اخبار هامة

    فنانو إب على الهامش!

    فنانو إب على الهامش!

    نشوان النظاري-خاص

    تزخر محافظة إب بعدد هائل من الفنانين والمبدعين في مجال التمثيل والدراما ولهم مشاركات واسعة في العديد من الأعمال الفنية الكبيرة خلال المراحل السابقة، بيد أن معظمهم ومنذ عدة سنوات أصبح على الهامش، في وضعية الطيران، خارج التغطية، ليسوا ضمن اهتمام مؤسسات الإنتاج الرسمية في العاصمة صنعاء.


    معظم فناني المحافظة يتم استبعادهم من الأعمال الفنية خلال المواسم الرمضانية والأسباب مجهولة، ثمة إقصاء غير مبرر، وتعامل لا أخلاقي حيال نخبة من النجوم أمضت جل حياتها في خدمة المسرح والفن وخلق واقع ثقافي صحي يحارب ثقافة الموت والقتل والإرهاب، واقع يمجد ثقافة البناء والعمل والإنتاج ويعالج قضايا مجتمعية تؤرق الضمائر اليقظة وكذا تكشف ما يتعرض له الوطن من حروب فكرية وثقافية وقضايا دخيلة باتت تشكل اليوم هاجسا لكل وطني شريف، وخطر محدق على الأسرة والبناء المجتمعي.


    عندما نتحدث عن فن فنحن نعني تلك الأعمال الدرامية بمفهومها الحضاري والمدني، بمحدداتها الفكرية ومنطلقاتها الثقافية والمجتمعية، فن يواجه ارجوازات السوشل ميديا ومجانين الليكات والمعجبين والمتابعين على حساب النص والحضور اللائق للشخصية اليمنية والتي تعرضت بفضل هؤلاء إلى إساءات وتشويه فظيع من الصعب محوه.


    اليوم، وقد بدأ العد التنازلي لانطلاق الموسم الرمضاني المقبل، بات من الواضح جليا أن تلك المؤسسات ستمضي في غيها ولن تكترث لأحد طالما وهي تمتلك المال والنفوذ وبعيدة عن أية رقابة، مؤسسات حصرية هي من تدير العملية بمنتهى الاريحية لا تخشى مطلقا من المحاسبة وليس لها الخبرة الكافية في التعامل مع النصوص الجامعة واستيعاب كافة الفنانين وإنجاز كل ما قد يوحد الأمة ويحقق الأهداف والغايات المرجوة، بيد أننا، على كل حال، نأمل أن نشاهد موسم متنوع متناغم وأعمال تستحق النقد والاثراء والمشاهدة.


    تعد الشللية واحدة من أبرز أسباب تدني وانخفاض مستوى جودة الفن اليمني، بل وانحداره نحو الهاوية، وتلك الحالة الرثة نتوارثها أجيال بعد أخرى، وما يحدث خلف الكواليس أمر في غاية السخافة والفوضى، تخيلوا حتى تصوير المشاهد تخضع للمجاملة والمحاباة وحسب رغبة المخرج وجهة الإنتاج ورغبة قيادة تلك المؤسسات.


    يقع على عاتق نقابة الفنانين اليمنيين وجمعية الفنانين المسؤولية المهنية والأخلاقية حيال كل هذا العبث والمزاجية التي تحكم سوق الفن، ينبغي أن لا يتم إقصاء أحد، هو موسم واحد ووحيد طوال العام ويجب أن يستوعب الأغلب لا سيما الصف الأول المؤسس وكل من لديه القدرات الفنية المتقدمة من فئة الشباب وعدم إغفال جانب المرأة والعمل بمهنية وتجرد لا يخضع مطلقا للسياسية أو الانتماء وتقديم أعمال إنسانية تجسد قيم المروءة والخير والنبل والحب والتعاون وغيرها من المثل السامية، وتلك الأعمال وحدها من تقاوم الغياب والنسيان.


    تسربت الكوادر الأكاديمية إلى خارج الوطن، ولحقتها الكوادر الفنية، وها نحن نشاهد اليوم بيوتات تجارية ورجال أعمال يسحبون استثماراتهم للخارج بشكل تدريجي، ما يعني أن رأس المال الوطني الحقيقي على حافة الخطر، وينبغي إعادة النظر واستيعاب الإنسان الخلاق محور التنمية وأساس التطور والبناء وأهم ثروة وطنية متجددة ومستدامة. استمرار وضعية البيئة الطاردة للإبداع والابتكار ومعادلة التهميش والإقصاء ستفضي إلى واقع موبوء بالفشل والتقوقع والاضمحلال.


    فنانو إب ومذ زمن متكدسين على الرفوف تمضي بهم الحياة إلى الجنون والضياع، تحاصرهم جحود المؤسسات المعنية وتقاعس الأنظمة الحاكمة والفاقة وشظف العيش ومهزلة أن يتحول فنان أمضى جل عمره في خدمة المهنة إلى أعمال لا تناسب تاريخه وقدراته وطموحاته وإبداعاته التي طمرها الاوغاد والاغبياء في لحظة وطنية طارئة.


    من صفحة الكاتب على "فيسبوك"

    قد يعجبك ايضا!