وليد الشعوري-خاص
خرج أبناء محافظة إب مساء هذا اليوم في مركز المحافظة ومختلف المديريات، لإيقاد شعلة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، رغم التهديد والوعيد والبلطجة الإمامية، ولم تثنيهم رصاصات المليشيات وأطقمها التي اقتادت الكثير منهم الى سجونها المظلمة.
لقد جددت اليوم محافظة إب الولاء والوفاء لثورة سبتمبر، ووجهت رسالة نارية وعملية لدعاة الرجعية أن الإمامة لن تعود، وان اليمنيون لن يكونو عبيداً ورعاع لشخص معتوه يدعى عبده بدر الدين الحوثي ، الذي يمضي على نهج أجداده الدموي، فارضاً الإمامة والولاية بالقوة بعد نهراً من الدماء ، وسيلاً من التضحيات قدمها اليمنيون ولازالو في سبيل التحرر من قيود البغي، وسجون الطغاة، وخرافات الكهنة والمشعوذين.
مثلما قالت إب كلمتها الأولى ضد الإمامة في فجر السادس والعشرين من سبتمبر، قبل ستون عاماً ، هاهي تقول كلمتها الأخيرة في وجه أحفادها العائدون بالموت والحقد والتطرف والقمع والنهب، ومثلما كان لأبنائها وفي مقدمتهم المغني والشراعي قصب السبق في معركة الانعتاق والتحرر من ظلم وطغيان واستبداد أسرة يحيى حميد الدين، هاهم أبنائها اليوم يواجهون انقلاب وارهاب وبلطجة أسرة بيت بدر الدين، سواء في ميادين النضال على امتداد خارطة الوطن، او في مركز ومديريات المحافظة الخاضعة لسطوة الكهنوت الحوثي.
إن خروج ابناء المحافظة اليوم بهذا الزخم السبتمبري الكبير، يعد رسالة وفاء للشهيد على عبدالمغني ورفاقه الأبطال الذين صنعو فجر الحرية والكرامة، وتأكيداً صارماً أن ثورة الأجداد سيحرسها الأحفاد، وأن الجمهورية التي صنعها الأجداد سيدافع عنها الأحفاد، ولن يخونو تلك التضحيات التي وهبت في طريق تحرير اليمنيين من أبشع سلالة اهلكت الحرث والنسل على مدى اكثر من ألف عام.
كما أن خروج الأحرار في إب ، وفي مختلف المحافظات المحتلة، هي بداية لنهاية المليشيات الانقلابية، ومقدمة شرارة لن تتوقف قبل اقتلاع بقايا الملكية التي سقطت على وقع صيحات ورصاصات الثوار في مثل هذا اليوم العظيم، وما حدث اليوم ليس إيقاداً لشعلة سبتمبر فحسب، بل هو إشعال شرارة ثورة شعبية قادمة في مناطق الاحتلال الايراني وعملائه، ستكون كالطوفان الهادر الذي سيجرف ماتبقى للإمامة من عفن سلالي.
ماحدث اليوم من احتفال بهيج بذكرى سبتمبر المجيد في مناطق سيطرة عصابة الحوثي، يضعنا امام واقع ثوري جديد، يتشكل على قاعدة وعي جمهوري، وإدراك وطني بخطورة البقايا التي خلفتها الإمامة، وإيمان عميق بضرورة مشروع الإمامة والولاية لينعم اليمنيون بالحرية والسلام والأمن والرخاء والبناء ، واقع جديد أفرزته سياسة القمع والإرهاب والفساد التي انتهجتها مليشيا الانقلاب طيلة تسعة اعوام.
إن خروج اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيون للاحتفاء بثورة سبتمبر، يؤكد ان الشعب اليمني تمرد على سطوة الحوثيون، ولم يعد يأبه للغة الترهيب والوعيد وممارسات البلطجة والقمع، وأن الجماهير التي صادرت المليشيا حقها في الحياة، مستعدة لخوض معركة فاصلة، ومستعدة ايضاً لدفع ضريبة الحرية والحياة الكريمة. وقد اصبحت مليشيا الحوثي اليوم أمام خياران لا ثالث لهما، وكلاهما سيؤدي الى سقوطها المدوي، الأول النزول عند رغبة اليمنيين بالانسحاب من المدن المحتلة، والسماح لهم باختيار من يحكمهم ويوفر لهم أدنى متطلبات الحياة، والخيار الآخر، هو الانتحار ومواجهة جماهير سبتمبر بطريقتها الوحشية والمعهودة، ولن تستطيع المليشيا التصدي لغضبة الناس الذين وصلو الى قناعة تامة بأن هذه الميليشيا هي من تسببت بالوضع المأساوي لليمن واليمنيين.