محمود ياسين-خاص
لا تقل لي : عملوا اللي عليهم، عملوا اللي على الأمة والبشرية بأسرها، كانوا محقين عندما أطلقوا اول رصاصة، ومحقين عندما أزادوا وقف اطلاق النار، محقين عندما اقتادوا هذا العدد من الأسرى ومحقين عندما وافقوا على اطلاق سراحهم جميعا احياء وجثامين .
محقين عندما حلموا بإدارة غزة اليوم التالي ومحقين عندما اشترطوا الان ادارة فلسطينية مستقلة، محقين عندما قاتلوا عدوهم ومحقين عندما قبلوا الوصول لاتفاق معه، الحق مقاومة والمقاومة حق .
جعلوا من بلادهم محور الكون ونقلوا القضية من تعريف قضية العرب والمسلمين الفاشلين في الدفاع عن قضيتهم الى قضية البشرية الأولى التي ثبت بالدليل القاطع انها ستدافع عن قضيتها حتى النهاية .
قياداتهم سقطوا شهداء وابناء قياداتهم وأقاربهم وعشرات الآلاف من شعب منحهم ثقته وشاركهم الخيار والثمن والتضحية .
مدركين من اول لحظة لما اقدموا عليه والى اين سيمضي بهم .
المقاومة حق، والحق مقاومة، والسياسة تسوية بعضها مؤلم، انتم الأدهى والأذكى والأكثر حرصا ومدعاة للثقة، ولو تقبلتم ماقد يبدو لنا كهزيمة لوثقنا انكم تضمرون من ورائها نصر حتمي، ولو خالجنا احساس عابر بكونكم اذعنتم لأطرقنا خجلا من هذا الهاجس بحق من علموا البشرية كلها كيف ترفع رأسها شامخة بقضاياها العدالة .
ولو قبلتم بإدارة غير فلسطينية حتى لوثقنا انها فلسطينية من صنيع ايديكم ودائما سنردد : للمقاومة أسبابها ومراميها وحساباتها ورؤيتها التي ستحيل مذاق العلقم في حلوقنا عسلا مصفى .
لا يضركم فعل بعد الذي فعلتم، لا يقلل منكم غير قليل الشرف والمروءة، ولا يتهمكم الا خائن، ولا ينال من العظماء الا خسيس.
المجد لكم يا انبل الرجال وأشجع الرجال وأطهر من على هذا الكوكب من احياء وأموات .
قاتلتم لأجل شعبكم وقبلتم التسوية لأجل شعبكم، الله في عليائه يحرسكم بعينه التي لا تنام ولن يخذلكم