اب بوست-متابعات
تتواصل منذ أيام تحضيرات المواطنين في اليمن لاستقبال عيد الأضحى المبارك، والمتمثلة بشراء ما يقدرون عليه من المتطلبات العيدية التي اعتادوا عليها خلال السنوات السابقة، وعلى رأسها الأضاحي التي يحرصون على تأمينها بطرق مختلفة كتربيتها في المنازل أو شرائها من الأسواق المنتشرة في داخل المدن.
وتزدحم أسواق المواشي في عدد من المدن اليمنية بالمواطنين الباحثين عن الأضاحي، إلا أن أسعارها شهدت هذا العام ارتفاعاً كبيراً ما قد يدفع الكثيرين نحو العزوف عن الشراء واللجوء إلى بدائل أخرى كاقتناء اللحوم أو تلقي كميات مشابهة من بعض المنظمات والمبادرات الخيرية، كما يقول مواطنون لـ”العربي الجديد”.
وسجلت أسعار المواشي في مدينة تعز، وسط اليمن، تزايداً كبيراً مقارنة بغيرها من المدن ما يفاقم الصعوبات أمام التحضيرات العيدية ويزيد من عجز المواطنين عن شراء الأضاحي إلى جانب الملابس والمكسرات والحلويات العيدية، لا سيما مع اشتداد الفقر وندرة الأعمال وجفاف مصادر الدخل وتردي الوضع الاقتصادي بفعل الحصار المطبق على المدينة من قبل جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) منذ العام 2015.
ومنذ أيام تشهد الأسواق والمحلات في مدينة تعز إقبالاً ملحوظاً ومتفاوتاً من قبل المواطنين الذين يستنفرون قدراتهم المادية المتواضعة لتأمين كميات، ولو شحيحة، من المتطلبات العيدية، في محاولة لإحياء بعض مظاهر الفرحة في أوساط أسرهم واستعادة الأجواء العيدية المألوفة رغم قسوة الظروف ودخول الحرب عامها التاسع.
يقول الناشط أحمد منصور لـ”العربي الجديد” إن الأسعار مبالغ فيها والكميات المتوفرة من الأضاحي وغيرها محدودة والباعة عددهم محدود، بينما عدد المواطنين كبير ودخلهم محدود والرواتب متواضعة القيمة، ولذا يصعب عليهم الشراء في ظل هذه الأوضاع واستمرار إغلاق الطرق الرئيسية من قبل الحوثيين وعدم تمكن التجار ومربي المواشي من دخول المدينة بشكل سلس.
ويضيف أن “أسعار الماعز تتراوح ما بين 150 ألف ريال (يعادل 120 دولاراً) و200 ألف ريال (يعادل 150 دولاراً) أو 250 ألف ريال (يعادل 190 دولاراً)، أما العجول فيتراوح سعرها بين مليون ريال (800 دولار) ومليوني ريال (1600 دولار) ومن المتوقع أن لا يشتري معظم الناس أضاحي هذا العام ويكتفوا بشراء اللحمة بالكيلو”.
وخلال هذا الموسم تزداد الأمور سوءاً مقارنة بالمواسم السابقة، إذ ارتفعت الأسعار ضعف ما كانت عليه في العام السابق واشتد افتقار المئات للمال، ما زاد مستوى تركيز الغالبية على توفير المواد الغذائية واستبعاد كثير من المتطلبات العيدية من قائمة اهتمامهم.
ويذكر المواطن خالد محمد لـ”العربي الجديد”: “نحن في هاوية وليس لدينا أي شيء، لا أضاحي ولا ملابس أطفال والأسعار ضعف ما كانت عليه في العام الماضي لأسباب متعددة بينها غياب الدولة والأمن والرقابة وجهات انفاذ القانون .
وتسبب الانقسام النقدي وما رافقه من فارق كبير بين قيمة الطبعة النقدية الجديدة والمتداولة في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية ونظيرتها القديمة والمتداولة في مناطق الحوثيين بالمزيد من التعقيدات أمام تجار المواشي.
ويذكر بائع المواشي علي سالم لـ”العربي الجديد” إن: “المواشي في الميناء لها سعر وهنا في مدينة تعز لها سعر آخر فاختلاف قيمة العملة المحلية ضرب الأسعار وأصبحت قيمة الشيء بالطبعة الجديدة بضعف قيمته القديمة”.
العربي الجديد