مطالبة سلطة الانقلاب الحوثي بصرف رواتبهم، غير أن ذلك لم يمنعهم من أداء رسالتهم النبيلة وبذل الجهود الوطنية والأخلاقية لتحصين النشء من الأفكار السلالية المشوهة.

     

    وبهذا الخصوص، يقول "محمد حميد" أحد التربويين بمدينة إب في تصريح لموقع(إب بوست): "رغم ما نعيشه من ظروف معيشية صعبة ومعاناة بسبب حرماننا من رواتبنا الا أن ذلك لن يمنعنا من القيام بدورنا ورسالتنا كمعلمين في مواجهة مشروع الحوثي المتخلف الذي يمارس ويفرض علينا تدريس الطلاب   أفكاره السلالية الدخيلة على مجتمعنا اليمني والتي تستهدف ديننا وقيمنا وتستهدف هويتنا الوطنية والنظام الجمهوري. 

     

    وأضاف أن" إب وابنائها أرضا وانسانا، نهجاً وموقفاً، لا ولن تقبل مشروع الحوثي السلالي وخرافاته وطقوسه الخمينية". مؤكدا: "ودورنا كمعلمين وتربويين يجب أن يستمر في تحصين الأجيال من آفات المشروع الحوثي العنصري القذر".

     

    واختتم حميد، تصريحه بالقول: "والحقيقة الواضحة الجلية للعالم بأن وعي أجيال إب صخرة صلبة كسرت كل معاول الهدم والتشوية والتحريف الحوثي السلالي المنبوذ".

    قد يعجبك ايضا!