اب بوست-خاص
"الحوثي مشروع دمار شامل.." هكذا وصف الصحافي اليمني المفرج عنه من سجون المليشيا "عبدالخالق عمران"، بعد ثمان سنوات قضاها برفقة المئات من زملائه الصحفيين، لم تكتف المليشيا بممارسة صنوف كبيرة من التعذيب عليهم، بل وصل بهم الحد إلى إصدار حكم بالإعدام على "عمران" وثلاثة صحفيين أخرين.
وصل الصحافي عبدالخالق عمران، وزملائه الصحفيين، إلى مطار "تداوين" في مدينة مأرب، أمس الأحد، في ثالث أيام الصفقة التي رعتها الأمم المتحدة، بعد مشاورات الحكومة والحوثيين في مدينة برن السويسرية مطلع مارس الماضي، وقضت بالإفراج عن 880 من الجانبين.
وأكد "عمران" في حديثه لوسائل الإعلام عقب وصوله مطار مأرب، أن "صنعاء تعيش في سجن كبير"، لافتا إلى أنهم خلال مرورهم في شوارع صنعاء، أثناء نقلهم من السجن إلى مطار صنعاء، الذي تم نقلهم منه إلى مأرب، لم يجدوا إلا صور القتلى، التي ملأت بهم المليشيا الشوارع والحارات، وجدران المؤسسات الحكومية والخاصة، باعتبار الحوثي مشروع موت؛ فحسب.
الحوثي قرين الموت
وبالنظر إلى واقع المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثي، فإن الحال من بعضه كما يقال، فالموت هو الشيء الذي يتقنه الحوثيون، ويوزعونه في مختلف القرى والمدن والأرياف اليمنية، وحيثما وصل مشروعهم، فالموت قرين الحوثي، أينما حل وارتحل.
في خضم فرحته الكبيرة بتحريره من سجون المليشيا، لم ينسَ الصحافي "عمران" زملائه المختطفين، وبقية القادة العسكريين والمدنيين، وعلى رأسهم الاستاذ محمد قحطان والقائد العسكري فيصل رجب، مؤكدا أن الفرحة الكبرى ستكون بتحرير هؤلاء وكذا تحرير صنعاء من مليشيا الحوثي.
وحذر عمران، من مشروع الحوثي، ودعا الجميع للتنبه لهذا الأمر، مؤكدا في السياق نفسه، أن الجميع بات متنبه لهذا الخطر الداهم، وهذا المشروع الذي يزرع الموت حيثما وصل، مشيرا إلى ما تعيشه صنعاء، مؤكدا أنه لا يوجد أي شيء يبعث على الحياة فيها، عدى رائحة الموت المنتشرة في مختلف الأماكن.
لم تكن كلمات الصحافي "عمران"، سوى تكثيف مختزل لمشروع يجب على الجميع التصدي له بكل السبل والامكانيات المتاحة، نظرًا لما عايشه الصحفي "عمران" مع زملائه المختطفين في سجون المليشيا لثمان سنوات، مورست بحقهم أبشع أنواع التعذيب، والانتهاكات، لكنها لم تزدهم سوى تمسكًا بالمشروع المقاوم والمناهض للحوثي حتى النصر باذن الله.
الحوثي مدمن تعذيب
"مدمنو تعذيب"، هكذا وصف الصحافي "توفيق المنصوري" المفرج عنه من سجون مليشيا الحوثي برفقة الصحافي عبدالخالق عمران، مؤكدا أن القيادي الحوثي "عبدالقادر المرتضى" متورط في تعذيب المختطفين في سجون مليشيا الحوثي الإنقلابية.
وقال المنصوري في أول تصريح له عقب وصوله مأرب، إن رئيس لجنة الأسرى التابعة للحوثيين عبدالقادر المرتضى هو من يقوم بتعذيب المختطفين بنفسه، ويقوم بسرقة أموالهم، مؤكدا أن "المرتضى يعاني من أزمة نفسية، وأضحى مدمن تعذيب".
وأشار المنصوري إلى أثار التعذيب على جسده، موضحًا أن "المرتضى هو المتورط في هذه الجريمة والتي كانت في اغسطس من العام الماضي"، مؤكدا أن "المرتضى يقوم بنهب 90% من الأموال التي يرسلها الأهالي لأبنائهم المختطفين"، داعيًا إلى "وضع اسمه ضمن قائمة الإرهاب".
إعلان حربٍ على الصحافة
ويمثل يوم التاسع من يونيو 2015م بمثابة إعلان حربٍ حقيقي على الصحفيين اليمنيين من قبل مليشيا الحوثي، فقد عمدت إلى مداهمة مقر عمل تسعة من الصحفيين في أحد فنادق العاصمة صنعاء، أثناء ممارسة عملهم، واقتيادهم الى أحد أقسام الشرطة، ثمّ نقلهم الى البحث الجنائي، كبدايةٍ مؤلمة لمسيرة اعتقالٍ وإخفاءٍ قسري.
وعكست فترة اختطاف الصحفيين ومعاملتهم في المعتقل جرم مليشيا الحوثي، وبيّنت فظاعتها وبشاعتها بحق الصحافة، وبحق حريّة الرأي والتعبير.
وعانى الصحفيون في سجون الحوثي أصناف العذاب، وارتكبت بحقهم أبشع الجرائم، حيث كشفت رابطة أمهات المختطفين في العام 2018 "أنّ الصحفيين المختطفين في سجون الحوثي، يُغمى عليهم، من شدّة التعذيب الذي يتعرضون له".
ولم تكتفِ جماعة الحوثي بإرهاربها المتواصل ضدّ الصحفيين المختطفين، وارتكاب أبشع الجرائم بحقهم، وتعذيبهم، وحرمانهم من الدواء، بل قامت بإحالتهم الى المحكمة الجزائية المتخصصة -رغم عدم مشروعيتها وما ينتج عنها من أحكام غير قانونيّة- بتهم كيديّة.
وفي أبريل 2020، قضت محكمة تابعة لجماعة الحوثي حكمًا بإعدام أربعة من الصحفيين المعتقلين وهم: "عبدالخالق عمران، وأكرم الوليدي، وحارث حميد، وتوفيق المنصوري".
وقضى الحكم أيضًا بمعاقبة الصحفيين هشام طرموم، وهشام اليوسفي، وهيثم الشهاب، وعصام بلغيث، وحسن عناب، وصلاح القاعدي بالسجن، ووضعهم تحت رقابة الشرطة مدّة ثلاث سنوات، في حادثةٍ غير مسبوقة في تاريخ الصحافة اليمنيّة.