اب بوست-متابعات
محافظة إب التي شكلت قديماً محوراً مهماً لإسناد ثوار اليمن في شمال الوطن وجنوبه، وكانت ولا تزال عصية على الفكر الكهنوتي الإمامي، وذلك لتسلح أبنائها بالفكر التنويري وانعدام الحاضنة الشعبية للأفكار الإمامية، وهو ما جعلها من أهم المحافظات الجمهورية التي قارعت الظلم والاستبداد.
مؤخراً.. شهدت محافظة إب ، خلال احتفال اليمنيين بعيد ثورة الـ 26 من سبتمبر، سلسلة واسعة من الانتهاكات والجرائم الحوثية، خاصة الذين كتبوا عن الثورة ودعوا للاحتفاء بها في ذكراها الـ 62.
التخوف الشديد لمليشيا الحوثي من أي احتفال في إب لخصوصية المحافظة، ولا تملك المليشيات في المحافظة، حاضنة شعبية أو جماهيرية، إضافة إلى الرمزية التي تحضا بها المحافظة، خاصة وأن كاتب أهداف الثورة، وأحد أبطالها الشهيد علي عبدالمغني الذي ينتمي أحد أبناء محافظة إب.
واختطفت مليشيا الحوثي عددا من السياسيين والوجاهات والتربويين والناشطين والإعلاميين في عدد من مديريات محافظة إب، الذي دعوا وتفاعلوا على مواقع التواصل الاجتماعي للاحتفال بالثورة.
ولا يزال كثير منهم مغيب في سجون المليشيات، كأسلوب ممنهج تمارسه مليشيا الحوي لترهيب المجتمع ومنعهم من الاحتفاء بعيد الثورة التي أطاحت بالنظام الامامي الكهنوتي المستبد.
الاستعدادات في إب كغيرها من المحافظات، بدأت مبكرا هذا الغام على غير العادة، وهو ما أثار مخاوف المليشيات.
بحسب مراقبين فإن اليمنيين عرفوا قدر وعظمة ثوة الـ26 من سبتمبر مما دفعهم للاحتفاء بها على غير العادة كما كان الحال في السنوات الماضية.
السبب كما يقول كثيرون جرائم وانتهاكات المليشيات الحوثية التي عرّفَت اليمنيين قدر ثورة 26سبتمبر، وعظمة الثوار الذين أطاحوا بنظام الإمامة والذي يعتبر المليشيات الحوثية امتدادا لهذا المشروع الطائفي المتخلف.
منع المدارس من الاحتفال بالثورة
واستخدمت مليشيا الحوثي أساليب عدة لمنع الاحتفال بعيد الثورة، ومواجهة الناشطين والمحتفلين، خطة المليشيات لمواجهة الاحتفال بالثورة، تمثل في عدد من الانتهاكات تمثلت في منع المدارس الحكومية والأهلية من إقامة أي نشاط وفعالية بذكرى الثورة.
حيث هدد القيادي في مليشيا الحوثي الإرهابية عبد الفتاح غلاب، المدارس التي ستحتفي بذكرى ثورة 26 سبتمبر، بالعقوبات القاسية، بعد لقائه عدد من مدراء المدارس في مدينة إب، كما هدد مسؤولي المكاتب في مديريات أخرى لذات الهدف.
كما هدد المعلمات بالقول "أي مُدرّسة ستحتفل بسبتمبر لا تلوم إلا نفسها"، وطالبنهن بأنشطة أخرى لإحياء ذكرى يوم النكبة 21 سبتمبر 2014.
اختطافات بمديرية السدة
كانت مديرية السدة مسرحا لانتهاكات المليشيات على ذمة الاستعدادات أبناء المديرية لإحياء ذكرى الثورة.
حيث خطفت المليشيات بحسب تقارير حقوقية نحو 120 شخصا، بتوجيهات من مدير أمن المديرية بتوجيهات القيادي في المليشيات يدعى "الوشلي" والذي عينته المليشيا مديرا أمن المديرية.
