مجدي محروس-خاص
في كل مرة يقترب اليمنيون من حسم معركتهم مع المليشيات الحوثية يتدخل المبعوث الاممي لإنقاذها في اللحظات الاخيرة تحت يافطات إنسانية مخادعة وشعارات حقوقية كاذبة.
ودائماً ما يظهر قلق المبعوث الأممي وحرصه على بسطاء اليمنيين عندما يكون الحوثي في ورطة حقيقة ومأزق فعلي.
من جمال بن عمر مروراً بولد الشيخ ثم غريفث وصولا إلى هانس لم يتغير السلوك الأممي المتباطئ في حلحلة الاوضاع في اليمن والمتواطئ مع المليشيات الحوثية ضد اليمنيين.
فمن اتفاقية السلم والشراكة إلى اتفاقية استوكهولم حتى خارطة الطريق التي يتم تسويقها والترويج لها اليوم كلها مساعي اممية تنتقص من تضحيات اليمنيين وتبقي على المليشيات الحوثية كقوة أمر واقع.
يغيب البسطاء والفقراء والمعدمون والمتعبون والنازحون والمهجرون من مشاعر المبعوث الاممي كثيراً ولا يحضرون إلا نادراً ومن قبيل ذر الرماد في العيون.
يفتقد اليمنيون انسانية الأمم المتحدة عندما يمارس الحوثي بحقهم أبشع الجرائم الإنسانية وأفظع الانتهاكات الحقوقية.
لا يشعر اليمني بوجود الأمم المتحدة إلا عندما تتعرض المليشيات الحوثية لتهديدات حقيقية ومخاطر وجودية.
أين كانت إنسانية الامم المتحدة والحوثي يصدر وينفذ أحكام الإعدام بحق العشرات من الابرياء من ابناء تهامة ؟
واين كان حرص الامم المتحدة على الاقتصاد اليمني عندما كان الحوثي يستهدف المنشئات الحيوية ومصافي النفط ويستولي على موارد الدولة وينهب البنوك.
وأين كان الضمير الأممي عندما كان الحوثي يغلق الشركات المصرفية ويصدر القرارات بحق القطاع الخاص والتجار في مناطق سيطرته؟
صحوة الضمير الاممي في هذا التوقيت ليست بريئة ابدا لأنها تخدم المصالح الحوثية بدرجة رئيسية.
ما كان للحوثي أن يستمر كل هذه المدة لولا استمرار العبث الاممي بمصير اليمنيين ومساهمتها في تسمين وتضخيم عدوهم.
المطالبة بتأجيل قرارات البنك المركزي اليوم من قبل العابث الأممي تؤكد مدى فاعلية وتأثير ونجاعة تلك الاجراءات في ايقاف عبث الحوثيين بمستقبل اليمن واستخفافهم بحياة اليمنيين، إن اي تراجع اليوم عن تلك القرارات التي تأخرت كثيراً يعتبر انتحاراً سياسياً للحكومة والمجلس الرئاسي وانتكاسة سيدفع الجميع ثمنها.
ما الذي حققه المبعوثين الامميين حتى اليوم في اليمن غير تمييع القضية اليمنية وتطويل امد الصراع والسعي لشرعنة المليشيات وملشنة الشرعية.
صفقات التبادل للأسرى والمعتقلين التي يتفاخر بالإنجاز فيها المبعوث الأممي الاخير هانس ما تم منها من قبل بعض الشخصيات والوسطاء المحليين أكثر مما أنجزه المبعوث الأممي بكل امكانيات الامم المتحدة وسلطاتها.
لقد عجزت الامم المتحدة عن معرفة مصير السياسي محمد قحطان فضلا عن الانتصار لقراراتها المتعلقة بالإفراج عنه.
يتجاوز المبعوث الاممي صلاحياته كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة مهمته الاولى والاخيرة الوساطة لحل النزاع والتوفيق بين الفرقاء اليمنيين إلى تقديم التوجيهات واصدار الاوامر للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا والمجلس الرئاسي المتوافق عليه يمنياً.
تدخلات المبعوث الأممي السافرة تعكس مدى التردد والتلكؤ الأممي في دعم الشرعية والاصرار والحرص على بقاء الحوثيين واستمرارهم كمنصة صواريخ لتهديد دول المنطقة وقوة تحمي المصالح الغربية في اليمن.
ومالم تكن هناك مناصرة شعبية اليوم لقرارات البنك المركزي والتفاف جماهيري لدعم وتأييد الشرعية فلا غرابة إن تحولنا إلى متمردين وانقلابيين واصبحت المليشيات الحوثية الطرف الشرعي في نظر الأمم المتحدة.