هاجر الحجيلي-خاص
كان لكفاح المرأة اليمنية في ظل الأزمة الراهنة الكثير من التحديات والمعوقات التي تجاوزتها
بأروع صور الصبر والثبات وقدمت قصصا لا تنسى من مواقف كفاحها وتجلدها في أصعب الظروف التي أنتجتها الحرب القائمة.
لم تنكفئ على ألمها ولم تستسلم لواقع الحرب والأزمات التي تتابعت وأثرت سلبا على واقع المجتمع اليمني .
واجهت كل التحديات وسعت لتغيير الصورة النمطية عنها والتي سادت في مجتمع محافظ يعتقد معظم الرجال فيه أن دور المرأة ينحصر في المنزل ..
استطاعت المرأة اليمنية أن تكسر قيود الموروث الاجتماعي وتصنع دورها بنفسها.
متجاهلة كل ما كان يقال عنها فلم تقف عند ذلك بل استمرت في كفاحها متحملة عناء قيود موروثة تخطتها بنجاح كلما جابهتنا صعوبات التقاليد وقيم المجتمع المحافظة وأثبتت انها الأجدر على معالجة الظروف القاسية التي أنتجتها أزمة خرب الانقلاب الحوثي
فاستطاعت أن تدير عجلة التعليم حين فعلت مبادراتها في المنازل بدلا عن المدارس واستدركت تلك المرحلة بنجاح باهر ..كما انجزت الكثير من الأعمال الإنسانية في احتواء الأسر النازحة وتوفير ما استطاعت له من سد احتياجهم عبر فتح مؤسسات وجمعيات خيرية بدأت بفكرة ثم مبادرة واكتملت بعمل مؤسسي منظم كفلت الكثير من الأرامل والأيتام وأسر الجرحى والمعتقلين والمخفيين قسرا والاسر النازحة، كما استطاعت أن تقود منظمات المجتمع مدني ونجحت في إيصال صوتها لمختلف شرائح المجتمع اليمني الأمر الذي أجبر المجتمع على تقبلها بل والعمل معها ووصلت لتكون في اغلب الأحيان مرجعاً يتم استشارته ..
ويعود فضل نجاحها والأمر الذي ساعدها على تحقيق ذلك هو استشعار المسؤولية وواجب اللحظة لتثبت للجميع أنها قادرة على تخطي أصعب الظروف والأزمات وأن كفاحها جاء نتيجة لمعاناتها خلال العقود المنصرمة ونجحت في تغيير نمطية الصورة التي ظلت حاضرة في مجتمعها وغيرت نظرة الرجل اليمني لها وجعلت من فاعليتها حضورا عاملا بدل الصورة التقليدية عن دورها في المجتمع.
وأجمع الكل على الاعتراف والاحتفاء بدورها الإنساني والاغاثي في مجتمعها، فصارت عضواً فاعلاً ومساهما لنجاح الديمقراطية النابضة بالحياة في قادم الأيام في اليمن – إن سُمح لها.
ووفاء لجميل ما بذلته هو تكريم نضال وتضحية هؤلاء الماجدات و الحرص على منحهن مقاعد متساوية على طاولة صنع القرار كونها أكدت جدارتها الفاعلة في المجتمع المدني بدور رئيسي في مواجهة اصعب ظروف الحرب وكانت القائدة المسؤلة للحاضنة الشعبية ، والأصوات التي لم ينقطع دورها في تحقيق السلام و الحياة الآمنة للكثير من الأسر من متضرري الحرب
المرأة اليمنية اليوم ليست كامرأة الأمس .
أثبتت لنا المواقف بأن النجاحات التي حققتها المرأة اليمنية من ممثلات المجتمع المدني ضرورة اليوم
بأهمية ضمان أن تشمل الدساتير والأحكام القانونية والآليات والمؤسسات الجديدة اهتمامات المرأة ووجهات نظرها واحتياجاتها وواجب حضورها وجدية مشاركتها السياسية في صنع القرار
ولا يخفى عليهم ما حققته المرأة اليمنية من قفزات كبيرة في مجال السياسة في السنوات الأخيرة.
وما قدمته من أدواراً متنوعة في عمليات السلام المعقدة والمتعددة المسارات. أصبح من المهم تمثيل وتفعيل حضورهن في الجلوس على طاولة المفاوضات الرسمية، أو في لجنة تقنية أو لجنة فرعية، أو يمكن أن يكون خارج المحادثات وينخرطن كأطراف فاعلة من المجتمع المدني في شتى التطورات القادمة.
و بعد أن شهدت السنوات الاثنى عشر الماضي منذ عام 2011 م وحتى 2023 م هذا التحول الذي غير نظرة العالم للمرأة اليمنية وقد سطرت أنصع الصفحات في تاريخ الوطن أزالت بحضورها ظلام عقود من الجمود النمطي والتقليدي وأنارت بوعيها وعيا وطنيا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا له دوره الفعال في قادم الأيام في تكوين واقع حضاري ينتشل الوطن من براثن الجهل والتجمد النمطي في التعامل معها طيلة عهود مضت ..
وعلينا اليوم أن نطالب بتوسيع المجال لها وأن يكون لها دور وحضور فعال في الساحة السياسية والقرارات والسيادات الوطنية.
والعمل على تنمية القيادات النسوية المحلية والإقليمية، وحيث يعمل كلا الجانبين من أجل الحفاظ على سيادة وهوية الوطن والحد من التدخل الأجنبي في تحديد وإقرار سياسيات تضر بالوطن أرضا وشعبا ومكانة ويتجلى ضرورة مشاركتها لها هذا الوقت أكثر أهمية من تجلية في مواقف سابقا .
إن الخبرات التي اكتسبتها المرأة اليمنية من ممثلات المجتمع المدني أكدت أهمية أن تشمل الدساتير والأحكام القانونية والآليات والمؤسسات الجديدة اهتمامات المرأة ووجهات نظرها في مشاركة أخيها الرجل في صنع القرار والمساهمة في التنمية والبناء.
وبعدها نحن بحاجة إلى دور الوسطاء في تحقيق عمليات السلام الرسمية وضع خطة عمل وبروتوكول لضمان مشاركة المرأة وتيسير التعبير عن دورها في أهمية تمثيلها وحضورها مراكز صنع القرار في إنشاء آليات بموارد كافية تمكنها من الوصول والمشاركة في المفاوضات الرسمية
ولا يخفى عنا الدور الهام للجهات الفاعلة الخارجية أن تضطلع به، ألا وهو ضمان أن تخلق المحادثات ساحة يمكن للمرأة أن تثبت جدارة مشاركتها في كافة جوانب ونواحي الحياة.
وكما أكدت لنا معظم المواقف طيلة إحدى عشر عاما قدرة و جدراة تمكين المرأة اليمنية في الأزمات والنزاعات كانت وما زالت من أبرز الأدوات في تحقيق عملية السلام، وأن استخدام الوسيطات أو الشبكات القائمة على المرأة يمكن أن يكون نقطة بداية جيدة لجعل القادة يدركون أهمية إشراكها في صنع الأمن والسلام أينما كانت الظروف والصعوبات تظل المرأة العنصر الفاعل في عملية توطيد الأمن والسلام ..