اخبار هامة

    رايتس ووتش: ألغام الحوثيين تحصد أرواح آلاف اليمنيين وتُدّمر سبل عيشهم

    رايتس ووتش: ألغام الحوثيين تحصد أرواح آلاف اليمنيين وتُدّمر سبل عيشهم

    اب بوست-متابعة خاصة

    قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الخميس، إن الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في مناطق واسعة من اليمن، حصدت أرواح آلاف المدنيين، ودمرت سبل عيشهم، داعية إلى دعم دولي كبير لنزع تلك الألغام.
     

    وأضافت في تقرير لها، أن الألغام التي زرعتها قوات الحوثي في اليمن تستمر في قتل المدنيين وتتسبب لهم بإصابات خطيرة في المناطق التي توقفت فيها الأعمال العدائية النشطة وتمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، في مخالفة للقانون اليمني و"معاهدة حظر الألغام لعام 1997"، اللذان يحظران أي استخدام للألغام الأرضية المضادة للأفراد مهما كانت الظروف.
     

    وقالت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش: "استهزأت قوات الحوثي لسنوات بحظر الألغام الأرضية، والمدنيون اليمنيون يدفعون الثمن بما أن هذه الأسلحة تقتل وتجرح دون تمييز. هناك حاجة ملحة إلى تسريع إزالة الألغام الأرضية لإنقاذ الأرواح وتفادي المعاناة غير الضرورية وضمان أن يتمكن الناس من الوصول بأمان إلى منازلهم وسبل عيشهم".


    وأضافت: "سبق أن قال الحوثيون لـ هيومن رايتس ووتش إنهم يعتبرون معاهدة الألغام الأرضية ملزمة، ومع ذلك، فقد زرعوا ألغاماً محظورة عبر مساحات واسعة من الأراضي في اليمن، مما أسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين وتشريد كثيرين آخرين".


    وأشارت المنظمة إلى أن باحثوها زاروا "الشقب" التي تقع في مديرية صبر الموادم في الجبال المحيطة بمدينة تعز، في أبريل/نيسان 2024، وقابلوا سبعة من السكان، من ضمنهم أربعة ناجين من الألغام الأرضية، وشخصان فقدا أقارب لهما بسبب الألغام الأرضية، وعاقل قرية الشقب، مشيرة إلى أن جميع من قابلوهم نزحوا من منازلهم إلى قرية مجاورة، وأن الناجون الأربعة لديهم جميعا إعاقة دائمة بسبب إصاباتهم.


    وأوضحت المنظمة أن الألغام الأرضية غير المزالة، كان لها أثر كارثي على سكان قرية الشقب، ناقلة عن عاقل القرية تأكيده مقتل 6 أشخاص وإصابة 28 آخرين جراء حوادث الألغام في القرية منذ مابعد حصار الحوثيين لتعز في العام 2015م.


    وأضافت أن فريقها قابل مسؤولين في وكالتين وطنيتين تنسقان إزالة الألغام، "المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام" و"المركز اليمني لتنسيق إزالة الألغام"، وعضوا في "اللجنة الوطنية اليمنية لحقوق الإنسان" وثّق استخدام الألغام الأرضية في المنطقة.


    ونقلت المنظمة عن عاقل حارة قرية الشقب، قوله إن معظم سكان الشقب، أغلبهم مزارعون أو رعيان، نزحوا من أرضهم في بدايات النزاع، وبما يعادل أكثر من 527 عائلة.


    وأضاف "مع تراجع الأعمال القتالية النشطة في السنوات القليلة الماضية، قُتل العديد من السكان الذين حاولوا العودة إلى منازلهم للاهتمام بأرض زراعية، أو رعي ماشيتهم، أو أُصيبوا بجروح خطيرة بسبب الألغام المضادة للأفراد، وقُتلت ماشيتهم أيضا. العديد من المصابين لديهم إعاقة دائمة".


    وقال العديد من السكان، إن قوات الحوثي بدأت منذ 2018 تتسلل إلى أراضيهم ليلا لزرع الألغام في منازلهم ومزارعهم وحولها. وبحسب منظمات إزالة الألغام، تعتبر قرية الشقب ملوثة بعدد كبير من الألغام المضادة للأفراد.


    ووثقت المنظمة شهادات العديد من الضحايا وأهاليهم ومعاناتهم جراء الإعاقات التي تسببت بها حوادث انفجارات الألغام الحوثية.


    وأشارت المنظمة إلى أن الألغام صعّبت أيضا على سكان القرية تأمين الطعام والحفاظ على دخلهم، وبحسب "برنامج الأغذية العالمي"، حتى فبراير/شباط 2024، كان 64% من سكان محافظة تعز دون طعام كاف، وتعز هي إحدى أربع محافظات في اليمن تواجه انعدام أمن غذائي "عالي الخطورة ومتدهور".


    وأضافت أن استخدام الألغام فاقم من الانعدام الشديد للأمن الغذائي.


    وذكرت المنظمة أنها وثقت بعمق العديد من حالات استخدام الحوثيين للألغام المضادة للأفراد في تعز ومحافظات أخرى، بما في ذلك في 2015، 2016، 2017، و2019.


    وأفادت مبادرة "مرصد الألغام البرية" التابعة لـ"الحملة الدولية لحظر الألغام البرية" بأن 582 شخصا على الأقل قُتلوا أو أُصيبوا بجروح بسبب ألغام أرضية أو المتفجرات من مخلفات الحرب في اليمن في 2022، بعد أن كان العدد 528 في 2021.


    وقالت هيومن رايتس ووتش إن الحاجة ملحة إلى دعم دولي أقوى لتجهيز موظفي إزالة الألغام ومساعدتهم على مسح المنطقة بشكل منهجي وإزالة الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب في اليمن.


    وأضافت أنه يتعين على الحكومة اليمنية والحوثيين، والوكالات الدولية أن تقدم التعويض والمساعدة والدعم المناسبين، وفرص العمل إلى المصابين، وعائلات المصابين والقتلى، بالإضافة إلى غيرهم من ضحايا الألغام الأرضية في اليمن.


    وشددت على ضرورة أن يشمل الدعم الرعاية الطبية، بما في ذلك الجراحة الترميمية والدعم النفسي، والأطراف الصناعية وغيرها من الأجهزة المساعِدة عند الاقتضاء، وإعادة التأهيل المستمر إذا لزم الأمر.
     

    وقالت جعفرنيا: "لن ينتهي الأثر الكارثي للألغام الأرضية في اليمن إن لم تحصل تعبئة كبيرة لإزالة هذه الأسلحة وتدميرها. يواجه الناس في اليمن مستويات كارثية من الجوع ويحتاجون بشدة إلى الوصول إلى أراضيهم الزراعية والمراعي الضرورية، لكن هذه الأراضي هي غالبا ملوثة بالألغام".

     

    قد يعجبك ايضا!