أحمد خرصان-خاص
يبدو أننا فقدنا فرص الظفر بلحظة سعادة ولو مسروقة، بالقياس إلى ما نعيشه ونقاسيه كمواطنين جردتهم الحياة من كل شيء ودفعت بهم كضحايا ...فرائس ...وطرائد لمن يجيدون استثمار ما منحهم الحظ والصدفة وهوامش من مواجع بلد حولت الكثيرين إلى مستثمرين ورجال مال.
ها هي إب تحصد إحدى ثمار ذلك المنجز وتضع حلمها بين يدي تحفة ومعلم سياحي - حد وصف بعض النشطاء - لم يعد أمام إب - كلها أو أغلبها - غير التأمل في ملامح الزوار وهم يفرغون ما في جيوبهم في سبيل الحصول على لحظة بهجة، قد لا تدوم طويلاً حين تدرك أن صروف الوجع لم تحجز لإب - بفقرائها ومتعبيها - مكاناً هناك، حيث لا مكان لغير القادرين على الدفع وبمبالغ تتجاوز قدرة الفقراء وذوي الدخل المحدود - متى سلمنا بوجودهم - وتجعلهم أشبه بشحاذ يقف أمام صالة أعراس بانتظار أن يفرع الضيوف من وجبتهم ، لعله يظفر بما تبقى من فتات ليطعم من يعول.
منتجع بن لادن فاكهة البهجة لكنها التي لن يتذوقها الفقراء ولن تجد فيها غير الأغنياء وأبناء الذوات من مسؤولين وغيرهم، لتظل إب على حافة مستثمر، برع - كما يبدو - في إدارة المنهوب وتسويقه دون الإلتفات لإب - الجزء المُغيّب منها - ومنحه الفرصة للتطواف في أملاكه التي كانت يوما صرحاً علميا لتخريج الأطباء ، وحولتها الأنظمة المتعاقبة إلى مسرح مفتوح يمكنك أن تشاهد على خشبته الفرق الذي تعيشه إب.
من صفحة الكاتب على فيسبوك