اخبار هامة

    أبناء إب.. تضامن شعبي كبير مع غزة رغم محاولات الاستغلال الحوثي (تقرير خاص)

    أبناء إب.. تضامن شعبي كبير مع غزة رغم محاولات الاستغلال الحوثي (تقرير خاص)

    اب بوست-خاص

    على مدى الأسابيع الماضية من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أثبتت محافظة إب تضامنها الكامل وبكل الوسائل مع المقاومة الفلسطينية وإدانتها لجرائم الكيان الصهيوني، متجاوزة حالة الأمر الواقع التي تعيشه المحافظة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية.


    خرجت المحافظة في أكثر من مسيرة وشهدت مديرياتها بلا استثناء فعاليات تضامنية في تعبير واضح عن مدى العلاقة التي تربط المحافظة بقضايا الأمة رغم كل المحاولات الحوثي التي هدفت خلال السنوات الماضية لسلخها عن محيطها الوطني والعروبي.


    ورغم القيود الحوثية التي تفرضها على سكان المحافظة كبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها، إلاّ أن أبناء إب تحدو تلك الإجراءات وخرجوا للشوارع في أكثر من مناسبة سواء في بداية العدوان الإسرائيلي على غزة أو بالتزامن مع المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين الهتافات المنددة بالجرائم الوحشية.


    وأمس الجمعة شهدت مدينة إب، ومديريات الرضمة والسدة والنادرة والعدين ومدن أخرى بالمحافظة فعاليات جديدة تضامنية مع قطاع غزة.


    التضامن الشعبي المتنامي في المحافظة قمعته المليشيا تارة واستغلته في أحايين كثيرة وجيرته لصالح أجندتها وكأنها فعاليات خاصة بها، ورغما عن ذلك تواصل المحافظة فعاليات وأنشطتها النوعية والجماهيرية في الساحات العامة وفي الجامعات والمدارس ومختلف الفعاليات والمناشط الشعبية.


    الأعلام الفلسطينية تزين المنازل والمحلات


    من بداية العدوان الإسرائيلي، سارع المواطنون في المحافظة لاقتناء الأعلام الوطنية وشعارات المقاومة وتزيين منازلهم وواجهات محلاتهم وسياراتهم في تضامن شعبي تجاوز التوقعات خاصة مع حالة القمع واللون الواحد التي سعت المليشيا لفرضه في المحافظة طوال السنوات الماضية.


    وقالت مصادر محلية، إن مركز المحافظة والمدن الثانوية باتت سوقا رائجة للأعلام الفلسطينية و"الشال" الأسود والأحمر، وشعارات ورموز المقاومة، حيث نشطت المبيعات لهذه المقتنيات في محلات الخياطة وأسواق الملابس، والمكتبات وشركات الدعاية والإعلان.


    ويفاخر المواطنون بتعليق تلك الأعلام والصور في واجهات محلاتهم ومنازلهم وتزيين سيارتهم والتوشح بها حد أن يتحول ناطق كتائب القسام "أبو عبيدة" إلى أيقونة يتشبه به المواطنون في فعاليتهم المختلفة.


    المساجد تلهج بالدعاء


    وفي وضع مخالف لما آل إليه الوضع في المحافظة، استعادت المساجد طوال الأسابيع الماضية، دورها النشط في التعريف بالقضية الفلسطينية والتنديد بالجرائم الصهيونية عبر الخطب والمحاضرات والخواطر، ولهجت المآذن بالدعاء في كل صلاة في مشهد تضامني بديع.


    وكان ملاحظا أن المساجد عادت لها حيويتها وتنفس أئمتها عبق الحرية ليقوموا برسالتهم الريادية في تنوير المجتمع بقضايا الأمة، بعد أن كتمت المليشيا أنفاسهم طوال السنوات الماضية بالخطب والمحاضرات ذات اللون الواحد.


    "أبو محمد" سبعيني أقعده المرض طوال السنوات الأخيرة عن الخروج إلى المسجد، غير أنه ومنذ بداية العدوان على غزة، تحامل على نفسه وألزمه أسرت بالذهاب به إلى المسجد كل صلاه، وحين سألنه لماذا؟، رد: "لم أستطع أن أفعل لإخواننا في غزة شيء أقل شيء أشاركهم أوجاعهم بالدعاء".


    وأضاف: حين أرى المجازر على التلفزيون وأسمع المآذن تلهج بالدعاء لم أعد أهتم لمرضي، وكان لازم علي أن أشارك في الوقوف والدعاء كأقل واجب".


    الجبايات لم تلغ التبرعات


    من أول يوم للعدوان الإسرائيلي على غزة، سارعت المليشيا لفرض الجبايات المالية على أبناء المحافظة بكل شرائحهم، مستهدفة التجار والباعة تارة باسم المقاطعة وأخرى لدعم غزة ومرة ثالثة باسم دعم ترسانتها العسكرية التي تدعي أنها تساند بها المقاومة في غزة في حربهم ضد الكيان الصهيوني، وهو الادعاء الذي تكذبه الوقائع على الأرض.


    واستهدفت المليشيا بجباياتها كل فئات المجتمع بمافي ذلك الطلاب والنساء حيث تشير المصادر المطلعة إلى أن المليشيا نفذت فعاليات تعبوية نسوية في مركز المحافظة والمدن الثانوية ومارست الاحتيال والخديعة وأرغمت النساء بالترغيب والترهيب على دفع مبالغ مالية ومجوهرات بذريعة تجهيز قوافل دعم لتحرير القدس وإنقاذ غزة.


    وشملت الجبايات الحوثية استهداف طلاب المدارس، حيث كشفت مصادر تربوية في محافظة إب قيام المليشيا بتوزيع دفاتر سندات على مدراس المحافظة لإجبار الطلاب على دفع مبالغ مالية تحت ذريعة دعم القوة الصاروخية والطائرات المُسيرة.


    وأشارت المصادر إلى أن المليشيا شكلت لجانا ميدانية للنزول إلى المدارس لجباية تلك الأموال وعمل إذاعات مدرسية مصاحبة بهدف التغرير على الطلاب بأن التبرعات ستذهب لصالح غزة.


    وفي حين أجبر التجار والمؤسسات على دفع جبايات مالية للمليشيا، لم يثق السكان بالمليشيا الذين يعتقدون أنها ستسرق أموالهم باسم دعم غزة ولن ترسلها للمقاومة الفلسطينية، وفي هذا السياق اهتدى عدد كبير من السكان في المحافظة إلى إرسال تبرعاتهم إلى الجمعيات والمؤسسات ذات الصلة في المحافظات المحررة ومنها إلى غزة.


    ويقول "أبو أسامة"، نعرف أن الحوثي سينهب أي مبالغ يجمعها باسم فلسطين ولذا قررت أنا وأفراد أسرتي بإرسال التبرعات إلى أقاربي في المحافظات المحررة ليتبرعوا بها لغزة نيابة عنا.


    وأضاف أن هذه الخطوة لم يفعلها لوحده وإنما سبقه إلى ذلك مئات الأسر ومن منطلق حرصهم على وصول أموالهم لمستحقيها، في مؤشر جديد على عدم ثقة السكان بالمليشيا التي تحتل محافظتهم بالقوة.

     

    قد يعجبك ايضا!