اخبار هامة

    ناشطو إب.. جبهة مقاومة وطنية تتحدى بطش مليشيا الحوثي

    ناشطو إب.. جبهة مقاومة وطنية تتحدى بطش مليشيا الحوثي

    اب بوست-متابعات

    يخوض ناشطو وإعلاميو أبناء محافظة إب، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، معركة وطنية في جبهة الإعلام وكشف جرائم المليشيا، لا تقل أهميتها عن المعركة العسكرية التي ينخرط في صفوفها الآلاف من أبناء المحافظة للدفاع عن الجمهورية وإنهاء الانقلاب الحوثي الغاشم.


    وكما هو معلوم أن إب نجت من الحرب المستمرة في البلاد منذ 10 سنوات، غير أنها لم تنجُ من شظاياها المدمرة، بفعل جرائم المليشيا وانتهاكاتها الواسعة بحق أبناء المحافظة، والفوضى الأمنية الممنهجة وانتشار السلاح وعصابات السطو، فضلاً عن غزوات النهب والفيد التي يتولى وزرها نافذون من خارج المحافظة وأسر هاشمية تزعم أحقيتها في تملك كل شيء في مناطق نفوذها.


    وفي وضع كهذا وما صاحبه من حملات القمع والتضييق والملاحقات التي تقوم بها المليشيا بحق الإعلاميين والصحفيين، انبرى ناشطون إعلاميون على مواقع التواصل الإعلامي في الدفاع عن محافظتهم أمام المحاولات الحوثية التي تسعى إلى تجريدها من جمهوريتها وهويتها الوطنية وتحويلها إلى مخزن بشري للقتال لصالح مشروعها الطائفي، وميدان للجبايات والنهب.


    وعلى مدى سنوات، لعب ناشطو إب، دوراً مهماً في التعريف بقضايا محافظتهم وأطلعوا الرأي على كل مايدور فيها، رغم كل محاولات التكتيم والتعتيم الإعلامي، وبمجهود ذاتي، حتى باتت إب في صدارة المحافظات التي تشهد مقاومة إعلامية للمشروع الحوثي الطائفي.


    واجب وطني


    الناشط الأبرز في المحافظة (إبراهيم عسقين)، الذي سخر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي لكشف انتهاكات المليشيا، والدفاع عن هوية المحافظة والتعريف بجهود أبنائها في المعركة الوطنية، يؤكد على أن ما يقوم به جهد وطني خالص، للدفاع عن الجمهورية والهوية اليمنية والعقيدة وللدفاع عن حقوق ابناء المحافظة الذين يتعرضون لأبشع الممارسات العنصرية والانتهاكات الحوثية.


    ويضيف لـ "يمن شباب نت"، أنه مستمر في مهمته الوطنية، منذ سيطرة المليشيا على المحافظة في أكتوبر 2014م، وبإيمان مطلق بصوابية المعركة التي يخوض غمارها "عن حس وطني خالص لا يخالطه رجاء مصلحة أو بحث عن جاه أو منصب أو صيت، مثله مثل آلاف اليمنيين الذين يدافعون عن وطنهم ويسعون بكل فئاتهم وشرائحهم لاستعادة الدولة وانهاء الانقلاب".


    وأكد "عسقين"، مضيه في كشف جرائم الحوثيين والدفاع عن أبناء المحافظة، عبر تسخير صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن ما يؤمن به يؤمن به الكثير من أبناء المحافظة في الداخل الذي يرفضون انتهاكات وجرائم المليشيا ويزودنه بأخبار تلك الانتهاكات أولاً بأول، حيث يصعب عليهم تناولها في صفحاتهم خشية الملاحقة والاختطاف.


    ويرى أن ما يقوم به من نشر مقاومة للمشروع الحوثي ويعود نفعه على أبناء المحافظة، حيث تساهم في رفع الوعي المجتمعي بخطر المليشيا وجرائمها وتعزز فيها روح الحس الوطني، ورفض الخضوع والانصياع للمشروع الحوثي الطائفي، كما أن نشر جرائم الفوضى وتعرية الوضع الأمني الهش، يُسهم في التقليل من الجرائم حيث يشكل عامل ضغط على سلطات المليشيا التي تجد نفسها مجبرة على وقف الجرائم أو الحد منها خشية تفاقم الغضب الشعبي الذي ينميه التناول الإعلامي.


    وأشار "عسقين"، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي، جبهة إعلامية أساسية في المعركة الوطنية، حاثاً الناشطين والإعلاميين من أبناء المحافظة في الداخل والخارج إلى العمل وفق المتاح للمساهمة في هذه المعركة المقدسة.


    الأكثر نشاطاً


    الصحفي أحمد اليفرسي، أكد أن الناشطين من أبناء إب من الأكثر نشاطاً في فضح ممارسات الحوثي على الإطلاق، مُضيفاً أنه "لم يعد هناك جبهة إعلامية لا زالت تقوم بدورها ضد الصلف الحوثي كما تقوم به جبهة إب وإعلاميوها وناشطوها من مختلف الاتجاهات".


    وقال في حديث لـ "يمن شباب نت"، إن "إب تتعرض لعملية تجريف ثقافي واقتصادي من قبل مليشيا الحوثي، حيث يجري السطو على الأوقاف التي تشكل أكثر من 60% من أراضي المحافظة، كما يعمل الحوثي على تحويل إب إلى ميدان جبايات وتحميل المواطن كلفة الحرب وكلفة الشغف الحوثي للأموال والممتلكات عن طريق المصادرة وفرض الجبايات الباهظة".


