مجدي محروس-خاص
فرق كبير بين من يدافع عن مأرب وبين من يتدافع عليها، بين من يمثلها ومن يمثل بها أو يمثل عليها.البعض ممن يدَّعون الدفاع عن مأرب هم من يهاجمونها في الواقع و يشوهون صورتها بدافع الحرص عليها.
الدفاع عن مأرب يقتضي الامتثال لمشروعها الوطني وتبني رؤيتها المقاومة ومراعاة مصالحها العامة وحراسة نضالها والوفاء لتضحياتها، الدفاع عن مأرب يتطلب حسن تمثيلها من أعلى مسؤول داخل سلطاتها حتى أبسط نازح فيها.
ولان الدفاع عنها مهمة مشتركة ومسؤولية جماعية فلا بد أن يتعاون فيها جندي الامن مع الكاتب الصحفي و شرطي المرور مع سائق المركبة والناشط الاعلامي مع قاضي المحكمة و طالب الجامعة مع شيخ القبيلة.
من يخاف على مأرب من منشور أو يقلق على مصيرها من تغريدة أو يربط مستقبلها بترندات وهاشتاجات عابرة هو في الحقيقة يتدافع عليها ولا يدافع عنها.أما من يصورها على أنها عدو للحريات وخصم للقانون و ضد النظام وغريم الصحافة لا يحمل همها بقدر ما يتحامل عليها.
لا تمتلك مأرب ترف الوقت كي تلتفت للوراء وليس لديها فائض من الزمن لترد على الشائعات، لأنها ببساطة غير متفرغة للمعارك الجانبية.
ورغم كل المخاطر التي تهددها والمؤامرات التي تحاك ضدها إلا أن مارب لم تعد اليوم في موضع الدفاع فحسب بل أنها باتت على وشك الانتقال إلى مربع الهجوم والتحول نحو معركة اليمن الأخيرة مع المليشيات.
مأرب اليوم ليست بحاجة الى استدرار الشفقة ولا إلى استجداء التضامن و لا إلى البحث عن التعاطف.
رهان اليمنيين الأكبر بات على مأرب فهي وحدها القادرة على حسم الصراع ورسم مستقبل اليمن وإعادة الاعتبار لماضيها التليد.
لقد اكتسبت مأرب مناعة كبيرة خلال الأعوام الماضية لكثرة ما تعرضت له من محاولات تشويه وحملات شيطنة وباتت أشد صلابة وأكثر صرامة في التعامل مع التحديات.
لذا لا يمكن للحملات المشبوهة والأصوات المأجورة والأقلام المسمومة أن تعكر صفوها أو تقلق سكينتها .في مأرب دولة مؤسسات غير قابلة للابتزاز الرخيص ولا تعمل وفق الاملاءات والحسابات الشخصية ولا تتأثر بالشائعات ومن المحال أن تهزمها حملات التحريض أو حفلات الاساءة والتشوية.
ووجود بعض الأخطاء والتجاوزات في بعض المؤسسات بمأرب تبقى في دائرة أخطاء وتجاوزات الدولة الناشئة التي تحدث عادة خلال الفترات الانتقالية ومراحل التحول وحصرها وإحصائها لا يقلل من شأن المحافظة أو ينتقص من مكانتها فمن لا يعمل لا يخطئ وكفى مأرب نبلاً أن تعد معايبها !