اختطافات بمدينة إب
في مدينة إب عاصمة المحافظة شنت المليشيا حملات عدة اختطفت فيها العشرات من أبناء المدينة، بينهم، التربوي عبدالعزيز الفضلي، والمحامي اكرم الطاهري، والناشطين أمجد مرعي، ويحيى الجعشني وآخرين، بعد دعواتهم للاحتفال بذكرى الثورة.
نشر المسلحين
ومع اقتراب موعد حلول ذكرى ثورة سبتمبر، نشرت مليشيا الحوثي مسلحيها بعدد من أحياء وشوارع مدينة إب عاصمة المحافظة، تحسبا لإقامة أي فعالية احتفاء بالثورة.
ومع كل وسائل الترهيب التي مارستها المليشيات بحق أبناء المحافظة، إلا أنه وفي مساء الأربعاء ليلة الـ 26 من سبتمبر الماضي، شهدت محافظة إب، إطلاقا كثيفا للألعاب النارية في سماء المحافظة، خاصة في سماء مدينة إب عاصمة المحافظة.
رسائل تحد للمليشيات
شكل احتفال المواطنين عملية تحد للمليشيا، لتمتد تلك الاحتفالات لجميع مديريات المحافظة، حيث أطلقت الألعاب النارية وأوقدت شعلة الثورة بقمم الجبال في عزل ومديريات المحافظة.
كما رفع أبناء المحافظة العلم الوطني في أسطح المنازل وعلى متن السيارات والدراجات النارية، بالرغم من مصادرتها من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.
تخبط وإرهاب
الناشط الإعلامي والحقوقي أحمد هزاع أحد أبناء محافظة إب، قال بأنه وفي ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها محافظة إب من انتهاكات واختطافات مستمرة زادت حدتها منذ مطلع سبتمبر الماضي، وذلك دليل على تخبط المليشيا ومحاولة لترهيب الناس الذين رفعوا الأعلام اليمنية أو الإحتفالات الشعبية بذكرى ثورة سبتمبر المجيدة.
وأوضح "هزاع" أن المليشيا ركزت في انتهاكاتها وزيادة قبضتها الأمنية في مديرية السدة لخصوصيتها بكونها مسقط رأس قائد ثورة سبتمبر الشهيد علي عبدالمغني، بالإضافة لإنتهاكات أخرى في مديريات جبلة والمخادر وحبيش وذي السفال والشعر وبعدان والنادرة والعدين وغيرها من المديريات.
وأبدى هزاع استغرابه من غياب المنظمات الحقوقية والإنسانية في إب، مطالبا تلك المنظمات بالإلتفات للمحافظة وما تشهده من انتهاكات والضغط على المليشيات لوقفها.
توثيق 180 انتهاكا
في تقريرها الخاص بتلك الانتهاكات قالت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان (مقرها أمستردام)، إنها وثقت نحو 180 انتهاكاً حوثياَ طالت المدنيين في محافظة إب، ضمن 428 حالة انتهاك ارتكبتها مليشيا الحوثي في 10 محافظات يمنية على ذمة احتفال المواطنين بالذكرى الـ 62 لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة.
وحسب المنظمة فإن الانتهاكات تنوعت بين الاعتقال التعسفي والاخفاء القسري والاعتداء الجسدي وكذلك اللفظي، ومداهمة واقتحام منازل، والاعتداء على طالبات.
وأشارت إلى أن عدد المختطفين في محافظة إب بلغ 95 مختطفا بينم 4 تم إخفاؤهم قسرياً، فيما بلغ عدد من تعرضوا للاعتداء الجسدي 48 حالة، و22 حالة للاعتداء اللفظي، إضافة لـ14 حالة مداهمة واقتحام لبيوت مدنيين احتفلوا بهذه المناسبة الوطنية.
الصحوة نت