    وأضاف وفي مواجهة هذا الصلف، "يقوم الناشطون والإعلاميون بدور كبير جدًا في تعرية مليشيا الحوثي وكشف جرائمها وانتهاكاتها"


    وأشار إلى أن ناشطو إب في طليعة التحدي والمواجهة وشكلوا ضغطًا كبيرًا على الحوثي رغم ما السلوك القمعي الذي يمارسه تجاههم.


    وأشاد "اليفرسي" بالتكامل الذي يقوم به الناشطون في الداخل والخارج، وحثهم على تجنب التنافس والصراع البيني وتركيز كل جهدهم في المعركة الوجودية ضد الإمامة.


    وشدد على ضرورة تظاهر الجهد الإعلامي والحقوقي في تعرية المليشيا وتوثيق جرائمها "كي نصنع عملًا حقوقيًا مسنودًا بإعلام يعرف كيف يتناول القضايا الحقوقية دون أن يفتح ثغرة قانونية للعدو يدخل من خلالها للانتقاص من حقوق الضحايا".


    وطالب الصحفي اليفرسي، وزارة الإعلام، بتخصص ميزانية لدعم إعلاميي الداخل الذين فضلوا الصمود في مناطق سيطرة الحوثي، وتشكيل غرفة علميات لمتابعة كل أولئك وربطهم بإدارة واحدة وتمويل ودعم واحد، باعتبارهم الجنود المجهولون الذين يواجهون كل الأخطار التي تهدد حياتهم.


    كما دعا الوزارة إلى تنظيم جبهة الإعلام بكافة شرائحها، ولم شتات الإعلاميين، بمن فيهم الذين يشتغلون بجهودهم الذاتية وذلك لمواجهة الحرب الوجودية التي تهدد كيان الدولة اليمنية.


    تحدي البيئة الصعبة

    تعد محافظة إب واحدة من أكثر المحافظات اليمنية التي تعرض ناشطوها وإعلاميوها للقمع والاختطافات والملاحقات من قبل مليشيا الحوثي طوال السنوات الماضية، مادفع بعدد كبير منهم للفرار إلى خارج المحافظة، فيما عاش آخرون حياة التخفي وأنشأوا حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء مستعارة للقيام بدورهم الوطني.


    "مجاهد أمين" ـ اسم مستعار ـ يؤكد أن البيئة الخطرة التي تعيشها المحافظة في ظل حالة القمع والخوف السائدة وسط البطش الحوثي، دفعته وآخرون، إلى فتح حسابات بأسماء مستعارة لممارسة دورهم في تنوير المجتمع من خطر المليشيا ومشروعها الطائفي، وكشف جرائمها وانتهاكاتها بحق المواطنين.


    وأضاف متحدثاً لـ "يمن شباب نت"، أنه وبهذه الحيلة تمكن من التعبير عن كل ما يختلج في داخله دون خوف من الملاحقة أو البطش.


    وتابع: "ايماننا بالمشروع الوطني وبمعركتنا الجمهورية دفعنا إلى المشاركة بأي وسيلة حتى وإن بقت جهودنا مجهولة، فالوطن هو المهم وليس الأشخاص"، مضيفاً أن ما يقوم به ومثله المئات لا يعني خوفاً وجبناً بقدر ماهو انتهاج طريقة ممكنه للمساهمة في المعركة الوطنية.


    تعرية المليشيا


    الناشط أحمد هزاع، عبّر عن افتخاره واعتزازه بالدور الذي يقوم به ناشطو المحافظة في المعركة الوطنية الممتدة منذ عشر سنوات أمام مليشيا الحوثي، مؤكداً تفوق ناشطو المحافظة بوسائلهم المختلفة وعملهم الدؤوب في هزيمة المليشيا وتعريتها وكشفها أمام الرأي العام، كعصابة منفلتة تنتهج القتل والنهب والسطو ولا تستطيع تأمين حارة واحدة.


    وقال هزاع لـ "يمن شباب نت"، "في معركة غير متكافئة تمكنّا ومن خلال شاشات هواتفنا الانتصار على مليشيا تملك ترسانة كبيرة من الأسلحة وإمكانات إعلامية كبيرة وجيش جرار من المخبرين، واستطعنا فضح جرائمها في المحافظة ونشرها للرأي العام".


    وأضاف "الحوثيون باتوا في حالة دفاع وردة فعل، حيث أصبحت الرواية القادمة من صفحات الناشطين عن مايدور في المحافظة هي السبّاقة إلى الرأي العام، وخاصة منها ما يتعلق بالانتهاكات وجرائمها وحالة الفوضى الأمنية، الأمر الذي يدفعهم إلى إصدار روايات تبريرية في كثير من الحالات".


    وتابع أن المليشيا وأمام محاصرتها إعلامياً لم تعد تنشر أي معلومات تتعلق بالجانب الأمني، حتى تلك التي كانت تنشرها عبر مايسمى بـ "الإعلام الأمني" كإنجازات في مجال ضبط الجريمة، خوفاً من إعلام الناشطين المقاوم الذي لا يدعها تتنفس.


    المصدر: يمن شباب نت
     

    قد يعجبك ايضا!