أحمد اليفرسي-خاص
العدو الصهيوني وكيانه اللقيط في فلسطين ليس محل جدل في عداوته وعدوانيته، أو كونه عدوا استراتيجيا لا مجال للتشكيك في التهوين من خطورته، كونه عدوا وجوديًا للعرب والمسلمين.
خلال 76 عامًا من استيطانيه لأرضنا لم يقدم برهانا واحدًا على كونه عدوا ثانويًا، بل ظل يقدم براهين تلو البراهين على كارثية بقائه في قلب أمتنا..
وحين اتجهنا للصراع مع إيران وذيولها وشيعتها في المنطقة، لم يكن لنا في ذلك اختيار ولا إرادة، كان ذلك اختيار إيران وشيعتها ابتداء، لقد ابتدروا منذ 2003م إلى استباحة أمتنا وأوطاننا، وتسابقوا مع الصهاينة على عواصمنا من يحتلها أولًا، وتفاخروا في 2014م بأن العاصمة العربية الرابعة سقطت بأيديهم، علاوة على تضمين مبدأ تصدير الثورة في دستور إيران، وتحول ذلك إلى مشروع سياسي عقدي حول منهجيات التعبئة والتحشيد الشيعي في المنطقة، مجاميع عدوانية للأنظمة والشعوب تتحفز للفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار.
لم تكن بوصلة العربي والمسلم في صراعاته متجهة سوى اتجاه واحد، هو العدو الصهيوني، وبعد أن قرر العدوان الأمريكي الغربي وفي مضمونه (الصهيوني) بسط سيطرته على المنطقة لتأمين إسرائيل، ادعى أن العراق لديه أسلحة كيماوية وبيولوجية ويجب تغيير النظام والقضاء على الخطر، لقد انتفض الشيعة حينئذ لمعاونة الاحتلال الأمريكي وتدخلت إيران بكل ثقلها في أفغانستان والعراق لمعاونة العدو المحتل، ودفعت بقطعان طائفية دموية لترتكب أبشع الجرائم بحق أهل السنة والعرب عموما.. ولأول مرة تنفجر في المنطقة بعد 2003م صراعات طائفية، أو بالأحرى تنطلق أكبر مجزرة طائفية عرفتها الدنيا والمنطقة، معززة بحقد قرون عند النظام الإيراني بتنسيق كامل مع الغرب، على تحفيزه للانفجار، لم يكن صراعا بقدر ماكان عدوان من طرف واحد، من طرف الشيعة بإدارة إيران وإشراف الاحتلال..
دربت القوات الأمريكية قوات الحشد الشعبي وقوات طائفية متعددة وعسكرت الطائفة وسلحتها لتتحول مهمتها في العراق وسوريا واليمن إلى سلاح طائفي دموي سفك دماء الملايين. وشرد عشرات الملايين، ودمر مدنا وآلاف القرى في تلك الدول، وحولها إلى دول منهارة تحتوشها وتنهشها الطائفية اللعينة، وتحقق للاحتلال الصراع المستدام الذي يؤمّن إسرائيل عقودا ويضمن تفوقها في كل شيء..
لم يقدم أحد خدمة مثل هذه لإسرائيل سوى إيران ومشاريعها الطائفية في العراق واليمن وسوريا.
بوصلة العداء الاستراتيجي لكل الأمة كانت إسرائيل، واليوم يحق للعرب والمسلمين جميعا أن يزيحوا عن طريقهم شوكة إيران وشيعتها حتى يستعتيدوا فلسطين. مالم فإن الصراع سيستمر عقودا وسيضمن الشيعة لإسرائيل إشغال الأمة بثارات الحسين وزينب بينما تمضي إسرائيل للتوسع من الفرات إلى النيل أوربما تتجاوز هذا الطموح ببركة الطائفية وثارات الشيعة.