اخبار هامة

    آخرها احتجاز سفينة.. ما وراء إعلان الحوثي تنفيذ عمليات ضد الاحتلال وزعمها الانتصار لـ"غزة"؟!

    آخرها احتجاز سفينة.. ما وراء إعلان الحوثي تنفيذ عمليات ضد الاحتلال وزعمها الانتصار لـ"غزة"؟!

    اب بوست-خاص

    وجدت جماعة الحوثي المدعومة إيرانيًا في قضية غزة وما ترتكبه قوات الاحتلال الصهيوني من مجازر وجرائم إبادة بحق سكان القطاع، فرصة ثمينة للهروب من مشاكلها الداخلية ومحاولة لتحسين صورتها وسمعتها بالغة البشاعة والإجرام، فضلًا عن تنفيذ مهامها خدمة للتمدد الإيراني، وفق العديد من المراقبين. 

     

    وفي حين تصاعد منسوب الغضب لدى الشعوب العربية والإسلامية، وفي مقدمتها الشعب اليمني، إزاء جرائم الاحتلال بحق المدنيين في قطاع غزّة، لا سيما في ظل خذلان الحكومات العربية، برزت إيران وأذرعها في المنطقة، كداعمين للقضية الفلسطينة ومناصرين لغزة، بتصريحات وخطابات متلفزة، وإجراءات في معظمها لا تضرّ إسرائيل ولا تنفع سكان القطاع، ولا تشكلّ أي إسناد للمجاهدين في غزة، بقدر ما تهدف لتحسين السمعة وكسب مؤيدين في الداخل، بحسب مراقبين وسياسيين.

     

    وخلال الأسبوعين الماضيين، أعلنت مليشيا الحوثي إطلاق عدد من الصواريخ والطائرات المسيرة على مواقع إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما مدينة إيلات. لكن خبراء سياسيين وعسكريين يمنيين ومن دول عربية، شككوا بهذه العمليات الحوثية، وبأهدافها المعلنة، رغم إعلان إسرائيل التصدي لهجمات قادمة من اليمن. 

     

    ومساء الأحد 19 نوفمبر، أعلنت مليشيا الحوثي الاستيلاء على سفينة شحن مرتبطة بإسرائيل من البحر الأحمر، واقتيادها إلى ساحل الحديدة، زاعمة أن ذلك انتصارًا لـغزة، دون مزيد من التفاصيل حول طبيعة السفينة أو هوية من كانوا على متنها أو وجهتها.

     

    ولاحقًا، اتضح أن السفينة "غالاكسي ليندر" التي اختطفها الحوثيون مملوكة لشركة بريطانية وتشغلها شركة يابانية، فيما أشارت تفاصيل الملكية للسفينة في قواعد البيانات العامة المتعلقة بالشحن إلى أن أصحاب السفينة مرتبطون بـ "راي كار كارييرز"، التي تأسست على يد (إبراهام "رامي" أونغار)، الذي يُعد واحداً من أغنى الرجال في إسرائيل، بحسب وكالة الأسوشيتد برس.

     

    ورغم أن الاتهامات وجهت مباشرة نحو إيران بالوقوف خلف العملية بواسطة ذراعها الحوثي، غير أنها اضطرت في مساء ذات يوم احتجاز السفينة، لإعلان نفي صلتها بالعملية، كونها تأتي عقب أيام من إفراج واشنطن عن الأموال الإيرانية المجمدة بعقوبات، بعضها بسبب التضييق الإيراني على حركة الملاحة البحرية، وجزء من تلك الأموال ما تزال في الطريق إلى إيران.

     

    الحوثي وإسرائيل.. جرائم متشابهة

     

    يؤكد نشطاء وصحفيون يمنيون أن ذواكرهم ليست مثقوبة، وأن الجرائم الحوثية بحق اليمنيين قد تتجاوز في محصلتها ما ارتكبه الاحتلال الصهيوني بحق سكان غزة خلال الحرب الجارية، لافتين إلى أن المليشيا الحوثية مجرد متاجر بالقضية الفلسطينية، كما تفعل إيران. 

     

    في هذا السياق، يقول عبدالمحسن المرّاني، إن "من يحاصر أكثر من 3 مليون يمني في مدينة ‎تعز ويقصفها ليل نهار ويستهدف الأطفال والنساء بصواريخه وطائرته المسيرة لن يواجه الحصار والتجويع وقتل الأطفال والنساء واستهداف المستشفيات والاعيان المدنية في أي بلد آخر". 

    وأضاف: "العنصرية لها شكل ولون واسلوب واحد في كل العالم ، الصهيونية تساوي الحوثية ،الفكرة والأسلوب والضحية".

     

    من جانبه، كتب فيصل المجيدي، وكيل وزارة العدل"‏الحوثي فجر المنازل كما تفعل إسرائيل، وهجر اليمنيين واختطف النساء والأطفال ويريد تفريس صنعاء والمناطق المحتلة (تحويلها إلى تابعة لفارس)، كما تهود إسرائيل بالقدس، صادر الأراضي والمؤسسات وغير الديمغرافيا اليمنية وحاصر تعز لـ 9 سنوات وحرمها الغداء والدواء كما فعلت إسرائيل بغزة.

