اخبار هامة

    "إبراهيم عسقين" صوت إب الصادح في وجه المليشيا الحوثية (مقابلة)

    "إبراهيم عسقين" صوت إب الصادح في وجه المليشيا الحوثية (مقابلة)

    اب بوست-خاص

     حاوره: رئيس التحرير

     

    حين لزم البعض الصمت وارتأى البعض الآخر التواري عن الأنظار، برز اسم "إبراهيم عسقين" المقيم خارج الوطن، كأحد أبرز معارضي الانقلاب الحوثي في محافظة إب وفاضح جرائم المليشيا التي تطال المدنيين بشكل يومي.

     

    وفي الوقت الذي انتهجت فيه المليشيا القمع الحوثي ضد الصحفيين والإعلاميين والناشطين وأسرهم، وما تبعها من تشكل قناعة لدى الكثير بأن صوت إب سيخفت ولن يصل للإعلام ما يدور فيها كان لـ "عسقين" رأي آخر حيث استغل صفحته على "الفيسبوك" مكرسا جهده للدفاع عن المضطهدين وضحايا الانتهاكات، وتحمل عبئ الصدح بجرائم المليشيا وانتهاكاتها على كاهله غير آبه بالتبعات التي قد تطاله أو تطاله أسرته، مجسداً بذلك أنصع صور التضحية والنضال والمقاومة.

     

    انفراد "عسقين" بهذا الجهد الشخصي أعاد الروح المقاومة لكثير من ناشطي المحافظة وساهم في صناعة وعي مجتمعي كبير أوصل إب عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى صدارة المشهد رغم أنها بعيدة كثيراً عن الصراع المسلح.

     

    واجب وطني

     

    التقى "إب بوست" الناشط الإعلامي إبراهيم عسقين، وناقش معه جملة من المواضيع المتعلقة بنشاطه الإعلامي والتحديات التي يواجهها في مشواره الوطني في حوار شيق أجاب من خلاله على كثير من التساؤلات وكشف عن بعض الخفايا.

     

    في سؤالنا له عن دوافع تصدره مواجهة المليشيا الحوثية والكشف عن فسادها وانتهاكاتها واخفاقاتها في محافظة إب؟!، أجاب: "لا أظن أن الدفاع عن الجمهورية والهوية اليمنية والعقيدة وعن حقوق كل اليمنيين، يحدده ظرف يتواجد خلاله الإنسان اليمني سواء في الداخل أو الخارج أو يحدده أن يكون ذلك الشخص مغترب أو جندي أو معلم أو مزارع أو أي مواطن".

     

    يضيف: "من لديه قناعة داخلية بأن الحوثيين أتوا بمشروع كهنوتي وطائفي وعنصري الهدف منه تدمير اليمن وإذلال اليمنيين فسوف يقوم بما قمت به على مستوى قريته أو مدينته أو على مستوى الوطن بشكل عام".

     

    ويؤكد بشده أن قراره خوض هذا الغمار منذ سيطرة المليشيا على المحافظة في أكتوبر 2014م، نابع عن حس وطني خالص لا يخالطه رجاء مصلحة أو بحث عن جاه أو منصب أو صيت، كما أنه لا ينطلق من ثأر شخصي أو سياسي، مؤكداً أنه لا يحظى بأي دعم أو امتياز أو راتب او استحقاق من أي جهة إزاء ما يقوم به.

     

    ويتابع: "ما أقوم به واجب وطني كآلاف اليمنيين الذين يدافعون عن وطنهم ويسعون بكل فئاتهم وشرائحهم لاستعادة الدولة وانهاء الانقلاب".

     

    تأثير كثير

     

    وعن مدى تأثير عمليات الرصد للانتهاكات الحوثية وإظهارها على وسائل التواصل ومنها إلى وسائل الإعلام، يؤكد "عسقين" أن ما يقوم به كان له مردود إيجابي كبير حيث أظهر حجم تغول المليشيا وصلفها، وأبرز مظلومية أبناء المحافظة المسالمة، كما عرى المنظمات الحقوقية والدولية التي تسد آذانها أمام أنين الضحايا وتغض الطرف عن كثير من تلك الجرائم الحوثية.

     

    ويضيف: هناك قضايا تحولت إلى قضايا رأي عام بعد تناولها، وحظيت بالتفاف شعبي دفعت المليشيا أو بعض المحسوبين عليها مرغمين إلى رد تلك المظالم كالأراضي والعقارات والممتلكات الخاصة التي يجري السطو عليها.

     

    ويلفت أن "الحوثي" لديه حساسية مفرطة من الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ولذا تجد بعض قياداته حريصة على عدم خروج القضايا إلى السطح، ومحاولة إطفاء حرائق أخرى اشتعلت في وجوههم جراء التغطية الإعلامية، وذلك خشية الغضب الشعبي الذي يتزايد مع الأيام، وحتى تظل إب تحت قبضته كيف لا وهي "الدجاجة التي تبيض له ذهبا حيث أن ايراداتهم السنوية منها بمليارات الريالات" فضلا عن الحرص على بقائها كمخزون بشري للحشد للجبهات.

     

    وعن مصادر معلوماته التي تصله قبل الجميع، يؤكد الناشط "عسقين"، أن كل من يرفض مشروع الحوثي ويرفض الظلم والانتهاكات التي تحدث ولا يقدر البوح بها، خشية الاعتقال أو القتل أو الملاحقة أو الإقصاء من العمل هو مصدر معلومة بالنسبة له.

