اب بوست-خاص
أكد سياسيون وصحفيون وناشطون إعلاميون، أن حملة الاختطافات المسعورة التي شنتها مليشيا الحوثي بحق كوادر محافظة إب، وسط اليمن، تأتي في إطار استهداف العقول البشرية بالمحافظة، وانطلقت من حالة رعب حقيق تعيشها المليشيا من تنامي الوعي الشعبي في المحافظة ذات الكثافة السكانية.
جاء ذلك في حملة إلكترونية حملت وسم (إختطافات حوثية في إب) سلطت الضوء على حملت الاختطافات الواسعة التي تشنها المليشيا بحق كوادر محافظة إب منذ أكثر من شهرين.
وأوضح الناشطون في تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الحملة تأتي في ظل الرعب التي تعيشها المليشيا من احتمالية بروز انتفاضة شعبية عارمة.
وخلال الأسابيع الماضية شنت مليشيا الحوثي حملة اختطافات واسعة طالت العشرات من الأكاديميين والتربويين والمحامين والأطباء وموظفي الدولة، وتشير التقارير الحقوقية إلى اختطاف نحو 70 شخصاً خلال الشهرين الماضيين.
ذعر حوثي من تنامي الوعي المجتمعي
الناشط الإعلامي ابراهيم عسقين قال إن حملة الاختطافات الحوثية ضد النخب والمفكرين في محافظة إب، تأتي من خشية المليشيا من العقول وتنامي الوعي الشعبي.
وأضاف قائلا أن ما يجري هناك ليس مجرد قمع، بل محاولة ممنهجة لإعدام وعي الناس وكسر إرادتهم إلى الأبد.
من جهته يرى الصحفي مصطفى غليس، أن حملة الاختطافات، عملية منظمة تهدف إلى تفريغ المحافظة من الكفاءات والشخصيات المحترمة، وتدل على أن الحوثي لم يكتفي بالسيطرة على الأرض، بل يسعى إلى بتر العقل الذي قد يرفض سلطته أو ينهض بالمجتمع في وجهه.
عبدالكريم عمران، يؤكد في هذا السياق أن الحوثي يواصل معركته ضد وعي الناس بخطف الناشطين والمعلمين وشيوخ القرآن والأطباء والأكاديميين في إب، خوفا من الكلمة الحرة. موضحا أن ذلك يكشف هشاشة جماعة تعيش على الأكاذيب والشعارات الفارغة، ويدفعها خوفها الدائم من الانكشاف إلى ممارسة والقمع والترهيب لرواد الوعي وحجب مصادره.
الصمت.. احتجاج يستوجب العقاب
ويرى الكاتب الصحفي يونس العرومي، أن الحملة الشعواء التي تشنها المليشيا في إب، غير مبررة ولا تفسير منطقي لها غير أن الحوثي يخشى الصمت ويعتبره نوعاً من الاحتجاج.
وأضاف في تدوينة على منصة إكس، أن المليشيا داهمت بيوت الأكاديميين واختطفت الناس من أماكن عملهم، بلا ذنب ولا تهمة، سوى السكوت؟!!.
وتابع: "وهذا هو مآل يمن الحوثي، سيعاقبون الناس على سكوتهم. السكوت يراه الحوثي كاحتجاج عظيم مقلق تمارسه الأغلبيه ضد سياساته، والحوثي زعيم وجماعة يتلبسهم الخوف كل حين، كمجرم أفلت من الاعتقال في ساحة جريمته، ثم مكث كل عمره خائفا متربصا في انتظار لحظة القصاص".
من جانبه يؤكد الصحفي رماح الجبري، أن المليشيا الحوثية باتت تخاف حتى من الصامتين وتلاحقهم بالاختطافات والمضايقات، امتدادا لحالة الرعب التي تجعلها ترى في كل حرّ صامت مشروع انتفاضة شعبية ضد تسلطهم وظلمهم.
وأضاف: "حالة ذعر وخوف تعيشها المليشيا الحوثية وتتخوف من أي وعي شعبي يتشكل ضدها في مناطق سيطرتها التي تعيش ايضا حالة من الاحتقان والرفض الشعبي للمليشيا".
ترهيب ممنهج
ويؤكد الناشطون أن ما يجري في محافظة إب هو ترهيب ممنهج للمجتمع الرافض للعصابة الحوثية السلالية، ويعكس حجم الذعر من ثورة شعبية، حيث تعيش العصابة الكهنوتية حالة رعب وتوجس من السقوط المحتوم.
وفي هذا السياق يرى وكيل وزارة الثقافة محمد محمد المهدي، أن المداهمات الليلية الحوثية للأحياء والمنازل ونشر الفوضى والعنف في محافظة إب والاختطافات التي طالت عدد من الشخصيات بينهم تجار وأكاديميين وحفظة قرآن وطلاب جامعات وشخصيات اجتماعية هدفه إرهاب أبناء هذه المحافظة الأبية.
من جانبه يرى الإعلامي مصطفى القطيبي، أن الحملة الحوثية المسعورة، تكشف الوجه الحقيقي للمليشيا الحوثية الإرهابية التي لا تحتمل أي صوت حر، ولا ترى في المواطن سوى تابع أو عدو يجب إخراسه بكل الوسائل.
محاولة لتركيع إب
رئيس فرع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية في إب، كامل الخوداني، اعتبر هذه الاختطافات بأنه سعي حوثي حثيث لتركيع المحافظة التي أكد أنها لن تركع بل ستتحول إلى "بركان وجحيم في وجه كهنوت صعده الحقير ودجالها الكاذب".
وأضاف: "إب أكبر منكم..حاضرة التاريخ وماضيه قد تنحني لعاصفة الاجرام القادم من جبال صعدة محملاً بكل أحقاد الإمامة التي تراها خنجر موتها حاضراً كما كانت حبل مشنقتها قديماً، كنها لن تخضع بل تترقب بصمت لحظة الضربة الأولى والكلمة الأخيرة.
وأشار إلى أن الكهنوت الحوثي يتخبط في مديريات إب وقراها ومدينتها القديمة وسهولها ووديانها لايدري من أين سوف تأتيه ضربة خنجرها.
وختم الخوداني بالقول أن جرائم المليشيا بالمحافظة ومنهجية الاختطافات المستمرة ليست دليل قوة بقدر ماهي دليل حالة الرعب والخوف التي تعايشه هذه المليشيا ومن الجميع دون استثناء.