     

    تخادم متبادل لغرض التوسع

     

    يرى سياسيون أن أذرع إيران، وعلى رأسها جماعة الحوثي، تنفذ أجندة تخدم توسع نفوذ الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، بمقابل المزيد من التوغل الإيراني، بما يشبه الخدمات المتبادلة. 

     

    وقال سفير اليمن لدى المملكة المتحدة ياسين سعيد نعمان، في منشور على صفحته بالفيسبوك: "تمخض الجبل فولد "قرصاناً" .. اليمن حارسة أهم ممر بحري منذ القدم ، وحامية أهم الطرق البحرية ، تمتد شواطئها البحرية على طول ٢٢٠٠ كيلو متر ، عدا جزرها العديدة ومياهها الاقليمية والاقتصادية الخالصة ، بلد يشكل البحر أحد أهم أعمدته الاقتصادية، يجرها الحوثي إلى القرصنة ضمن سلسلة عمليات التدمير الممنهج التي يقوم بها لهذا البلد. 

     

    وتساءل نعمان: لماذا كل ذلك يا ترى؟. مردفًا: "إبحث عن الجواب في الدور الموكل لأذرع المشروع السياسي الايراني في المنطقة والذي ستكشف الأيام أن ما يقومون به لا يخدم سوى توسيع النفوذ الاسرائيلي في المنطقة".

     

    في السياق ذاته، قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، "لحفظ ماء وجه ما يسمى كذبا محور المقاومة مسموح أمريكيا واسرائيليا لميليشيا الحوثي الارهابية ان تختطف سفينة ولحزب الله الارهابي أن يقصف برج مراقبة، وبس".

     

    أداة لإثبات حضور إيران إقليميًا 

     

    يرى خبراء عسكريون أن مليشيا الحوثي كأداة إيرانية تجاوزت الصراع المحلي لتتحول إلى خطر يهدد أمن المنطقة والمياه الإقليمي، تستخدمها إيران في زعزعة أمن المنطقة لإثبات حضورها كلاعب إقليمي في إطار مشروعها التوسعي. 

     

    وأكدوا أن هذه الخطوة ستفتح الطريق للهيمنة الأمريكية على البحر الأحمر، وهو ما تسعى إليه إسرائيل. 

     

    وسبق أن أطلقت الشرعية اليمنية تحذيرات بخطورة تحول المليشيا إلى مهدد للسلم والأمن الإقليمي والدولية، من خلال تهديد المياه الإقليمية، خصوصًا بعد اتفاق استوكهولم 2019 الذي مكن المليشيا من السيطرة على شريط ساحلي طويل. 

     

    كما وصفت الحكومة الشرعية قبل أيام، استيلاء الحوثيين على سفين شحن في البحر الأحمر، بأنها مجرد قرصنة لا تؤثر على الاحتلال الإسرائيلي.

     

    الباحث والخبير العسكري علي الذهب قال: "تفند اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار 1982، واتفاقية قمع الأعمال، غير المشروعة التي تستهدف السفن لعام 2005؛ السلوك الذي مارسه الحوثيون تجاه سفينة تجارية في البحر الأحمر، سواء كانت الشركة أو الشخص المالك لها إسرائيلي حسب قولهم، أو غير ذلك".

     

    وأضاف: "إذا أبحرت هذه السفينة خلال البحر الإقليمي اليمني (حتى 12 ميلا بحريا)، والتزمت قواعد المرور فيه، فإن تعرضها لأي عدائيات يعد سطوا مسلحا، لكنه يرقى إلى الإرهاب؛ لأنه يتضمن بعدا سياسيا. وهو إرهاب كذلك إذا وقع خارج البحر الإقليمي اليمني، وإن كان نمط ذلك قرصني".

     

    وتابع الذهب "إذا كانت هذه السفينة حكومية إسرائيلية، أو تجارية وتقوم بأعمال لوجستية لدعم الجيش الإسرائيلي، فإن الحوثيين سيكون فعلهم هذا مبررا، إذا ما اعتبر ذلك ضمن الحرب في غزة، وأنهم طرف، غير رسمي، في هذه الحرب".

     

    وختم الذهب قائلًا: "لا يختلف ما قام به الحوثيون، من حيث تجاوز قواعد القانون الدولي الإنساني (متعلق بالحرب) عمما تقوم به إسرائيل في غزة، وهو سلوك سياسي أكثر منه عسكري، مثل حرب الناقلات في حرب الخليج الأولى"، مؤكدا أن الحادثة "نتيجة طبيعية لاتفاق ستوكهولم 2019، وإعادة التموضع المشبوه للتحالف العربي عام 2021".