     

    ويضيف: نتيجة نشاطي وديمومة تسخير صفحتي لتبني قضايا المحافظة واطمئنانهم لي، وجد كثير من هؤلاء ضالته فيّ وقاموا بإرسال ما يتعرضون له من انتهاكات أو ما يشاهدونه من جرائم قضايا الفساد، وأنا بدوري أقوم بالتأكد منها قبل نشرها وبعد ذلك تتناقل مختلف وسائل الإعلام ما أكتبه.

     

    الصمت "خيانة"

     

    لا يرى "إبراهيم عسقين" مبرراً لأحد تمكن من الإفلات من مليشيا الحوثي وبات آمنا، أن يصمت إزاء الجرائم التي تطال أبناء محافظته معتبراً ذلك بمثابة "خيانة".

     

    ويضيف: "الصمت عن كل ما تتعرض له المحافظة والذي يعتري الكثيرين من أبناءها، أنا اعتبره خيانة منهم فكل شخص محسوب على محافظة اب وله القدرة على أن يعمل شيء لما فيه مصلحة المحافظة ومصلحة أبناءها ويتغافل أو يتكاسل عنه فهو خيانة لتلك المحافظة التي ولد وعاش وترعرع على ظهرها".

     

    وفي إجابته عن سؤال كيف تفسر صمت بعض إعلاميي وناشطي المحافظة من الحديث عن جرائم الحوثي، يُشير إلى عوامل كثيرة من بينها خوف بعضهم على أهاليهم وذويهم الذين لا يزالون في المحافظة من أن تطالهم آلة البطش الحوثية.

     

    ويتابع هناك فصيل آخر يرى أن الصمت أفضل الخيارات حتى لا يتم التعدي على مصالحه أو مصالح أقاربه داخل المحافظة، ولا يستبعد وجود آخرين يرون أن يحتفظوا بخط رجعة إذا ما آلت الكفة لصالح الحوثي تحت أي ظروف، حد وصفه.

     

    ويشدد الناشط "عسقين" على ضرورة أن يؤدي كل إعلامي وصحفي وناشط، واجبه المقدس نحو وطنه وشعبه على أكمل وجه قبل أن يؤدي مهمته كصحفي أو اعلامي في أمور أخرى.

     

    ضريبة كبيرة

     

    المهام العظيمة تواجهها صعاب كبيرة، وهذا ما ينطبق به الحال على الناشط الإعلامي "إبراهيم عسقين"، الذي تعرض لكثير من الصعوبات وواجهته تحديات كبيرة لاتزال قائمة، غير أنه أصر على المضي بهذا الطريق حتى النهاية.

     

    يقول: "أصبحت طريدا وشريدا ومُبعدا عن المحافظة منذ ثمان سنوات وأكثر، حتى أن والدي رحمة الله عليه مات خلال تلك الفترة ولم أستطع أن أحضر جنازته أو مراسيم دفنه كوني مطلوب وعلى رأس القائمة للأجهزة الامنية التابعة للحوثيين في محافظة إب".

     

    ويتابع: الأمر ذاته انعكس على وضعنا الأسري والحياتي بشكل عام.

     

    وفي مقابل ذلك يستغرب "عسقين" مع كثير من العتب من عدم اهتمام السلطة المحلية التابعة للحكومة الشرعية أو وزارة الإعلام أو الحكومة بالإعلاميين والناشطين الذي يدفعون ضريبة انحيازهم لمدينتهم وكرسوا كل جهودهم لفضح المليشيا ومشروعها الطائفي التدميري.

     

    محافظة منسية

     

    في إجابته على سؤال ما إذا أن محافظة إب تلقى الاهتمام الحكومي اللازم، يرى "عسقين" أن محافظة إب محافظة منسية بشكل متعمد من قبل الحكومة الشرعية ومؤسساتها المختلفة وعلى كل المستويات.

     

    ويضيف: القصور الحكومي تجاه إب لا يقتصر على المستويات الكبرى فيما يتعلق بتشكيل مؤسسات الدولة وتوفير الإمكانات لتحرير المحافظة واستعادتها، وإنما يصل لمستويات دنيا.

     

    ويضرب مثلاً بوضع الإعلاميين والناشطين الذين قال إنه يتم "تهميشهم وتركهم يواجهون الظروف المعيشية التي بالتأكيد ستكون عليهم شديدة وقاسية قد تدفعهم لليأس والابتعاد عن متابعة ورصد ما يجري داخل المحافظة من جرائم وانتهاكات وفوضى يقوم بها الانقلابين وأتباعهم وهذا ما تقدمه بطبيعة الحال الحكومة الشرعية على طبق من ذهب لخصومهم في جماعة الحوثي!".

     

    رسالة أخيرة

     

    وعبر "إب بوست" وجه إبراهيم عسقين، رسالة إلى كل الناشطين والإعلاميين والمهتمين بقضايا المحافظة، باستغلال وسائل التواصل الاجتماعي وتسخيرها لخدمة المحافظة واليمن بشكل عام.

     

    ولفت إلى أن الاعلام أصبح قادرا على تشكيل الوعي لدى الأفراد وتوجيه الرأي العام في الكثير من القضايا المجتمعية، داعيا إلى أن يستغل أي شخص موهبته وأن يخدم بها وطنه وأبناء شعبه.

     

    قد يعجبك ايضا!