اخبار هامة

    كيف تفاعل اليمنيون مع إعلان الحوثي استهداف مواقع للاحتلال في فلسطين..؟

    كيف تفاعل اليمنيون مع إعلان الحوثي استهداف مواقع للاحتلال في فلسطين..؟

    اب بوست-خاص

    أثار إعلان مليشيا الحوثي استهداف مواقع إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بصواريخ وطائرات مسيرة، تفاعلًا واسعًا وردود أفعال غلب عليها السخرية والتندر.

    وكان الناطق العسكري لمليشيا الحوثي، يحيى سريع، زعم، الثلاثاء أن مليشياته أطلقت دفعة كبيرة من الصواريخِ البالستيةِ والمجنحةِ وعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيرةِ على أهدافٍ مختلفةٍ للعدوِّ الاسرائيليِّ في الأراضي المحتلةِ.

    وجاء البيان الحوثي العسكري على هيئة عموميات، لم يحدد عدد الصواريخ والمسيرات، ولا موعد إطلاقها، ودونما أدنى تفصيل عن المواقع المستهدفة،  وغير مدعوم بأي دليل.

    واتفقت معظم تناولات النشطاء والكتاب، التي رصد "إب بوست" نماذج منها، على أن إعلان الحوثيين، يأتي في سياق الاستثمار من القضية الفلسطينية، والاستغلال العاطفي للعامة من المواطنين، ويهدف لإسقاط الحرج جراء انكشاف الموقف الكاذب من إيران وأذرعها، ومن أجل كسب ولاء العامة.

    مسرحيات هزلية

    الإعلامي بشير الحارثي، قال في تدوينة على حسابه في منصة إمس: "الحوثيون يكذبون أكثر مما يتنفسون، هذه الدعاية الكاذبة والإعلان المليء بالدجل لناطقهم يحيى سريع  هي لإسقاط الواجب وبإيعاز من ملالي طهران". مضيفًا: ينطبق الأمر كذلك على حزب الله الذي يقصف عمود الكهرباء منذ شهر ولم ينتصر عليه!.

    وأكد الحارثي أن هذه كلها مسرحيات هزلية وكاذبة لتبرير دجلهم وكذبهم في استخدام  القضية الفلسطينية كشماعة  لتنفيذ أجندتهم ومشاريعهم الهدامة في الوطن العربي، وعندما جاءت لحظة الحقيقة تكشف كذبهم وانفضح زيفهم.

    ومضى بالقول: لن يحصل الفلسطينيون على أكثر من قصف حزب الله لعمود التشويش وإعلان قصف وهمي للحوثي لم يكن له أي أثر على إسرائيل. 

    استغلال حوثي

    من جهتها، كتبت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، قائلة: "ناطق الحوثيين يقول إنهم اطلقوا صواريخ تجاه الاحتلال الاسرائيلي، سبق أن قتل الذين أطلقوا الألعاب النارية هذه من اليمنيين نصف مليون باعترافهم". مضيفة: "وهذا العدد يساوي اكثر من خمسين ضعف ما قتلته قوات الاحتلال الاسرائيلي في غزة خلال عدوانها الحالي".

    وأكدت كرمان، أنه "ليس في هذا تبرير لجرائم العدوان الاسرائيلي أو تقليل من شأنها، فقد وصفتهم بمركتبي مجازر ضد الانسانية وحرب ابادة وجرائم تطهير عرقي، لكن لا أسوأ من جرائم العدوان الاسرائيلي على غزة إلا استغلال الفاشيين والقتلة وميليشيا ايران الارهابية لها". 

    فرقعة واستثمار بالدم

    يؤكد كتاب وصحفيون ونشطاء، أن المليشيا الحوثي تصدر ضجيجًا بغية إسقاط الحرج عنها، ولصناعة هيبة لشعارها في أوساط عناصرها.

    و كتب مندوب اليمن لدى اليونسكو محمد جميح، على حسابه: "يقول أدوات إيران في اليمن الذين يطلقون صواريخها التي يعلمون أنها لا تصيب الاحتلال الإسرائيلي، يقولون: "الصاروخ الذي ما يصيب يِدْوِش".

    وأضاف: "‏بالضبط، هذا هو الهدف: الدوشة والفرقعة والصراخ اللازم للدعاية والاستثمار في الدم". وتساءل: ‏وإلا، ما معنى أن يطلقوا صواريخ وهم على يقين أنها لن تصيب الاحتلال؟!

