اخبار هامة

    كيف منح الحوثيون العدو الصهيوني فرصة ثمينة؟!

    كيف منح الحوثيون العدو الصهيوني فرصة ثمينة؟!

    اب بوست-متابعة خاصة

    أكد الكاتب اليمني مروان الغفوري، أن الحوثيين منحوا الكيان الصهيوني فرصة ذهبية لاستعادة مفهومه للردع، للتأكيد داخلياً وخارجياً على أنه منيع كلّيًا، وذلك عقب نجاحه في اختبار نظام السهم الدفاعي، من خلال التصدي لهجمات منسوبة لذراع إيران في اليمن.

     

    وقال الغفوري، وهو كاتب وأديب وروائي وطبيب قلب يمني مقيم في ألمانيا، إن صحيفة جيروسليم بوست (إسرائيلية)، ناقشت مع خبراء عسكريين، القصف القادم من اليمن. وتساءلت: هل سيُدخل المنطقة في وضع جديد؟، فكانت الإجابة نعم، وفقاً للمتحدثين إلى الصحيفة. 

     

    وأضاف الغفوري: "لكنها نعم من مستوى آخر". موضحًا أن "الصاروخ الباليستي القادم من اليمن مثّل أول اختبار من نوعه لنظام "السهم" الدفاعي الإسرائيلي. وهو نظام يقول الإسرائيليون إنه شديد الفاعلية ضد التحديات الصاروخية المعقدة". 

     

    وذكر الغفوري أن تل أبيب وقعت قبل شهر من الآن عقداً مع ألمانيا من أجل تزويد الأخيرة بنظام السهم. 

     

    وأشار إلى أنه لم يسبق للنظام أن اختبر أمام صواريخ معادية باستثناء مرة واحدة حين اعترض صاروخ أرض- جوي سوري حاول اصطياد مقاتلة سورية وأخطأها. اصطاده "السهم" بعد ذلك. 

     

    أمس كان يوماً مريحاً لإسرائيل، تقول الصحيفة. الاختبار الناجح، اصطياد الصاروخ الحوثي، جعل المنظومة السياسية برمتها تتنفس الصعداء. لا خوف، إذن، من صواريخ إيران الباليستية ولا منظومة كروز. كما أثبتت إسرائيل قدرتها على مواجهة مخاطر عديدة في الوقت نفسه.

     

    وبحسب جيروسليم بوست، على إيران أن تفكّر مليّاً من الآن فصاعداً، فما تهدد به إسرائيل لن يكون قادراً على إصابة إسرائيل، كما ألمحت الصحيفة إلى أن صاروخ الحوثيين اجتاز مدى الدرع الجوية الذي نصبته أميركا في المنطقة، ولكن درع إسرائيل (مقلاع داوود) كان له بالمرصاد، وفق ما نقله الكاتب الغفوري. 

     

    هل استقبلت إيران الرسالة؟ تبدو إسرائيل حصينة ضد الأخطار العالية، هكذا تقدم نفسها. وليست مضطرة الآن للرد على الحوثيين. ستكتفي،ربما، باختبار منظومتها القوية جنوباً. مؤملة أن تلفت الأنظار إلى نظام دفاعي هو أكثر فاعلية وقدرة من القبة الحديدية التي سرقت الأضواء، وفق الصحيفة الإسرائيلية.

     

    ويرى الغفوري أن الحوثيين منحوا إسرائيل فرصة ذهبية لاستعادة مفهومها للردع، للتأكيد داخلياً وخارجياً على أنها منيعة كلّياً، وللقول مجدداً: سأحسم التهديد الصغير في غزة، ثم سينتهي كل شيء. فما من شيء خارجي قادر على تهديد وجودنا. 

     

    قبل أيام تخوف دنيس روس، أبرز مهندسي السلام في الشرق الأوسط، من أن صواريخ حماس وحزب الله تهدف إلى تأسيس يقين جديد في إسرائيل مفاده "هذه بلاد خطرة لا تصلح للعيش". قدم نصيحته قائلاً: هذا خطر وجودي، يهدد فكرة الدولة نفسها، لا تتوقفوا قبل القضاء عليه، وفق الغفوري. 

     

    وبحسب الغفوري، فإن اصطياد الصواريخ الحوثية من شأنه أن يعيد التأكيد على أن إسرائيل أبدية وتصلح للعيش، لا تهاجروا. 

     

    لكن الكاتب الغفوري أكد أنه: "كما حدث في كل حلقة من تاريخ  الدولة- الكيان فإن ضحاياها سيبتكرون وسائل احترافية تزعزع ذلك اليقين ما إن يستقر". 

     

    أما الحوثيون -يقول الغفوري- إن كانوا فعلاً يريدون إيقاف الحرب على الفلسطينيين، فيعرفون جيداً أن تهديد السعودية أو إسرائيل ليس هو الطريق الصحيح. لو شاؤوا لعبثوا بأمن البحار القريبة وغيروا القواعد كلها، فهم على كل حال إيرانيون ومارقون في نظر العالم. ولكنهم يختارون ما يناسب الضجيج والكاميرا.

    قد يعجبك ايضا!