طارق البنا-متابعات
منذ يومين وهذه الصورة تحاصرني، تهاجمني، تغزو كل حواسي، وتُفقدني حتى القدرة على الكتابة والتعبير عما حدث هنا، ولم تهتز له كل البلاد!
هذه البندقية لم تصوب نحو صدر هذا المغدور الذي رحل إلى ربه شهيداً، وهو يدافع عن حق بل إلى صدورنا جميعا.. صدر كل يمني بلا استثناء، حتى أولئك الذين تفرقت بهم سُبل الغربة ووزعتهم على أنحاء العالم وأصقاع الأرض.
تصور أن تودع مالك لدى أحدهم، وفجأة ينكرك وينهب "شقا العمر" وحين تطالبه بحقك بكل الوسائل السلمية القانونية، يغضب ويأخذ عمرك كله!
يأخذ عمرك في وضح النهار، وبعد تهديدات مسبقة، وأمام أعين الكاميرات، والناس المحيطين بمحلك.. وفي قلب عاصمة البلاد المؤقتة وبالقرب من كل أجهزة الدولة المختلفة، يوقف عداد قلبك، بطلقة واحدة!
هذا ما حدث للتاجر الشاب "أحمد حمود الصرمي" قبل يومين في عدن، ورغم كل المناشدات والوقفات الاحتجاجية والاستنكار المجتمعي والتغطيات الإعلامية، لا زال القتلة ومن مولهم ممن نهبوا أموال هذا المغدور، ثم نهبوا روحه
لا زالوا جميعا طلقاء، يضحكون
والناس تتفرج بصمت
ووحدهم أهل الضحية يبكون!