     

    مكاسب داخلية

     

    ويرى متابعون أن عملية استيلاء جماعة الحوثي على سفينة الشحن، تفيد الجماعة وإيران كثيرًا لا سيما في أوساط العامة، في حين لا تفيد غزة في شيء، كما تهدف للكسب الإعلامي والتحشيد الداخلي نحو تعز ومأرب، أكثر من الأثر الفعلي ضد إسرائيل. 

     

    الصحفي مكين العوجري، قال في منشور على صفحته بالفيسبوك: "باب المندب والبحر الأحمر مليان بوارج أمريكية وإسرائيلية وغربية، السؤال، ليش ما يدوروا هذه البوارج وراحوا لسفينة شحن".

     

    وأضاف العوجري: "الموضوع بكل بساطة استثمار لعواطف الناس من أجل كسب المزيد من التجنيد والتحشيد لصالح مليشيات الحوثي".

     

    فيما علّق سامي نعمان، "ابتداء من بكرة، الحوثي بيخلس جلود التجار والشركات دعم للقوات البحرية". مضيفًا: "كرش محمد علي الحوثي تستاهل الحقيقة".

     

    ‏الفنان علي السعداني علق بالقول: "فلسطين قضيتنا قبل ظهور الجرذ الحوثي فلا أحد يزايد علينا". مضيفًا: "إيران حاولت تطهير جرائمها في لبنان وسوريا والعراق واليمن بإسم ‎غزة ثم تخلت عن غزة لصالح إسرائيل واستلمت الثمن 10 مليار دولار ورفع العقوبات". 

     

    مشيرًا إلى أن "إيران قامت بإيقاف جبهة ‎حزب الله لصالح إسرائيل مع إن له حدود محتلة وأقرب من مرمى حجر". 

     

    ولفت إلى وجود "توجيهات إيرانية لعصابة الحوثي لتبني قضية غزة بهدف تبييض صفحة الحوثي الإجرامية أمام الشعب، وورقة ضغط إيرانية للعالم، وورقة ابتزاز للمنطقة وخصوصا السعودية".

     

    ذواكر غير مثقوبة

     

    الناشط طارق مكرد، قال في تدوينة في حسابه على منصة إكس: "بالنسبة لي لو جاء الحوثي بنتنياهو أسيرا وجالنت مربوطا بشال وبايدن معبأ في شوال فلن يغير نظرتي له كسارق قاتل حتى يخرج المختطفين والمختطفات من سجونه وهم بالآلاف ويعيد للناس شركاتهم وجمعياتهم وجامعاتهم ومقراتهم ومنازلهم".

     

    من جانبها، الكاتبة والروائية اليمنية فكرية شحرة، كتبت متسائلة: "هل تعتقدون أننا كيمنيبن لا نريد أن نخوض البحر سباحة كي نكون مع أخوتنا في فلسطين؟!!. 

     

    وأضافت: لكننا نقول لكم ما لا تعرفون. الحوثية جماعة ارهابية لا تقل إجراما عن الصهيونية، بل أنها وجه آخر للصهيونية. ولقد أذاقت اليميين كثير من الويلات والألم والخراب والشتات". لافتة إلى أن الحوثية "هي أداة بيد امريكا".

     

    من ناحيته، المحلل العسكري محمد عبدالله الكميم، كتب متحدثًا عن الحوثي: "قتل آلاف من اطفال اليمن، والآلاف من النساء والآلاف من شيوخ اليمن وشبابها، وعشرات الاف من قواتنا المسلحة اليمنية". 

     

    وأضاف مذكرًا بأعمال الحوثي: "سجن عشرات آلاف اليمنيين نساء ورجال وما زالوا، فجر المساجد ودور القرآن ودنسها وأحرق المصاحف، فجر المنازل على رؤوس ساكنيها، هجر 5 ملايين يمني، و في عهده تمت أكبر عملية تهجير في التاريخ الحديث في منطقة دماج، زرع 3 ملايين لغم في كامل الجغرافيا اليمنين، ويحاصر 4 مليون يمني في تعز منذ 9 سنين". 

     

    وأشار إلى أن مشروع الحوثي "إيراني فارسي ويعتبر شرطي إيران في المنطقة ويخطط لإسقاط الحرمين لصالح المشروع الايراني، ومشروعه أيضا قائم على نظرية الاصطفاء المنوي والعبودية وخرافة الولاية التي يرفضها الشعب وبسببها يسفك الدماء المحرمة ويهتك الاعراض، مشروعه قائم على تجهيل الشعب اليمني، وجعله متخلفا جاهلا لا يعي من علوم الدنيا شيئا، مشروعه قائم على الحرب والقتل ولا يعيش الا بالحرب والدماء، يحاربه الشعب اليمني منذ ٢٠ عام وما زال لليوم". 

     

    وقال الكميم: "تشتوا تقنعونا أن هذه العصابة الإجرامية الإرهابية تقاتل من أجل غزة واطفالها؟!. مردفًا: "اعقلوا وافهموا وصحصحوا.. فلن تبيض صفحته ولو حرر الاقصى، فنحن نعلم ما لا تعلمون".

    قد يعجبك ايضا!