اب بوست-خاص
تبقى إب هي واحة الكرم، والمائدة المفروشة التي تضعها خلال شهر رمضان المبارك، لإطعام الجائع والمسافر وعابر السبيل، والمسكين والمحتاج، تلك هي العادة التي امتازت بها محافظة إب، ولا تزال تحافظ على هذه القيمة الأصيلة حتى اليوم.
ومع تدهور الأوضاع المعيشية، نتيجة الانقلاب الذي شنته مليشيا الحوثي على الدولة، وقطع مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها، وانعدام مصادر الدخل وغيرها، مقابل غياب لسلطات الأمر الواقع، التي عملت على تكريس حالة الفقر، كانت المبادرات المجتمعية هي الخيط الذي بات يرقع حاجة المجتمع، خلال الشهر الكريم.
حيث تتنوع المبادرات المجتمعية التي قام بها عدد من أبناء محافظة إب، في مختلف المديريات، لتنفيذ عدد من المشاريع الإغاثية خلال الشهر الكريم، فمن المطابخ الخيرية إلى إفطار المسافرين، وكذا توزيع السلال الغذائية على المحتاجين، وغيرها من الأمور التي كشفت حجم التضامن المجتمعي بين أبناء المحافظة.
المطابخ الخيرية
تقام في محافظة إب عدد من المطابخ الخيرية، والتي يقوم عليها مجموعة من الشباب المتطوعين بدعم من فاعلي الخير والمغتربين، وبجهود ذاتية، مستهدفة المئات من الأسر الفقيرة والمحتاجة، تأكيدا على حجم الروابط والتكاتف المجتمعي الذي تتميز به محافظة اللواء الأخضر.
في "يريم" شمال المحافظة، اقيم مطبخ خيري، مستهدفا نحو 100 أسرة يوميًا، تنفذه مؤسسة بساط الخير التنموية بمدينة يريم، مستهدفا الأسر الفقيرة والمحتاجة، حيث يقام المطبخ للعام السابع على التوالي، اضافة إلى بعض الوجبات الأخرى كمشروع إفطار المسافرين وغيرها، وفقا لما نشرته المؤسسة في صفحتها على وسائل التواصل.
.
وفي المدينة القديمة بمدينة إب، يقام المطبخ الخيري للعام السادس على التوالي، والذي يشرف على تنفيذه الشاب فؤاد سعد، ويقام بدعم من فاعلي الخير، وجهود ذاتية حرص الشاب فؤاد على متابعتها لأجل إقامة هذا المطبخ الذي باتت الأسر تنتظره خلال شهر رمضان.
كما يقام مطبخ في مدينة إب تنفذه مؤسسة سفراء الخير، وتستهدف نحو 1000 أسرة يوميًا، من الاسر الفقيرة والمحتاجة والأيتام والأرامل، وتنفذه المؤسسة للعام الثامن على التوالي، وغيرها من المطابخ الأخرى الموزعة في محافظة إب، والتي لم نستطع حصرها، كون الهدف اليها فحسب.
مساعدات وإغاثات
إضافة إلى ما سبق ذكره فيما يتعلق بالمطابخ الخيرية، كذلك تشهد محافظة إب استنفارا كبيرا من قبل الكثير من الشباب والنساء كذلك بعمل مبادرات شبابية تهدف إلى تقديم العون والمساعدة لعدد من الأسر المحتاجة.
تقوم تلك المبادرات الطوعية بجمع تبرعات من فاعلي الخير والمغتربين، وتوزيعها على المحتاجين إما نقدًا، أو عيني، على شكل سلال غذائية، والتي تساعد في التخفيف من مأساة الأسر، خصوصا المعلمين والأيتام وغيرهم.
كما تنفذ المبادرات عددا من المشاريع التطوعية خلال الشهر الكريم، مثل فرش المساجد، وإعادة صيانتها، وكذا توفير احتياجات المساجد من الطاقة الشمسية ومكبرات الصوت وغيرها، بجهود ذاتية، ودعم من فاعلي الخير.
كما يقوم شباب المحافظة بتقديم المساعدات للحالات المرضية، من خلال جمع التبرعات لها، سواء من المغتربين، أو من فاعلي الخير والتجار المتواجدين داخل المحافظة، للتأكيد على حجم التضامن الواسع الذي يبديه أبناء المحافظة، لقهر ظروف الحرب، والانقلاب الحوثي، ومآساتها التي وصلت كل بيت في اليمن.
جهود ذاتية
يأتي هذا في الوقت الذي أغلقت مليشيا الحوثي الجمعيات الخيرية، والتي ظلت تعمل في الحقل الخيري لعقود مضت، وقامت المليشيا بالسيطرة عليها، والسطو على ممتلكاتها، لكن جهود أبناء إب الذاتية، كانت كفيلة بإثبات أن التكاتف المجتمعي سيظل حاظرًا رغم الصعوبات والمعوقات.
حيث الملاحظ من خلال ما ذكر أعلاه، تنوع أساليب المساعدات الإنسانية، ليس كعمل خيري مؤسسي فحسب، بل وأيضا كمبادرات شخصية، أو مجتمعية مبتكرة. برغم التحديات والعوائق الكثيرة التي تواجهها المحافظة الأكثر كثافة سكانية في البلاد، في ظل سيطرة مليشيات الحوثي على كافة تفاصيل الحياة بقبضة أمنية حديدية.