    لا وزن ولا تأثير

    يؤكد مراقبون أن أي تحركات تدعيها المليشيا الحوثية ضد إسرائيل، ولإسناد فلسطين وغزة، فإنها تظلّ بلا جدوى ومجرد فقاعات ليس لها تأثير في ميزان القوة العسكرية،  ولا تحدث أي تغيير في واقع المعركة، وتظل مجرد فقاعات.

    و هُنا، يرى الصحفي عبدالباسط الشاجع أن "أي تحرك ضد إسرائيل من الحوثيين لا يؤثر على المعركة ولا يمثل أي وزن في واقع الصراع".

    وقال "لو كانت إيران جادة في مساعدة غزة لأمرت حزب الله بالتدخل من لبنان باعتباره الأقرب لفلسطين وملاصق للحدود مع إسرائيل، وأي تحرك جاد من قبله سيكون مؤثر بالفعل في المعركة".

    أفلام هندية
     
    في سياق مشابه، علّق الكاتب المصري، جمال سلطان، قائلًا: "إسرائيل تعلن تصديها لمسيّرة قرب إيلات قادمة من اليمن". مضيفًا: "نحن أمام أفلام هندية وفي أردأ نسخها".

    وتابع سلطان، متسائلًا: "المسيّرات في اليمن وسوريا ولبنان إيرانية، فلماذا يرسلون مسيّرة تقطع 2000 كم لكي تصل إسرائيل، في حين يمكن أن نرسل مسيّرة تقطع 50 كم  فقط، إلا إذا كنا ننتج أفلاما هندية للمقاومة السينمائية؟!

    سخرية

    طغت السخرية في تعليقات على الناشطين اليمنين على ادعاء الحوثيين استهداف مناطق سيطرة الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. 

    وتعددت التعليقات الساخرة بين النكات والصورة الساخرة، والتي تتضمن تكذيبًا وتندرًّا من الادعاءات الحوثية. 

    وأكد النشطاء أن الإعلان الحوثي مجرد استعراض مفضوح، لافتين إلى أن الصواريخ والمسيرات الحوثية لا تقتل سوى اليمنيين، ولا يمكن لإيران وأذرعها أن تطلق باتجاه إسرائيل إلا بتنسيق مسبق مع الاحتلال ذاته. 

    فيما قال الإعلامي احمد المسيبلي، إن "إيران وحزب اللات والحوثيين لن يقصفوا ‎اسرائيل إلا في حالة واحدة فقط، وهي: إذا دخلت ‎إسرائيل الإسلام". مضيفًا: "غير ذلك لا تصدقوا ابدا".

    بطولة حمقاء

    الكاتب الصحفي محمد دبوان المياحي، علق على الإعلان الحوثي بقوله: "صنعاء تُشارك في الحرب. هذه بطولة حمقاء؛ تهدّف للتحرش بالعدو؛ كي تكتسب سلطة السلالة شرعية جديدة. أنتم تغتصبون عاصمة اليمنيين وتُصادرون إرادة الناس؛ تمامًا كما يغتصب الكيان الأرض ويـُلغي وجود شعبها. نعيش في صنعاء خائفون كما هم أبناء القطاع لا يوجد فرق كبير". 

    وأشار المياحي إلى أن: أحد صور الانحطاط الأخلاقي، هو استخدام قضية عادلة لشرعنة سلطة ظالمة". مضيفًا أن "تضامن الحوثي مع فلسطين، نموذج لهذا الإستثمار الرخيص، هذا الانفصام القيمي يجب أن ينتهي، تعرية سلوك الحوثي وتبيين تناقضه، هو حراسة لنزاهة القضية الفلسطينية. حراسة لقيمة العدالة من التناقض، دفاع عن الإرادة الحرة ضد كل سلطة مغتصبة. هنا أو هناك". 

    واختتم المياحي منشوره قائلًا:: "صنعاء لا ينقصها صاروخ يا بتوع محور الممانعة: افتحوا معبر الحوبان.

    وسبق أن استنكرت حماس خذلان غزة من قبل إيران والجماعات المسلحة المرتبطة بها، جاء ذلك على لسان العديد من قيادات الحركة، بينهم عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، والذي قال: كنّا ننتظر الكثير من حزب الله (ذراع إيران) لكننا مندهشون.

    قد يعجبك ايضا!